الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فنزويلي مشلول يطلب القتل الرحيم جراء الأزمة الاقتصادية

26 أكتوبر 2017 21:47
باركيسيميتو (أ ف ب) تمنى «ماركو» الموت عندما أصبح مصاباً بشلل رباعي جراء حادث قبل 12 عاماً، غير أنه تخطى تلك المحنة وتزوج وتبنى طفلة.. إلى أن عاد إلى دوامة اليأس عينها راهناً؛ بسبب النقص في الأغذية والأدوية في فنزويلا، وهو ما دفعه لطلب القتل الرحيم. ويعيش الرجل البالغ من العمر 45 عاماً في شقة صغيرة بالكاد تتسع لسرير وبرّاد، وهو ما انفك يطلب المساعدة منذ يوليو 2016، مسجلاً 16 شريط فيديو في المجموع بثها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوجه «ماركو» في آخر المقاطع التي صورها إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متوسلاً إياه أن يساعده على الموت بكرامة في هذا البلد، حيث يحظر الاستعانة بعمليات القتل الرحيم. وقال له: «نموت جوعاً، فإما أشتري الطعام أو أشتري المعدات الطبية». وقد أصيب «ماركو» بشلل رباعي إثر حادث سيارة. ويوضح من شقته المتواضعة في «كابوداريه» شرق البلاد: «كنت أطلب من الجميع بعيد الحادث أن يقتلني قبل أن أتقبل ما حل بي». ويتابع هذا التقني الصناعي، الذي يعتاش من إعانة ومعاش تقاعدي يبلغ مجموعهما 186 ألف بوليفار في الشهر، أي 4.3 دولارات بحسب سعر الصرف في السوق السوداء: «لا أريد الموت، لكنني أريد العيش في ظروف أفضل، وإذا تعذر ذلك أفضل القتل الرحيم». ويؤكد ماركو: «لم يعد في وسعي تدبر أموري، فالمعيشة باتت غالية جداً»، علماً أن القسطرة البولية تكلفه 24 ألف بوليفار، في مقابل 50 ألف بوليفار للكيلو جرام الواحد من اللحم. ويرزح ملايين الفنزويليين مثله تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بهذا البلد النفطي، الذي كان لانهيار أسعار النفط الخام وقع كارثي عليه، والذي لم يعد يستورد أي سلعة غذائية أو دواء تقريباً. والمنتجات القليلة المتبقية تباع بأسعار خيالية. وبحسب الاتحاد الصيدلي، يفتقر البلد إلى 85 في المئة من الأدوية اللازمة. وبعد انتشار شريطه الأخير، الذي صورته ابنته البالغة من العمر 13 عاماً، والتي تعارض فكرة القتل الرحيم، اتصل به أشخاص كثيرون ليعرضوا عليه المساعدة. وللرد على هاتفه، يحرك ماركو عصاً خشبية بوساطة فمه. وعندما كانت المواد الغذائية لا تزال متوفرة بأسعار معقولة في المتاجر الكبيرة، كان «ماركو» ينتظر في الطوابير على كرسيه المدولب أمام المحلات. وليس القتل الرحيم الخيار الأول بالنسبة إلى «ماركو»، الذي يفضل بالدرجة الأولى الحصول على وظيفة ومسكن لائق. وهو يقر: «أرغب في العمل ويسهل علي استخدام الهاتف والكمبيوتر». لكن وضعه ما ينفك يتدهور. وراحت تنبعث «رائحة موتى» من الأنبوب الذي يستخدمه للتبول، والذي لم يغير لمدة ثلاثة أسابيع. ويثابر ماركو على الصمود من أجل ابنته وزوجته. فهو قد تزوج «آنا باريوس»، البالغة 30 عاماً، قبل خمس سنوات وتبنى معها «دايكيليز». وتقول «آنا» والدموع في عينيها: «يحب الخروج ومراقبة كل ما حوله، وفي السابق كنا نخرج لتناول المثلجات، لكنه الآن يعيش مسجوناً بين أربعة جدران في ظل الارتفاع الشديد للأسعار». وتأمل «آنا»، العاطلة عن العمل، والتي تحترف الحياكة، أن يتخلى زوجها عن فكرة القتل الرحيم. ولم تعد العائلة تأكل في المنزل سوى «الكاسافا» والموز، وهذا كل ما تيسر لهم دفعه. وتقول ابنته بالتبني «دايكيليز»، إنها عندما سجلت الشريط الأخير لوالدها لم تكن تعرف بمفهوم القتل الرحيم. وتروي: «أجريت لاحقاً أبحاثاً على الإنترنت وبدأت أبكي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©