الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبان بوتان لا يعتبرون وطنهم مملكة السعادة

3 يوليو 2013 14:02
تيمفو (أ ف ب) - تشتهر مملكة بوتان التقليدية الواقعة في الهملايا بين الصين والهند بمؤشر “إجمالي السعادة الوطنية” الذي يركز على رفاه السكان قبل النمو الاقتصادي، لكن عددا متزايدا من الشبان أصبح يرفض حاليا اعتبارها مملكة السعادة. وابتكر ملك بوتان السابق في السبعينيات مؤشر السعادة، الذي أصبح مؤشرا للتنمية في العالم أجمع وحل محل مؤشر إجمالي الناتج المحلي. وبحسب هذا المؤشر، تقاس سعادة سكان بلد معين بأخذ النمو الاقتصادي بالاعتبار، إضافة لمعايير أخرى مثل الحفاظ على الثقافة والبيئة والحكم الرشيد. لكن بعدما لحقت بوتان بركب العولمة وسمحت بدخول السياح إلى أراضيها للمرة الأولى سنة 1974، والتلفزيون سنة 1999، ثم الديمقراطية سنة 2008، يبدو أنها فقدت شيئا من رونقها. وقال أخصائي الاجتماعي جيجمي ونجشوك (24 عاما) الذي يعيش في العاصمة تيمفو “من الواضح أن الناس هنا ليسوا سعداء. نحن نواجه تحديات عدة والكثيرون يعانون”. وتتخوف السلطات من تفاقم ظاهرة استهلاك المخدرات في الدولة التي ظلت منعزلة عن العالم لقرون عدة. وأصبح استهلاك الكحول، خصوصا النبيذ المصنوع من الأرز، جزءا من الثقافة المحلية. لكن أمراض الكبد أصبحت من الأسباب الرئيسة للوفاة في هذا البلد الذي يضم 750 ألف نسمة، حسبما كشفت إحصاءات وطنية نشرت سنة 2012. ولم تنفتح بوتان على العالم الخارجي إلا في السبعينيات، لكنها لا تزال تنتقي سياحها حتى اليوم من خلال منح تأشيرة دخول تكلف 200 دولار لليوم الواحد. ولا تزال البوذية الديانة الرسمية في المملكة، لكن النسيج الاجتماعي التقليدي يتفكك تدريجيا. وقال الطبيب النفسي دامبر نيرولا إن “نسبة الجرائم ترتفع كل سنة، وتظهر في الشارع جرائم لم تكن موجودة قط قبل 10 سنوات، مثل السرقة والنشل في الشوارع”. وأضاف أن البطالة مصحوبة بالإدمان ومعاقرة الخمر هي التحدي الرئيسي الذي تواجهه البلاد. وتدرس هيئة إجمالي السعادة الوطنية المعنية بالتخطيط في البلاد كل التدابير الاقتصادية، للتأكد من أنها تتماشى مع مبادئ إجمالي السعادة الوطنية. لكن السكان يشككون في حسن تطبيق هذا المبدأ. ومع تفاقم الازمة الاقتصادية، روج رئيس الحكومة لمفهوم إجمالي السعادة الوطنية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال تينزيج لامسانج محرر صحيفة “ذي بوتانيز” “ تضاعفت وقتها الانتقادات، لأن الناس اعتبروا أن الهم الاول لدى المسؤولين هو ترويج لمفهوم السعادة في الخارج”. واعتبروا أن السعادة الوطنية أصبح مفهوما شائعا في أوساط النخبة، لكنه لم يعد يعني شيئا للسكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©