الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صرخات طلاب الثانوية العامة من العربي تدق ناقوس الخطر

صرخات طلاب الثانوية العامة من العربي تدق ناقوس الخطر
26 يونيو 2006 01:05
تحقيق - سامي أبوالعز: صدى صرخات طلاب الثانوية من امتحان اللغة العربية لايزال يتردد في أسماعنا·· هذه الصرخات تدق ناقوس الخطر ليس فقط لصعوبة الامتحان الذي أنتهى منذ أيام، وإنما تعد مؤشراً حول حال لغة الضاد في حياتنا فهي ليست مجرد مادة علمية في مدارسنا وإنما تتجاوز ذلك بكثير، فهي اللغة القومية للبلاد وجزء من الهوية، وقبل كل ذلك لغة القرآن التي نتعبد بها· وحال اللغة العربية في مدارسنا يرثى له فقد وقفت جامدة على مر عقود بلا تجديد ولا تطوير ففشلت في التحدي وانتصرت عليها لغات وليدة وفازت بالسباق فاحتلت المدارس وتتسابق لتفوز بالضربة القاضية في كل المناهج· أوضح خبراء التربية وجود أزمة حقيقية في مناهج اللغة العربية وطالبوا بضرورة تطوير أساليب تقديمها وتبسيط قواعدها وتمكينها في المدارس جنباً إلى جنب مع اللغة الإنجليزية، وأكدوا ضرورة إخضاع المعلمين إلى تدريب مكثف حتى تستعيد اللغة عافيتها وتأخذ دورها كوعاء للعلم· وأشاروا إلى ضرورة تدخل المشرع لحماية اللغة العربية وإنقاذها من الوهن الذي تعيشه حتى تنهض من سباتها العميق· مشكلة حقيقية هناك مشكلة حقيقية بالنسبة للغة العربية ووجودها في واقعنا على مستوى الوطن العربي وفي الإمارات بشكل خاص نتيجة انفتاح الدولة على العالم واعتبار اللغة الإنجليزية في الوقت ذاته أداة هامة من أدوات الانفتاح على هذا العالم، ويشير عيسى السري رئيس جمعية المعلمين إلى عدم وجود اهتمام على المستوى المحلي باللغة العربية كما ينبغي، ويرجع هذه المشكلة لعدة أسباب تتمثل في أن اللغة العربية لم تخدم بشكل جيد بحيث يكون لها مقاييس عالمية مثلما يحدث في اللغة الإنجليزية من التويفل وغيرها من المستويات، مشيراً إلى أن اللغة العربية لم تخدم من أبنائها ولم تطور حتى تكون سهلة وقريبة لمتعلميها فلازالت بعض التعقيدات القديمة موجودة بها، مؤكداً أن أمور الحياة أصبحت تؤسس كلها على اللغة الإنجليزية خاصة في اشتراطات القبول في الجامعة وفي العمل ما أدى إلى جود اضمحلال في استخدام اللغة العربية في العمل والبحث والدراسة وبالتالي تراجع أهميتها من ناحية استخدامها كوعاء للعلم وأصبحت أغلب المؤسسات الآن تشترط اللغة الإنجليزية في غياب اشتراطات اللغة العربية التي تعد أكبر وأوسع وأقدم من كل اللغات بما فيها الإنجليزية· تطوير تدريس اللغة وقال السري: إن مناهج تدريس اللغة العربية أصبحت تحتاج لتطوير فيما يتعلق بتطوير أساليب تقديمها وأن تكون هناك أولوية على المستوى القومي والقطري للغة العربية خصوصاً أن القانون والدستور جعلا منها اللغة الأولى· وأشار إلى احتياج المعلمين إلى تدريب على طرق التدريس وتبسيط قواعد اللغة دون الحاجة إلى التعمق الكبير في قواعدها ما يجعلها صعبة على الطلاب· وأوضح أن القضية تحتاج إلى تدخل تشريعي فالمسألة ليست قضية تعليمية فحسب فجميعنا يعلم أن اللغة العربية هي لغة القرآن والعلم، وتستطيع أن تستوعب كل شيء فأكبر معجزة - القرآن - جاءت بها·· لكن تأخر العرب والمسلمين فأصبحوا في ذيل القائمة فلم يعملوا على تطوير حضارتهم فانعكس وضعهم المتأخر على لغتهم العربية التي يجب أن تنهض لتأخذ دورها· ضرورة تمكين العربية وطالب السري بضرورة تمكين اللغة العربية في الجامعات وأماكن الدراسة وسوق العمل جنباً إلى جنب مع اللغة الإنجليزية ما يتطلب وجود اهتمام وأن يرتبط هذا الأمر بالعرب جميعاً من خلال جامعة الدول العربية، وطالب بضرورة أن يكون دخول الطلاب إلى الجامعات مشترطاً بدرجات محددة في العربية· وأضاف لابد أن تكون هناك دراسة من قبل الحكومة والمجلس الوطني والتعليم العالي لتحديد الكليات التي يقتصر تدريسها على اللغة العربية وإغلاق المجال أمام مزاحمة اللغة الإنجليزية لها في كل التخصصات، مشيراً إلى أن بعض الجامعات تدرس جميع موادها بالإنجليزية ما ينعكس سلباً على تعلم اللغة العربية واستخدامها في كافة نواحي الحياة· دعم اللغة والآن كيف ندعم تدريس اللغة العربية في مدارسنا ؟ تجيب فوزية حسن غريب مديرة منطقة الشارقة التعليمية، مؤكدة أن تعزيز اللغة العربية في مدارسنا يتطلب تدريس جميع المواد باللغة العربية· وقالت: إننا مطالبون بمراجعة مناهج اللغة بصورة دورية حتى تواكب مستجدات العصر بالإضافة إلى ضرورة التدقيق في اختيار معلمي اللغة العربية على أن يتعرضوا لاختبارات خاصة أسوة بما يحدث عن اختيار مدرسي اللغة الإنجليزية· التطوير والنهوض ويرى الدكتور محمد عيادات موجه أول اللغة العربية بإدارة التوجيه التربوي في وزارة التربية أنه إذا نظرنا إلى واقع مادة اللغة العربية في مدارسنا هذه الأيام وخاصة إذا تفحصنا بعمق نتائج امتحانات الطلبة، نصل إلى نتيجة مفادها أن اللغة العربية في مدارسنا بخير، ورغم هذه النتيجة التي تبدو أنها إيجابية إلا أننا لم نقف عندها كمسلمة يستند إليها في تعميم الأحكام حول مستوى اللغة ومن يتحدث بها أو من يتعامل بها وخاصة في ظل ظروف مزاحمة اللغة الإنجليزية التي أصبحت تطفو على السطح وكأني بها تريد الاستئثار بكل شيء وكل عمل· وأضاف هذا الأمر يجعلنا أمام تحديات كبيرة تفرض علينا ضرورة إجراء مراجعة تأملية لواقع حال اللغة العربية لتطويرها والنهوض بمستوى المتحدثين بها إلى درجة تنافس اللغات الأخرى بل وتتقدم عليها، موضحاً أن مثل هذا يتطلب منا مراجعة أيضا لأدواتنا وطرائق تدريسنا للغتنا العربية التي باتت تستوجب أجراء تغيير في ثقافتنا التدريسية السائدة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©