الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقات واشنطن «المشروطة» تواجه انتقادات في باكستان

علاقات واشنطن «المشروطة» تواجه انتقادات في باكستان
26 أكتوبر 2017 21:47
إسلام آباد (وكالات) قوبلت تصريحات وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون»، التي أوضح فيها أن إدارة ترامب ستسعى لعلاقات «مشروطة» مع باكستان، بانتقادات شديدة في إسلام أباد، باعتبار مثل ذلك التوجه «سياسة إكراه». وأدلى «تيلرسون» بتصريحاته خلال زيارة لأفغانستان قبيل توقف دام عدة ساعات في باكستان، حيث قاد وفداً أجرى محادثات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين كبار في باكستان يوم الثلاثاء الماضي، تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، مع تركيز على التعاون لتحقيق السلام والمصالحة في أفغانستان. وقال وزير الخارجية الأميركي في قاعدة «باغرام» العسكرية في أفغانستان: «إن الولايات المتحدة ستتبنى مقاربة تستند على شروط تجاه باكستان، وهذه المقاربة تعتمد على ما إذا كانوا في باكستان سيتخذون إجراءات ضد طالبان أفغانستان وجماعات إرهابية أخرى»، ممن زعم أنها تلقى دعماً من باكستان. وقوبلت هذه التصريحات برفض في باكستان، جاء على لسان رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، رضا رباني، الذي وصفها ب«غير المقبولة»، مضيفاً «إن وزير الخارجية الأميركي يتصرف مثل نائب ملك». وانتقد محللون مستقلون أيضاً التصريحات التي اعتبروها معادية لباكستان، مصرّين على أنه كان الأجدر به أن يتناول تصريحاته ومطالبه واهتماماته أو بواعث قلقه، مع الزعماء الباكستانيين، في لقاء ثنائي، بدلًا من استخدام وسائل الإعلام. وذكر «سيد نظير موماند»، وهو لواء عسكري متقاعد، أن الولايات المتحدة دائماً ما تحاول إملاء شروطها على باكستان، وتربط العلاقات بشروط. وأشار «موماند» إلى كثير من القوانين الأميركية السابقة، التي استخدمت لفرض عقوبات على باكستان، كما فعلت حين فرضت عقوبات على برنامج باكستان النووي السلمي. وأضاف «موماند»: «إن مطالب الولايات المتحدة لا نهاية لها، وهم يريدون ممارسة الضغوط على باكستان تحت أعذار مختلفة، وإذا قبلت باكستان أحد هذه المطالب، سيطرح الأميركيون المزيد من المطالب والشروط». وأكد ضرورة أن تطرح باكستان مطالبها الخاصة، إذا أراد الأميركان حماية مصالحهم الخاصة، وعندها سيكون لباكستان نفس الحق. من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف، إن القادة المدنيين والعسكريين الباكستانيين، قد عبروا عن وجهات نظرهم بشكل صريح، خلال لقائهم مع تيلرسون والفريق المرافق له. وأفاد آصف، بعد لقائه مع تيلرسون، بأن القادة الباكستانيين قد أبلغوا الوفد الأميركي أن باكستان تواجه صعوبات بسبب السياسات الأميركية في المنطقة. أما السفير الباكستاني السابق عياض وزير، فأوضح أن باكستان والولايات المتحدة لديهما آلية ثنائية لبحث كافة القضايا، وكان بإمكان وزير الخارجية الأميركي طرح كل ما يريد مع القادة الباكستانيين خلال مباحثات ثنائية، بدلاً من إطلاق تهديدات لباكستان خلال حديثه من بلد آخر. وأضاف «من المؤسف أن تيلرسون يتبنى موقف التهديد، كما فعل الرئيس دونالد ترامب حين أعلن استراتيجيته تجاه أفغانستان وجنوب آسيا، في أغسطس». ويعتقد الباكستانيون أيضا أن الولايات المتحدة قد تجاهلت تضحياتهم ضد الإرهاب، وتناست دور باكستان في تسهيل عمليات القوات الأميركية ضد نظام طالبان في أفغانستان أواخر عام 2001. وهناك رأي عام في باكستان يؤمن بفكرة أن الولايات المتحدة تحاول إلقاء اللوم على باكستان، بعد أن فشلت مساعي واشنطن لتحقيق نصر في حربها بأفغانستان. ويقول مسؤولون باكستانيون علناً: «إن محاولة جعل باكستان كبش فداء لفشل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لن تنجح».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©