11 مليار درهم حجم تجارة اللؤلؤ العالمية في 2009

يبلغ إجمالي حجم تجارة اللؤلؤ عالمياً 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) تمثل نحو 2% من إجمالي تجارة المجوهرات العالمية البالغة 150 مليار دولار، بحسب مشاركين في المنتدى العالمي الأول لصناعة اللؤلؤ الذي استضافته دبي أمس بمشاركة 200 متخصص في هذه الصناعة من 20 دولة· وقال خبراء دوليون متخصصون في صناعة اللؤلؤ إن دبي تقود جهوداً دولية لإنعاش تجارة اللؤلؤ عالمياً وإقليمياً ومواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها الأزمة المالية العالمية والتي أدت إلى تراجع الإنفاق على السلع الفخمة بنسبة 10% خلال الربع الأخير من عام ·2008 وأشادوا في الوقت ذاته بالجهود التي تقوم بها دبي لإعادة إحياء هذه التجارة في المنطقة وتحويل الإمارات إلى مركز عالمي لتجارة اللؤلؤ ورفع حصة هذه التجارة من إجمالي سوق المجوهرات العالمي إلى 5 مليارات العام المقبل· ولفت مشاركون في المنتدى إلى أن الدراسات تبين أن تجارة اللؤلؤ تتمتع بإمكانات نمو كبيرة في حال تعاون جميع المختصين في هذا المجال لتعزيز الوعي باللؤلؤ والمجوهرات اللؤلؤية لدى المستهلك· حركة التجارة في الوقت الذي استبعد فيه أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة أن يكون للأزمة المالية العالمية أي أثر على نشاط بورصة دبي للؤلؤ فيما يخص المزادات والتداولات فيها، فإنه أشار إلى تأثر حركة التجارة بشكل ملموس خلال الفترة الأخيرة التي تشهد ترقباً من قبل المصنعين لمستقبل السوق، الأمر الذي جعلهم يحتفظون بما لديهم من منتجات؛ انتظاراً للوقت المناسب للبيع· ووسط غياب للبيانات الخاصة بالتجارة الدولية للؤلؤ، قدر مشاركون في المنتدى حصة منطقة الشرق الأوسط واليابان والهند والصين بنحو 8% فقط من السوق العالمي لتجارة المجوهرات بشكل عام والذي تستحوذ عليه الولايات المتحدة بنسبة 35% و5% إلى إيطاليا· وقال أحمد بن سليم إن منتدى اللؤلؤ العالمي الأول من نوعه يهدف من خلال المناقشات التي شهدها خلال اليوم الأول إلى إيجاد منصة طويلة الأمد لاستضافة المناقشات الدولية حول كيفية مواصلة تطوير قطاع تجارة اللؤلؤ عالمياً عبر اتباع مناهج متماسكة لزيادة وعي المستهلك وتعزيز الطلب على اللؤلؤ· وقال إن بورصة دبي للؤلؤ تخطط من خلال تنظيمها لمثل هذا المنتدى لتوحيد هذه الصناعة عبر تسليط الضوء على الفرص المتاحة، فضلاً عن تحديد البرامج المتكاملة التي ستشمل إشراك كبار المساهمين في تجارة اللؤلؤ العالمية، متوقعاً أن يتم في المستقبل تشكيل كيان دولي خاص بصناعة وتجارة اللؤلؤ· استخراج اللؤلؤ قال سلطان أحمد بن سليم رئيس ''دبي العالمية''، في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال المنتدى، إن استخراج اللؤلؤ من البحر في دبي يعود إلى عقود خلت، وهو يشكل جزءاً من تاريخ الإمارة، ويحظى بمكانة خاصة لدى أبنائها حتى يومنا هذا، ونأمل في أن تساهم الجهود المتبادلة في إعادة إحياء هذه التجارة· وأضاف: ''هناك حاجة ماسة في الوقت الحالي لابتكار طرق ووسائل جديدة لتنمية وتعزيز التجارة في المنطقة، وتوفر صناعة اللؤلؤ - كونها