الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القدوة الحسنة

26 يونيو 2006 00:56
المرأة المسلمة في هذا العصر تعيش فراغاً في كل شيء: - فراغاً في القدوة، فلا تجد من تقتدي بها في أخلاقها ودينها·· - فراغاً في الإيمان، فلا تجد من يذكرها بالله تعالى ويطعم روحها من معاني القرآن والسُنة·· - فراغاً في الوقت، تشكو من كثرة الأوقات وقلة الأعمال·· وفي مقابل ذلك تواجه هجمة شرسة لهدم حرمتها، وتضييع كرامتها، بألفاظ براقة، ودعايات خداعة، تنادي بحقوقها ومساواتها بالرجل· تصوروا فتاة لا تجد القدوة الحسنة التي تعلمها وتهذبها وتربيها لا في البيت ولا في المدرسة ولا الكلية، وتعاني ضعفاً في الإيمان، وجهلاً بأحكام الدين، يصاحب ذلك الفراغ وتوفر المال، ثم يأتيها جند إبليس من كل حدب وصوب يزينون لها الخروج والغزل والتبرج واللهو، يوهمونها أن ذلك من حقوقها، وأن فيه سعادتها وراحتها وملء فراغ وقتها، وقتل الملل الذي في حياتها·· ألا يدعوها كل ذلك الى الانجراف الى مواطن الخطر، وفساد الخلق، وضياع الحياء والدين؟ نحن في هذه الكلمة العابرة نحاول أن نبرز لاختنا القدوة والأسوة التي تبحث عنها فلا تجدها، نجتهد في أن نقدم صورة مشرفة لفتاة مؤمنة صادقة تصلح أن تكون قدوة لكافة الفتيات والزوجات· هذه الفتاة لم يتجاوز عمرها العشرين، كانت صابرة دينة خيرة قانعة شاكرة لله، بشرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالجنة مع السيادة فيها، فهي سيدة نساء العالمين في زمانها·· فمن هي؟ وكيف نالت هذه الدرجة الرفيعة، في الوقت الذي يتهاوى فيه كثير من النساء، والشيطان يتخذهن غرضاً وهدفاً لكل مفسد؟ قال عليه الصلاة والسلام: (رأيت النار، فرأيت أكثر أهلها النساء)· لم تكن لتصل الى ما وصلت إليه بالتبرج والسفور وتضييع حق الله عليها·· لم تكن لتصل الى الجنة والسيادة على نسائها، وهي غارقة في شهواتها، لم تكن كذلك إلا وهي صاحبة مبادئ وإيمان، صاحبة طاعة وعبادة لربها، قرة عين لزوجها، قائمة بحقه وحق بيتها، حافظة لعرضها وعفتها وجمالها، بعيدة عن أعين الرجال، محتشمة صادقة مؤمنة خاشعة· فأيما فتاة أرادت أن تلحق بركبها، فلتركب مطيتها، ولتقتد بسيرتها، ولتتخذها أسوة· قال عليه الصلاة والسلام: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)· إنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الطاهرة النقية الطائعة المتعبدة الكارهة للتبرج والسفور، الصابرة على ما أصابها رضي الله عنها·· ولدت قبل البعثة بقليل، وتزوجها علي رضي الله عنه، في السنة الثانية للهجرة، وولدت له الحسن والحسين·· كان أبوها رسول الله يكرمها ويحبها لصدقها ودينها وصبرها· قالت عائشة رضي الله عنها: ''جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله، فقام إليها أبوها وقال: ''مرحباً بابنتي··'' ( ما قام لها وما أحبها إلا لعظم شأنها عند ربها··)· لم تكن فتاة ككل الفتيات، ولم تكن امرأة ككل النساء، لم تفخر على النساء والقرينات بأبيها، ولم تتعال على زوجها بمنزلة أبيها، بل كانت رضي الله عنها نعم الزوجة لزوجها، تقوم على خدمته، وتسعى في رضاه، وتأتمر بأمره وتقف عند نهيه، مثال رائع لكل زوجة مع زوجها· عبدالله سعد
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©