الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السعودية وتونس يصيبان الجماهير العربية بنقطة

26 يونيو 2006 00:42
جاء خروج المنتخبين السعودي والتونسي صفر اليدين من الدور الاول للبطولة ليلقي الضوء من جديد على المشاركات العربية في البطولات الكبرى وتراجع مستواها بشكل كبير عما كانت عليه حتى عام 1994 مما أساء بالفعل إلى سمعة الكرة العربية على المستوى الدولي· ولم ينجح المنتخبان السعودي أو التونسي في تحقيق أي فوز ببطولة كأس العالم المقامة حاليا في ألمانيا ونال كل منهما نقطة واحدة فقط أصابت الجماهير العربية بمختلف انتماءاتها ''بالنقطة'' لانها كانت من تعادلهما سويا والذي كان بداية الطريق نحو الخروج المبكر· وبالطبع ليس مطلوبا من أي من الفريقين أن يترك المباراة للفريق الاخر لانه مبدأ مرفوض في الرياضة· وربما تكون القرعة قد ظلمت الكرة العربية عندما أوقعت الفريقين سويا في مجموعة واحدة ولكن الفريقين ظلما بعضهما البعض بعد أن وضعا كل تركيزهما في المباراة الاولى بينهما ونسيا باقي البطولة· وخاض المنتخبان المباراة فيما بينهما بدافع عدم الهزيمة وليس بدافع الفوز وسنحت الفرصة لكل منهما ليخرج فائزا ولكنهما أهدرا الفرصة الثمينة فتقدم المنتخب التونسي في الشوط الاول بهدف عندما تراجع المنتخب السعودي خوفا من الهزيمة· وفي الشوط الثاني تغير الحال لان المنتخب السعودي لم يكن لديه ما يبكي عليه فظهر بمستوى مختلف تماما وسجل هدفين ولكنه بعد أن اطمأن للنتيجة لجأ إلى الدفاع مجددا ليحتفظ بتقدمه فكانت الكارثة باستقبال شباكه لهدف التعادل في الوقت الضائع من المباراة لتتضاءل فرصة الفريقين في التأهل إلى الدور الثاني بعدما حققا للمنتخب الاوكراني أفضل نتيجة يريدها من هذه المباراة لتفيده في مشواره بالمجموعة· وبعد انتهاء مباراة الفريقين سويا اعتقد الجميع أن التعادل بينهما سيهدئ من روع اللاعبين ويعيد الاستقرار للفريقين على أمل أن يحقق كل منهما نتائج طيبة في المباراتين التاليتين· ولكن الواقع أكد عكس ذلك وأظهرت باقي المباريات التي جرت في المجموعة أن المنتخبات العربية لا تلعب مع الفرق الاجنبية على نفس المستوى وأن الحماس فيما بين الفرق العربية في المواجهات المباشرة بينهما ليس سوى نوع من العصبية حيث يرغب كل فريق في فرض نفسه زعيما على الاخر ومن الصعب الاتفاق على الصالح العام مثلما يحدث في مجال السياسة تماما وطبقا للمقولة السائدة ''اتفق العرب على ألا يتفقوا''· وفي المباراة الثانية لكل من الفريقين السعودي والتونسي صدمت الكرة العربية في ممثليها فلم يكن الاداء بنفس الحماس والقوة التي لعب بها الفريق التونسي في الشوط الاول والسعودي في الشوط الثاني من مباراتهما سويا· وسقط المنتخب السعودي في هوة سحيقة أمام الفريق الاوكراني وتلقت شباك مبروك زايد أربعة أهداف بواقع هدفين في كل شوط ولم يستطع التعويض في الشوط الثاني كما فعل أمام تونس· أما المنتخب التونسي فاحتفظ بتقدمه على المنتخب الاسباني بهدف حتى الدقيقة 70 ولكنه فشل في الاحتفاظ بتقدمه حتى النهاية واهتزت شباكه بثلاثة أهداف متتالية في 20 دقيقة فقط وفشل أن يسير على نفس نهج مباراته الاولى أمام السعودية وأن يعوض· ولم يتفق الفريقان السعودي والتونسي في أي شيء إلا في كلمة الوداع حيث خسر كل منهما مباراته الاخيرة السعودية أمام أسبانيا وتونس أمام أوكرانيا بنفس النتيجة واتفقا أيضا في إهدار الفرصة الضئيلة الباقية لكل منهما ليودعا كأس العالم بعد أن أفسدا سمعة كرة القدم العربية بهزيمة كل منهما في مباراتين والتعادل فيما بينهما فقط· وفشل كلا من الفريقين في أن يظهر بنفس الشكل الذي ظهر عليه المنتخب الجزائري في كأس العالم 1982 أو المنتخبين التونسي نفسه في كأس العالم 1978 والسعودي نفسه في كأس العالم 1994 لان كل منهما ركز في المباراة التي تجمع بينهما دون باقي المباريات· الاكثر من ذلك أن كلا منهما فشل في اكتساب احترام المتابعين لان الفريقين لم يقدما عروضا مشابهة لتلك التي قدمتها فرق أقل منهم خبرة· ففي الوقت الذي بدا فيه المنتخبان السعودي والتونسي بدون أي خبرة رغم أنها المشاركة الرابعة لكل منهما ظهرت فرق مثل غانا وأوكرانيا وترينيداد وتوباجو التي تشارك للمرة الاولى بشكل أفضل كثيرا واكتسبت إشادة واحترام جميع المتابعين للبطولة بل إنها اجتذبت جماهيرية لدى المشجعين الالماني الذين توافدوا على الاستادات المختلفة لتشجيعها· أما المنتخبان السعودي والتونسي فكانا يخسران جماهيرهما مع كل مباراة حيث رحلت الكثير من جماهير الفريقين عائدة إلى بلادها بعد المباراة الاولى· والسؤال الذي يحير الجميع هو هل يظل معنى التفوق لدى المنتخبات العربية هو فوزها في المواجهات فيما بينها ؟ أم تتطلع خلال الفترة المقبلة للوصول بالفعل إلى المرتبة العالمية وألا يقتصر دورها في كأس العالم على المشاركة فقط ؟
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©