نجاة عبد النعيم (باريس)
أكد عدد من الخبراء والباحثين الفرنسيين أهمية مواجهة الدعم القطري للإرهاب وتنظيم «الإخوان»، الإخوان والفكر المتطرف الإقصائي، الذي يؤدي بالكثير ممن يحملونه إلى تنفيذ أعمال إرهابية، مؤكدين أن قطر تستلهم مبادئها المتطرفة من تنظيم «الإخوان» الإرهابي وتستخدمه من أجل نشر التوتر والعنف وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس تحت عنوان «قطر والإخوان ورعاية الإرهاب»، لفضح الممارسات القطرية ودعمها للإرهاب والصفقات المشبوهة التي عقدتها الدوحة لتقويض المنطقة العربية، ونظمه وأداره فيريدريك انسل رئيس جامعة المدرسة التجارية اوف باريس بناء على ما جاء في كتاب «قطر وسر الخزائن الحديدية» للمؤلفين جورج مالبرينو وكريستيان شينوه.
وناقش نخبة من السياسيين والإعلاميين والكتاب قضية تمويل الإرهاب والدول المتورطة في ذلك. وجاءت جل المداخلات لتشير إلى الدعم القطري من خلال الأموال والإعلام وقناة الجزيرة لنشر الإرهاب وتفريخ الجهادين في شتى الصور أياً كان لدعم جماعة بوكو حرام أو القاعدة أو داعش. وأكدوا على أن قطر خصصت 160 مليون يورو لدعم الإخوان في أوروبا.
فمن جانبه قال رزق شحاته رئيس جمعية العلمانية للجميع ومرشح سابق للبرلمان الفرنسي في مداخلته إن تنظيم «الإخوان» الإخواني هو السبب في الإرهاب الذي يشهده العالم وأن كل ما يعانيه العالم العربي من تشرد وتهجير وقتل وإبادة وخراب لدول بعينها هم السبب فيه.
ونوه رزق شحاته إلى أن «الإخوان» تجار الدم هم السبب في مأساة الطفل السوري الذي لقي حتفه على ساحل المتوسط والذي أدمى عيون البشرية، موضحاً أن القرضاوي هو مفتي الدم والإرهاب وهو مفتي الإخوان، اعتبر مشروع حسن البنا هو المشروع المتنور للدول العربية، وألف كتاباً اسمه «الإخوان.. سبعون عاماً من الدعوة والتربية والجهاد»، وأشار إلى أن القرضاوي تأثر بحسن البنا وكان مقرباً من السيد قطب وهو صنيعة المخابرات القطرية ويعتبر الذراع الديني هو واتحاد علماء المسلمين لقطر. وأشار إلى أن من أهم فتاوى القرضاوي.. فتوى لانقلاب تميم على أبيه حمد، وفتوى لخروج الشعب المصري للتظاهر ضد مبارك والسيسي، وأفتى بأن الذين تظاهروا ضد مرسي هم خوارج وبعيدين عن طاعة الله، وفتوى للشعب التونسي أن يثوروا ضد ابن علي وبعد سنتين زار تونس بدعوة من حركة النهضة وأفتى ألا يخرج الشعب التونسي عن طاعة الغنوشي وأفتى بقتل القذافي وبشار وأفتى بالجهاد في سوريا ومصر وليبيا وكل من يموت سينال الجنة والحور العين.
وفي الإطار نفسه، قال ديفيد ريجوليت روزا أستاذ العلوم السياسية إن قطر التي تمول الإرهاب وتوفر لهم السلاح والعتاد، هي نفسها قطر التي تندد بالإرهاب وتتنصل من رعايتها وإيوائها لهم في بلادها من ناحية وفي موطنهم الأصلي من ناحية أخرى!
وأشار إلى حرص الدوحة على شراء السلاح من فرنسا وخاصة طائرات الرافال ومن دول أخرى ثم تمد هذه الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين، مندداً بسياسية تسليح دوله تعمل علي دعم الجهاد والإرهابيين. أما إيمانويل رزاقي الصحافي في القناة الفرنسية الثالثة مؤلف كتاب «قطر والحقائق المحظورة» فقال «الأجيال القطرية الجديدة ضائعة بين حداثة أوروبا والتشدد الديني، وذلك ما رصدته بعد أن عشت عدة سنوات في الدوحة، ورصدت هشاشة المجتمع القطري وضياع الأجيال القطرية الجديدة المتخبطة».
وأضاف « تحدثت في كتابي «قطر والحقائق المحظورة» عام 2013 عن صعود الأمير الصغير الذي يدعى تميم وبسط سيطرته على جميع مؤسسات الدولة عن طريق وسائل الإعلام». وأردف «الشباب القطريون الذين يسافرون إلى أوروبا أو أميركا للدراسة، يتشبعون بقيم الحداثة، وعندما يعودون يصدمون بالواقع في قطر». أما ميكائيل برازون صاحب كتاب عن الإخوان صدر في عام 2013 وقام بعمل فيلم تسجيلي عرض بالقناة الثالثة الفرنسية، فقال «الإخوان جذورهم نازية فاشية»، موضحاً أن قطر تستلهم مبادئها المتطرفة من ذلك التنظيم الإرهابي، مضيفا أن الإخوان لديهم اقتصاد يسمح لهم بضمان الأمن المالي والتمويل، عن طريق التمويل الذاتي كما أن لهم أيضاً مصادر أخرى للتمويل، مثل تقديم الدعم المشبوه، من قبل المنظمات العملاقة لـ«إمارة الغاز» قطر، لافتا إلى أن خلافات تلك الجماعة الإرهابية مع الحكومات المختلفة، نتيجة حصولهم على تمويل غامض بخلاف تحويلات مالية من مصادر مجهولة.، وقال إن الوجهة الخارجية لـ «الإخوان» شرعية أما مايتم خلفها فهو يخالف تماماً هذه الوجهات الزائفة من الجهاد والقتل والعنف وسحق الدماء. ومن جانبه أشاد الشيخ التونسي الفرنسي حسن شلغومي بالدور الإماراتي والسعودي والمصري في التصدي للإرهاب ولدولة قطر التي تدعمه وتموله، وقال إن قطر تنشر الإسلام السياسي وهي التي نشرته في الكثير من الدول. وأضاف «لولا الإخوان لكنا كلنا أخوة». وأعاد مؤكداً على تصريحات المسؤول البلجيكي حول حجم الملايين التي ضخت في أوروبا لتمويل الإرهابيين في أوروبا. وأشار حسن شلغومي إلى أن قطر استطاعت شراء فريق سان جيرمان لكرة القدم (PSG) بفرنسا إلا أنها لم تستطع أن تشتري الأفكار.
عدد اليوم
