«أبوظبي السينمائي» يعرض أفلام التجريب في السينما العربية منذ الستينيات

يتابع مهرجان أبوظبي السينمائي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عروضه في “جناح وسط المدينة” الذي يقع أمام برج خليفة في دبي مع دفقه جديدة مؤلفة من أربعة أفلام تأتي هذه المرة من برنامج “خرائط الذات.. التجريب في السينما العربية من الستينيات إلى الآن”. وبرنامج “خرائط الذات” تأسس على التعاون بين متحف الفن الحديث (MoMA) ومؤسسة آرت إيست في نيويورك بحيث يقدم ما يمكن وصفه بمقترح جمالي على اتصال بتراث سينمائي مغيب وغير معروف على نطاق واسع، وذلك من خلال تركيزه على أفلام عربية ذات بنى فردية وجمالية وإبداعية. وكان مهرجان أبوظبي السينمائي قد قدّم في دورته الرابعة عدداً من أفلام “خرائط الذات”، بينما عُرض كامل البرنامج في متحف الفن الحديث (MoMA). والأفلام الأربعة المنتقاة للعرض في “جناح وسط المدينة” هي من بين تلك التي عرضت في نيويورك خريف 2010. ويأتي جدول العروض كالتالي: فيلم “ميناء الذاكرة” يعرض يومي الخميس والجمعة المقبلين في السابعة والنصف مساءً، ويعتبر فيلم “ميناء الذاكرة” قصة نادراً ما تروى عن إخلاء يافا من أهلها، تلك المدينة الساحلية المزدهرة اقتصادياً وحضرياً في فلسطين قبل 1948. يتتبع فيلم الجعفري ما يجري مع عائلته بعد أن تلقت أمراً بإخلاء منزلها في العجمي، هذا الحي المواجه للبحر والذي كان يسكنه الأثرياء في السابق. بأسلوبه الشعري الخالص، يمثل “ميناء الذاكرة” مرآة لحالة من تعذر العيش حاضراً وغائباً في آن واحد. فيلم “سجل اختفاء” يعرض يومي الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري في السابعة والنصف مساء، ويمثل «سجل اختفاء» بحثاً تأملياً عما يعنيه أن يكون المرء فلسطينياً. في هذا الفيلم المحاك من سلسلة لوحات صغيرة ذكية، بعضها تأملي وبعضها الآخر مشحون بطرافة ونقد لاذعين، تعبر كل لوحة عن مشاعر المخرج إيليا سليمان وعن حالته الذهنية بينما يراقب الحياة اليومية في فلسطين. يرسم سليمان هذا الخيط النفسي عبر لقطات لممثلة فلسطينية تكافح لتجد شقة تسكنها غرب القدس، وصاحب محل الأرض المقدسة للتذكارات إذ يهيئ بضاعته لسياح يابانيين دخلوا لتوهم، ونساء مسنات يثرثرن عن أقربائهن، فيأخذنا المخرج في رحلة عبر تفاصيل الحياة ملأى بالشجون والذكريات. فيلم “يد إلهية.. يوميات الحب والألم” يعرض يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من الشهر الجاري في السابعة والنصف، ويتبع “يد إلهية” حيوات مجموعة من الشخصيات في سعيها للحفاظ على مظهر الحياة الطبيعية في الناصرة والضفة الغربية والقدس، في حين أنها في حقيقة الأمر عالقة في ظروف تنكر عليها حقوقها الإنسانية الأساسية. يعرّف الفيلم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بأشد التعابير وضوحاً وقسوة؛ ويكشف في سلسلة من المشاهد الفانتازية المنفذة ببراعة، التعبيرات العبثية للصراع كما تتجلى في الأحداث اليومية ومشاعر الغيرة الصغيرة. من خلال الضحكة الناشئة من مثل هذه الكآبة، يعكس الفيلم إحساساً بالنصر على المشقات والمحن. فيلم “الزمن الباقي” الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي من الشرق الأوسط في مهرجان أبوظبي السينمائي 2009 يعرض في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري في السابعة والنصف مساء، وفي هذا الفيلم يعود إيليا سليمان ليعاين عن كثب حياة العرب الذين يعيشون بمدينة الناصرة منذ 1948 حتى اليوم وذلك من منظور يتسم بالبراعة والخفة في آن معاً. استناداً إلى ذكرياته ومذكرات والده، يروي المخرج قصة متمرد شاب يعود إلى الناصرة من منفاه الإجباري بعد أن صار رجلاً ليفاجأ بتبلد شعور أهلها بدلاً من أن يستبد بهم الغضب لما هم فيه. يتسم سرد سليمان للأحداث التاريخية بالذكاء والتناقضات المدمرة. وأوضح بيان صحفي صادر أمس عن إدارة المهرجان أن مهرجان أبوظبي السينمائي يطمح عبر مشاركته في “جناح وسط المدينة” إلى تسهيل وتشجيع الحوار بين السينمائيين، وداعمي السينما، والرعاة والنشطاء عبر الإمارات، الذين يشكلون مصدر النمو الملموس للثقافة السينمائية المحلية، حيث يحتضن “جناح وسط المدينة” حراكاً فريداً لأنواع مختلفة من الفعاليات الفنية، كما يوفر منبراً للتفاعل الاجتماعي والثقافي بين الجمهور من جهة، والجيل الجديد من الفنانين في المنطقة من جهة أخرى. يشار إلى أن مشاركة مهرجان أبوظبي السينمائي في “جناح وسط المدينة” تم إطلاقها في الثالث عشر من الشهر الماضي وذلك بعرض أربعة أفلام تلقت منحة “سند” صندوق دعم السينما العربية. وسيتم عبر الشهور المقبلة التركيز على عرض الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان أبوظبي السينمائي في دوراته الفائتة، وسيعرض خلال شهر رمضان المبارك مختارات من الأفلام الإماراتية القصيرة التي سبق لها أن شاركت في مسابقة أفلام الإمارات، بالإضافة إلى الأفلام التي ساعدت على توسيع الوعي تجاه القضايا البيئية الهامة.