الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زهور كرام ترصد ذات المؤلف في النص الروائي

3 يوليو 2013 00:39
محمد نجيم (الرباط)- بعد كتابها “الرواية العربية، وزمن التكون” تُواصل، الناقدة والباحثة المغربية، زهور كرام، رصد التحولات في الرواية، حيث صدر لها حديثاً كتاب نقدي، بعنوان “ذات المؤلف.. من السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي”. وفي هذا الكتاب، الصادر عن منشورات مطبعة الأمنية بالمغرب، عملت المؤلفة على مساءلة ومناقشة أعمال عز الدين التازي، ومحمد برادة، ومحمد أنقار، ويعبد علوش، وليلى أبوزيد، ونفيسة السباعي، وعبد الغني أبوالعزم، وذلك من خلال رصد وتتبع ذات المؤلف في النص الروائي. ويشكل موضوع الذات من أهم المواضيع التي أثرت بحضورها في عملية تجنيس النص السردي المغربي، إذ تصبح الذات رهاناً سردياً للكتابة السردية. وترى الدكتورة زهور كرام أن الأمر لا يتعلق في هذا المستوى بما توافق عليه- نقدياً- بالسيرة الذاتية، حيث الذات تكون معبراً لإحياء حكايتها، بناء على مرجعية واقعية يدعمها- كتابة- مبدأ التطابق التام بين المؤلف والسارد والشخصية، ولكن في مستوى هذا النموذج من الكتابة السردية نكون داخل زمن التخييل، وغير معنيين بسؤال التطابق، لأن ذات المؤلف تخترق التخييل سيرة أو ثقافة، من أجل إعادة البحث في هوية الذات، وفي تاريخ أفكارها وحياتها، بعيداً عن أفق توثيقها، كما هو السائد مع السيرة الذاتية. وحسب هذا التوظيف، لم يعد النص الروائي يخضع للتصنيفات التي حددتها نظرية الأجناس الأدبية، نظراً لظهور أشكال مختلفة لبناء النص، بل أكثر من هذا، تولد إحساساً نقدياً بتمرد الرواية على الأجناس الأدبية التي تعود عليها النقد، ومن خلالها تعتمد المؤسسات الأدبية، وكذا المكتبات، على ترتيب الأعمال الأدبية، في تعاقد مسبق بينها وبين القارئ. إحساس حفز النقد على إعادة طرح أسئلة جديدة، من وحي الأشكال الروائية الجديدة، وباعتماد رؤية تاريخية لنظرية الأجناس. وتتساءل المؤلفة “هل تعبر الأشكال الجديدة للتجلي الروائي عن تجاوز التصنيف السابق للأجناس الأدبية؟، وهل عدم انضباط النص الروائي لمعايير التصنيف المسبق في نظرية الأجناس الأدبية يعد تمرداً للنصوص الراهنة على التصنيفات المألوفة؟، وهل الكتابة السردية اليوم أصبحت تعبر عن البعد الثقافي للكاتب؟” يسعى الكتاب للبحث والتفكير في وضعية الكتابة السردية الروائية بالمغرب، والتي تنحو منحى التذويت، باستحضار ذات المؤلف في التخييل النصي. وذلك من أجل التفكير في وضعية العلاقة بين الواقعي والتخييلي في صناعة النص السردي، وتأثير ذلك في وضعية التعاقد المألوف بين الكتابة والقراءة من جهة، ثم وضعية الأجناس الأدبية من جهة ثانية. إن مجال الرؤية في هذا الكتاب لا يتعلق بمنطقة السيرة الذاتية التي يتم حسمها من دون لبس، مع تحقيق مبدأ “المطابقة” بين المؤلف والسارد والشخصية، ولكن الاشتغال يحدث هنا في هذه الحالة التي تشكل وضعية المؤلف بين ذاته الفاعلة في الواقع وذاته المتأملة في التخييل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©