صناعة قديمة اشتهرت بها منطقة الخليج العربي - فرصة مهمة لتحقيق ذلك· إن الواقع الاقتصادي الصعب الذي نشهده في الوقت الراهن يحتم علينا التعاون أكثر من أي وقت مضى، كما تدعونا الحاجة للبناء على مكامن القوة ومعالجة نقاط الضعف، وإيجاد رؤى وفرص أكثر وضوحاً بالنسبة لهذه السلعة· ويشكل منتدى اللؤلؤ العالمي منصة مهمة لكبار اللاعبين والمؤثرين في صناعة اللؤلؤ بهدف التعاون وتسخير المبادرات المختلفة التي تساهم في تنمية التجارة العالمية''· تراجع الإنفاق سلطت مناقشات اليوم الأول من المنتدى، الضوء على قصص النجاح التي شهدها عدد من كبار الخبراء المختصين في إنتاج وتصميم اللآلئ والمجوهرات اللؤلؤية، بالإضافة إلى مواضيع خاصة حول توقعات الحالة الراهنة للسوق، حيث توقع كريس فيجي الشريك في ''ماكينزي آند كومباني'' تراجع الإنفاق الاستهلاكي للأفراد على شراء السلع الفخمة بمعدلات قوية بدأت تظهر مؤشراتها مع تفاقم الوضع الاقتصادي العالمي ودخول كثير من الاقتصادات العالمية إلى دائرة الركود، لافتاً إلى إن الاقتصادات التي ستتمكن من المحافظة على معدل نمو إيجابي في هذه المرحلة يمكن أن تكون أسواقاً جيدة للؤلؤ خاصة اللآلئ المعتمدة والمضمونة مثل دول الخليج والهند والبرازيل· وفي الوقت الذي أشار فيه فيجي إلى أن عملية الركود ستستمر لثلاث سنوات على الأقل أشار إلى أن الحل في الابتعاد عن فوهة الركود هو الاعتماد على أسواق الشرق خلال هذه الفترة مع التركيز على بناء علامات جديدة ووضع استراتيجيات تسويقية مختلفة· كما سلطت جلسات المنتدى الضوء على التوقعات الاقتصادية لقطاع صناعة اللؤلؤ، والسبل الكفيلة للتغلب على الآثار المحتملة للأزمة الاقتصادية الحالية على قطاع صناعة اللؤلؤ من خلال زيادة المبيعات والتركيز على العمليات التسويقية وضمان اختيار الشركات للأسواق الصحيحة، والمستهلكين مثل العائلات الثرية، ورجال الأعمال من الجنسين· تسويق اللؤلؤ من جانبها، أكدّت مجدداً جايتي راباني، مديرة قسم اللآلئ والأحجار الكريمة في مركز دبي للسلع المُتعدّدة، على التزام دبي بتعزيز تجارة اللؤلؤ خلال خطابها الذي حمل عنوان ''الرؤية الخاصة باللآلئ حول العالم''، إذ قالت: ''نؤكد التزامنا بتعزيز المكانة الخاصة بعلامة دبي التجارية كوجهة تجارة وتجزئة عالمية تضطلع بمكانة مميزة في تسويق اللؤلؤ على مستوى العالم· ولا يشكل موقعنا الاستراتيجي مجرد بوابة لأحد أبرز أسواق المستهلكين في العالم، بل يوفر أيضاً منصة دعم قوية للشركات الدولية الراغبة باستهداف عملاء الغد· ومن المؤكد أن طموحات دبي ستتحول قريباً إلى حقيقة واقعة لتصبح عاصمة اللؤلؤ العالمية''· كما أكد روبرت وان، رئيس مجموعة تاهيتي: ''من المؤكد أن المستقبل سيكون أقوى وأكثر إشراقاً عندما يتميز بجذور راسخة في التقاليد، وعند النظر إلى حقيقة مزاولة منطقة الخليج العربية لمهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ قبل ثلاثة آلاف سنة - المنطقة ذاتها التي استطاعت إيجاد وتطوير صناعة قوية للؤلؤ بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر - فإنه يتوجب علينا الإشادَة بأصالة وتراث دبي في هذا المجال''·