الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هردبشت ابن عربي

هردبشت ابن عربي
1 أكتوبر 2010 20:36
(1) أنا هردبشت بن هردبشت بن هردبشت بن هردبشت بن هردبش.....! هذا الاسم التائه بين العربية والفارسية والتركية بلا نظام، الذي يدل على لا شيء وعلى كل شيء في ذات الوقت. أنا أنت وأنت وأنتم وأنتن وهم وهن ونحن جميعا. كل واحد منا يكمن في مغائره الداخلية هردبشت ما، بطريقة ما. كل واحد منا، من الوزير حتى الخفير، هو هردبشت بطريقته. أنا هردبشت، المكافئ غير الموضوعي للإنسان الأعلى «السوبرمان» كما عبر عنه الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه في الكثير من كتبه، ومنها كتاب «هكذا تكلم زرادشت». عند نيشه، السوبرمان هو القوي الكامل الذي لا يأبه بالعواطف ولا بالأخلاقيات في سبيل القوة والسيطرة. أما أنا فخليط عجيب يمد لسانه لعلماء النفس والاجتماع ولجهابذة الكيمياء والفيزياء والأحياء، لأني لا أخضع لقوانين العلوم، ولا يمكن تكييفي ولا «تقييفي»، حسب الأواني المستطرقة. أنا البدوي الريفي المديني/ أنا البدائي المشاعي المتحضّر! أنا القوي المتجبر القاتل السارق الخارق!! الضعيف المنهوك المقتول المسروق المخترق!! الفظ المجامل، الماكر الساذج، المثابر التنبل، الأبله الذكي، المجنون العبقري!! القاتل والضحية /الساخط المسخوط /الحاقد المحقود /العادل الظالم /الشجاع الجبان /المتهور الرعديد. الخاضع للسلطة مثل خروف / المتمرد الدائم عليها.. أنا صانع السلطة التي تذلني. سحب الفوضى تحيطني من الاتجاهات الستة، لذلك كانت ثوراتي تتحول الى مجرد هبّة أو هيّة، ثم تعود الأمور الى «مجاريها»، وأرجع مقموما ومسحوقا ومطرمجا. أو كنت أنجح أحيانا في تحقيق النصر، لكن الثورة تنقلب علي، وتتحول الى سلطة أسوأ من الأولى، وأعود مجرد رقم مقموع ومسحوق ومطرمج وماكل روح الخل. (2) لغة رائعة.. إذا أحببت فإنك تستطيع أن تعبّر فيها عن حبك من «قلب ورب»، وإذا كرهت تستطيع أن تعبر عن كرهك من قلب ورب، وإذا رثيت أحداً تستطيع أن تعبر عن تفجعك ومدى حزنك من قلب ورب.. وكذلك يحصل إن هجوت أو مدحت او تشببت أو تفاخرت أو تفشخرت.....!! قلنا التفاخر ؟!... انها الأروع بلا منازع في هذا المجال خص نص. وأعجب كيف لا تستعيرها شعوب العالم أجمع للتفاخر والتباهي وممارسة العجرفة وإظهار المنافس المحمظة.. الإ اذا كانوا لا يأبهون بالتفاخر كما نأبه نحن، وهذا عيب.. فيهم وليس فينا. أما الأعداء.. فإن لغتنا العربية تفش غلّـنا بهم، تسمح لنا بتهزيئهم ومسح الأرض بهم، ولعن سنسفيل أبو اللي عقبهم، دون أن يستطيعوا رد المسبة والشتيمة، فلغتهم لا تسعفهم في هذا المجال. ولا شك أننا نستخدم الكثير من التشبيهات الضمنية ولغة السوف وأخواتها و «لا بد» وبنات عمها، حتى ننكد عيشتهم ونحرمهم من لذة فوزهم علينا واحتلال أراضينا دون ان نفعل شيئاً. إنها لغة كاملة مكملة، ونحن نجيد استغلالها واستنباط التعابير والصور البيانية والألفاظ البديعية التي «لا تخرّ منها المية» ولا شوربة الهيطلية.. ونبتكر كل فترة مجموعات من المصفوفات اللغوية التي تتناسب وطبيعة المرحلة وتعطينا القدرة الدائمة على تحقير الأعداء.... والأصدقاء إن أردنا. لغتنا رائعة وعبقرية، لكننا نعاني معها من مشكلة واحدة وبسيطة... وهي أنها لغة مكتملة أكثر مما ينبغي، لدرجة أننا نستطيع أن نقول كل ما نريد قوله في الحب والحرب والسلم، وفي جميع الأوضاع.. بعدها نكتفي ولا نشعر بالحاجة الى القيام بأي فعل حقيقي لدحر الأعداء.. فنحن نشعر أننا قد دحرناهم وهزمناهم في مجال اللغة ولا داعي للتنكيل بهم، وكفى المؤمنين القتال. هذه مشكلتنا البسيطة مع لغتنا...فهل لها حل؟؟؟ فلنبحث معا عن الحل، ولنستعن بالأصدقاء!! ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©