الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي: نمد غصن الزيتون ويد القانون

المالكي: نمد غصن الزيتون ويد القانون
26 يونيو 2006 01:37
بغداد - حمزة مصطفى ووكالات الأنباء: باركت الكتل الرئيسية الشيعية والسنية والكردية في البرلمان العراقي امس مبادرة الحوار والمصالحة الوطنية التي عرضها رئيس الوزراء نوري المالكي سعيا لانهاء اعمال العنف والدفع بالعملية السياسية قدما الى الامام· لكن وان غاب عن المبادرة أي اشارة صريحة الى فتح حوار مع الجماعات المسلحة لا سيما مع المعارضة التي أبداها ''الائتلاف الموحد'' بهذا الشأن بحيث اقتصرت المسألة على عفو عام مشروط عمن لم يرتكب اي جرائم حرب ضد العراقيين، دعا السفير الاميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد ''كل المتمردين'' الى القاء سلاحهم والانضمام الى العملية السياسية والديموقراطية، معترفا في الوقت نفسه بأنه سيكون من الصعب تطبيق المصالحة على المدى القريب وانما يتطلب ذلك مدى زمنيا ابعد· واستجابت مبادرة المالكي المكونة من 24 بندا الى عدد من المطالب الاساسية للسنة وخاصة اعادة النظر في هيئة اجتثاث ''البعث'' واخضاعها للقانون والقضاء وحل الميليشيات الحزبية وابعاد القوات المسلحة عن النفوذ السياسي واعتاد آلية اوامر قضائية للمداهمات والاعتقالات، كما تضمنت عفوا محدودا عن المعتقلين لكن مع استبعاد كل من حملوا السلاح· وقال المالكي في مؤتمر صحافي بعد تقديم مبادرته ''ان المصالحة لا تكون مع الارهابيين او الممنوعين سياسيا او الصداميين وانما هناك وجهات نظر لم يتورط اصحابها بدماء ولا بجريمة وهناك شرائح هنا وهناك لا تزال ممتنعة عن المشاركة في العملية السياسية ونحن نريد ان نجتذبها اليها''· فيما شدد زاد على ان اولئك الذين يريدون اعادة النظام السابق (الصداميون) مستبعدون من الخطة· ورغم ان ممثلي الكتل السياسية في البرلمان أعلنوا تأييدهم للمبادرة فور اعلانها، الا انهم أبدوا ايضا ملاحظات عكست رؤى متباينة لاولوياتها، حيث قال زعيم جبهة ''التوافق'' السنية عدنان الدليمي ''اؤيد هذه المبادرة وادعو جميع ابناء الشعب لمساندتها لانها ستكون الخطوة الاولى لتحقيق الامن والاستقرار والبدء في بناء العراق الجديد''، لكنه دعا المالكي الى اصدار امر بايقاف المداهمات واطلاق النار على العراقيين· فيما ابدى عمر الجبوري ممثل جبهة الحوار الوطني تحفظه على عدد من بنود المبادرة وطالب باحترام ''المقاومة المشروعة''· وشدد النائب عن ''الائتلاف الموحد'' جلال الدين الصغير على ضرورة ان يستخدم رئيس الوزراء اليد الحديدية في مواجهة الارهابيين وان يقطع يدهم، وقال ''اتمنى ان تكون هذه المبادرة مشروع عمل جاد والا تبقى حبرا على ورق''· فيما قال فؤاد معصوم من ''التحالف الكردستاني'' ان اي مبادرة لتثبيت الوحدة الوطنية مباركة وأي خطوة لاستتباب الامن في هي ضرورية· وكان المالكي قال قبل بدء تلاوة بنود مبادرته امام البرلمان ''الى من يريد البناء نمد يد المصافحة بغصن الزيتون الاخضر والى من يصر على القتل نمد لهم يد القانون''، واضاف ان المبادرة لا تعني تكريم القتلة والمجرمين وانما تتحرك باتجاه الكثيرين الذين ادركوا انه لا مستقبل لمعارضة العملية السياسية بعد الانتخابات ولا مجال للتهميش والاقصاء· وتابع قائلا ''ان ما يقوم به الارهابيون اضاع فرحة العراقيين بسقوط صدام والصورة البشعة التي تنقلها الفضائيات عن العنف ينبغي الوقوف بوجهها بعدة وسائل والسير جنبا الى جنب في التصدي للارهاب بآليات الشدة والحزم وفي فتح باب الحوار لمن يرغب في الانضمام للعملية السياسية''· وشدد المالكي في كلمته التي استغرقت 15 دقيقة على انه يطلق مشروع الحوار والمصالحة من اجل تاكيد التلاحم بين ابناء الشعب واشاعة روح الانسجام بين مكوناته وتعميم روح المواطنة المخلصة التي يتساوى عندها الكل في حقوقهم وواجباتهم دوت تمييز على اسس طائفية ومذهبية· مشيرا الى أنه سيتم تشكيل هيئة وطنية عليا باسم الهيئة الوطنية لمشروع الحوار الوطني تضم ممثلين عن السلطات الثلاث ووزير الدولة للحوار والكتل البرلمانية المختلفة والمرجعيات الدينية· واعترف المالكي بصعوبة حل قضية الميليشيات الحساسة لأنها أجنحة عسكرية لبعض الأحزاب بما في ذلك ''الائتلاف الموحد''، لكنه قال في الوقت نفسه ان فشله في حل الميليشيات قد يؤدي إلى حرب أهلية، مشيرا الى ان حسم المشكلة سيكون من خلال حلول سياسية واقتصادية وأمنية· في وقت رحب الشارع العراقي بمبادرة المصالحة والحوار ووصفها بأنها انطلاقة موفقة في مسيرة الحكومة الجديدة لانهاء مظاهر العنف واحتضان جميع العراقيين في الطريق الى عراق موحد ومستقر· الى ذلك، اشار زاد الذي دعا جميع المتمردين الى القاء السلاح والانضمام الى العملية السياسية الى ان السفارة الاميركية والجيش الاميركي والحكومة العراقية ستقرر قريبا ''خارطة طريق'' لخفض قوات التحالف في العراق، وقال ''لا احد يحب ان تحتل بلده ونحن نفهم ان بعض العراقيين قلقون من وجود القوة المتعددة ولكننا سنضع قريبا خارطة طريق لزيادة قدرة القوات العراقية في الاعتماد على ذاتها وبناء على ذلك سيتم اجراء تعديلات في خفض عدد قوات التحالف الى ان تتمكن القوات العراقية من الاعتماد على نفسها· واعتبر وزير الدفاع البريطاني ديس براون من جانبه ان خطة المصالحة التي اعلنها المالكي تعتبر تقدما كبيرا بالرغم من المخاطر التي تنطوي عليها، واضاف ''لم تتم تسوية اي نزاع في العالم بدون الاهتمام بمسألة المصالحة والمصالحة تفترض المجازفة وقد انطوت العملية على مخاطر سواء في جنوب افريقيا او ايرلندا الشمالية او البلقان''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©