الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كأس العالم تفتح صفحة جديدة للروح الوطنية

26 يونيو 2006 00:41
قبل عدة أعوام كان مجرد رفع علم ألمانيا فوق سيارة أو منزل أي من المواطنين الالمان يمثل رمزا للتعصب الوطني ينظر إليه بشكل سلبي بعد أن حاول الكثيرون طمس الوطنية الالمانية حتى في داخل ألمانيا عقابا لها ولمواطنيها على التاريخ النازي في الحرب العالمية الثانية· ولكن مع اشتعال المنافسات في كأس العالم 2006 المقامة حاليا بألمانيا والانتصارات المتتالية التي يحققها المنتخب الالماني والاحتفالات المنتشرة للمشجعين في كل مكان تغير الوضع كثيرا ولم تعد هناك سيارة أو منزل إلا ووضع فوقها علم واحد على الاقل لالمانيا بما في ذلك سيارات الشرطة الالمانية· وقد ظهر ذلك مبكرا قبل بداية البطولة عندما ناشد يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الالماني بالتحلي بالوطنية ''الايجابية''· ويبدو للكثيرين أن كأس العالم الحالية ستكون بالفعل صفحة جديدة للوطنية الالمانية بعد أن أيقظت الشعور الوطني بشكل كبير لدى المواطنين بمختلف المراحل السنية والانتماءات حيث يتجمعون جميعا الآن حول هدف واحد وهو تشجيع المنتخب الالماني وانتظار الانتصارات المتتالية· وإذا كان شعار كأس العالم الحالية في ألمانيا هو ''العالم في ضيافة الأصدقاء'' أو كما يريده الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ''حان الوقت لعقد الصداقات'' فإن شعار الالمان أنفسهم تحول إلى ''حان الوقت لاستعادة الوطنية''· ومع كل انتصار يحققه المنتخب الالماني تجتاح الشوارع والميادين العامة في مختلف المدن الالمانية احتفالات صاخبة تستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي· ولم تشهد ألمانيا من قبل أجواء مثل هذه الأجواء التي تعيشها حاليا على الرغم من استضافتها لكأس العالم 1974 وفوزها بالكأس في نفس البطولة تحت اسم ألمانيا الغربية· وحتى عندما فاز المنتخب الالماني بكأس العالم 1990 بإيطاليا لم تكن الروح السائدة آنذاك مثلما هي الآن طبقا لما يؤكده المراقبون· ومن المؤكد أن الالمان يعيشون حاليا أزهى أيامهم· وعلى الرغم من ارتفاع حجم الديون في الفترة الماضية وارتفاع نسبة البطالة وهو ما شغل الأوساط السياسية في الفترة الماضية طغت انتصارات المنتخب واحتفالات كأس العالم على أي اهتمامات أخرى· وتزداد احتفالات الجماهير صخبا في ألمانيا مع كل انتصار يحققه الفريق لأن هذه الانتصارات ستعود بالنفع في المقام الأول على البطولة ككل خاصة وأن استمرار الفريق الالماني يضمن لها النجاح على المستوى الجماهيري والاعلامي بدرجة كبيرة· وعلى الرغم من الاهتمام المعروف عن المواطنين الالمان بأعمالهم والتزامهم التام والصارم بقضاء مصالحهم طبقا لجدول زمني معروف يصعب خرقه لم يجد الالمان مفرا من إدخال بعض المرونة على هذا الجدول لمتابعة مباريات المنتخب الالماني· ولم تشذ الدوائر السياسية عن ذلك فقد حرص الكثيرون من أعضاء البرلمان الالماني ومسؤولي الحكومة وعلى رأسهم المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وكذلك الرئيس الالماني هورست كولر على ترتيب أوقاتهم في كثير من الاحيان لمشاهدة مباريات المنتخب الالماني إما في المدرجات أو من خلال شاشات التلفزيون أو شاشات العرض التي وضعت في بعض القاعات الكبيرة في مقرات الهيئات الحكومية والبرلمان· ويستطيع من شاهد احتفالات الجماهير بفوز المنتخب الالماني على نظيره السويدي بهدفين في الدور الثاني للبطولة وتأهله لدور الثمانية أن يدرك التغير الكبير في روح الوطنية لدى المواطنين الالمان فقد طاف المشجعون جميع أنحاء ألمانيا بعد إطلاق الحكم لصفارة نهاية المباراة· وارتفعت الاعلام فوق سيارات المشجعين الذين أطلقوا نفير سياراتهم بشكل غير معتاد في الشوارع الالمانية التي يصعب أن تسمع فيها صوت أبواق السيارات خاصة وأنها تعني التنبيه إلى وجود خطأ وانتقاد وتوبيخ مرتكب الخطأ· ولكنها كانت تعني هذه المرة فرحة المشجعين الغامرة بالانتصار الرائع الذي حققه فريقهم· والتف الشبان والفتيات وكذلك كبار السن بأعلام ألمانيا وانطلقوا على المنتزهات العامة للاحتفال وارتقى بعضهم الأماكن المرتفعة لرفع العلم الالماني عاليا· ولم تجد الشرطة الالمانية عملا لها في ظل التزام الجميع بالأمن دون إخلال بالنظام سوى غلق بعض الشوارع أمام حركة السيارات خوفا من وقوع أي حوادث مفاجئة في غمرة الاحتفال بالفوز· وردد الجميع أناشيد النصر وفي مقدمتهم نشيد ''برلين· برلين· سوف نذهب إلى برلين'' في إشارة إلى وصول الفريق لنهائي البطولة في برلين·وأكدوا على أن البطولة لفريقهم وطالبوا بضرورة الوصول للمباراة النهائية والفوز بها· وإذا حدث ذلك فمن المؤكد أن كأس العالم الحالية ستكون بداية كتابة تاريخ جديد لروح الوطنية الالمانية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©