الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: سوريا تشهد كارثة إنسانية والحل السياسي يبتعد

الإمارات: سوريا تشهد كارثة إنسانية والحل السياسي يبتعد
12 ديسمبر 2016 09:44
عواصم (وام، وكالات) ندد فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الأمنية والعسكرية الذي ترأس وفد الدولة المشارك في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في العاصمة الفرنسية باريس أمس، بما يحدث في حلب وباقي المدن السورية المحاصرة، من كارثة إنسانية، في نفس الوقت استعاد تنظيم «داعش»، السيطرة على مدينة تدمر القديمة بريف حمص الشرقي وأجبر القوات السورية على الانسحاب إلى مطار تي فور العسكري، بعد أن كان انسحب منها لساعات تحت كثافة القصف السوري. وقال المزروعي إن «ما يحدث على الأرض في حلب وباقي المناطق المحاصرة يضع المجتمع الدولي في موقف صعب ويبعدنا أكثر عن الحل السياسي». وأوضح أن سوريا تشهد اليوم كارثة إنسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد أن «العمليات العسكرية المبعثرة في الميدان تخدم مصلحة التنظيمات الإرهابية وتعزز نفوذها». وشارك وفد الدولة اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في باريس، الذي تناول الوضع الميداني والإنساني في حلب وعمليات وقف إطلاق النار وأهمية وضع استراتيجية شاملة للمرحلة المقبلة، إلى جانب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ورئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حاجي حسن. وقدم حجاب موجزا حول الوضع الميداني المأساوي في حلب وسياسة التهجير التي تنبئ بعواقب كارثية، وأكد أهمية الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية لدفع عجلة العملية السياسية والبدء بمفاوضات جادة. من جهة أخرى نفى سيرجي ريباكوف، نائب وزير الخارجية الروسية، أمس أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق على السماح لمقاتلي المعارضة السورية المتواجدين في حلب بالمغادرة. كانت تقارير إعلامية غربية قد نقلت عن مسؤول في المعارضة السورية، لم تكشف عن اسمه، قوله: إن «أميركا وروسيا تقترحان إجلاء آمنا لكل مقاتلي المعارضة من شرق حلب»، وأن «اقتراح الإجلاء الروسي الأميركي للمقاتلين والمدنيين الراغبين في الرحيل سينفذ خلال 48 ساعة». وقال ريباكوف «ما تناقلته الوكالات الغربية ليس صحيحا بالضرورة، قضايا مغادرة المسلحين هي موضع اتفاقيات منفصلة بين روسيا والولايات المتحدة، هذه الاتفاقية لم يتم التوصل إليها بعد»، وتابع أن السبب في ذلك «يرجع أساساً إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تصر على شروط مرفوضة مثل الهدنة التي من شأنها، في الواقع، أن تمنح حرية الحركة للمسلحين الذين تقاتلهم القوات السورية». وتقدمت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها أمس في جنوب شرق حلب، وقال مسؤول بالمعارضة إن المقاتلين يواجهون «الموت أو الاستسلام» في منطقة تتقلص باستمرار، مع وجود أعداد كبيرة من المدنيين تحت قصف مكثف، وفر أكثر من 10 آلاف مدني منذ منتصف ليل الأحد السبت من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل في شرق حلب وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام لتلك المنطقة. وعلى بعد أكثر من 200 كيلومتر من حلب تقدم مسلحو تنظيم «داعش» بشكل مفاجئ واستعادوا السيطرة على مدينة تدمر. وقال محافظ حمص، إن تنظيم «داعش» سيطر على مدينة تدمر القديمة، وإن الجيش يقاتل لاستعادتها. وفي أول اعتراف رسمي للحكومة بسقوط تدمر مرة ثانية في أيدي المتشددين نقلت قناة الإخبارية السورية عن طلال البرازي قوله إن الجيش انسحب من المدينة، وأضاف إن الجيش يستخدم كل السبل المتاحة لمنع الإرهابيين من البقاء في تدمر. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القصف الجوي السوري والروسي أوقع الكثير من القتلى في صفوف داعش. وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية إن «الجيش والمسلحين الموالين له انسحبوا من تدمر باتجاه مطار تي فور العسكري (T-4) بعد الهجوم الكبير الذي شنه داعش» على المدينة. وكان التنظيم انسحب في وقت سابق من وسط تدمر إلى مشارفها، تحت ضراوة الضربات الروسية المكثفة، بعد أن كان دخلها وسيطر على «جبل الطار» المطل عليها، كما سيطر على صوامع الحبوب وحواجز للنظام شرق المدينة. وأكد التنظيم أنه قتل نحو 250 من قوات النظام والمليشيات الموالية له خلال المعارك الدائرة في ريف حمص الشرقي منذ عدة أيام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية من جهتها عن مصادر إعلامية من المعارضة أن الاشتباكات توقفت في تدمر مع استمرار القصف الجوي، وأن قوات النظام انسحبت باتجاه الريف الجنوبي. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مركز مراقبة روسي قوله، إن نحو 4 آلاف من مقاتلي التنظيم أعادوا تنظيم صفوفهم وبدأوا هجوما ثانيا لاستعادة تدمر بعد طردهم منها، وإن «الجيش السوري يقاتل دفاعا عن المدينة». وقال المركز إن «داعش يستقدم قوات كبيرة» من معقليه في الرقة ودير الزور لمؤازرة مقاتليه في الهجوم على تدمر. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، أنها شنت 64 غارة على مواقع التنظيم في تدمر ومحيطها، مما أسفر عن مقتل «أكثر من 300» من مقاتليه. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن غارة لقوات التحالف على الرقة في سوريا أسفرت عن مقتل القيادي في تنظيم «داعش» المدعو «بوبكر الحكيم». وأوضح البيان أن «الحكيم وهو فرنسي من أصل تونسي كان قياديا في تنظيم داعش من أمد بعيد، ولديه علاقات وثيقة بمتطرفين آخرين فرنسيين وتونسيين». بريطانيا تتوقع سقوط حلب بيد النظام السوري لندن (أ ف ب) قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، إن قوات النظام السوري ستقوم على الأرجح باستعادة مدينة حلب من أيدي مقاتلي المعارضة. وأكد فالون في حديث لتلفزيون «بي بي سي» أنه «يبدو الآن للأسف أن حلب ستسقط»، ورفض قبول فكرة إمكانية انتصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتساءل «كيف يمكنك الانتصار عبر قصف المستشفيات وعبر منع قوافل المساعدات الإنسانية، وسينتهي الأمر بوجود دولة يسيطر النظام فيها على 40% فقط، ويعارضه غالبية شعبه، هذا ليس انتصارا لأحد». وبحسب فالون، فإن بريطانيا ستواصل الطلب من روسيا «استخدام تأثيرها لوقف هذه الحرب الأهلية ومساعدتنا في إعادة إعمار سوريا مع حكومة تعددية حقيقية». وأضاف «بعدها يمكننا بدء مهمة التعامل مع تنظيم داعش».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©