الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاتحة مرشيد تنصت لدقات قلبها لتوقف تبدلات الزمن وخيبات الحياة

فاتحة مرشيد تنصت لدقات قلبها لتوقف تبدلات الزمن وخيبات الحياة
1 أكتوبر 2010 22:08
صدر للشاعرة والروائية المغربية فاتحة مرشيد ديوان شعري جديد باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان “ما لم يقل بيننا” ويقع في 144 صفحة بشقية العربي والإنجليزي، وقام بترجمة النصوص إلى الإنجليزية الشاعر والمترجم المغربي نور الدين الزويتني. ويأتي هذا العمل الشعري “ما لم يقل بيننا”، الصادر عن المركز الثقافي العربي بيروت – الدار البيضاء، بعد أعمال أخرى للشاعرة حيث سبق وأن نشر لها خمسة دواويين شعرية هي: “إيماءات” عام 2002 و”ورق عاشق” عام 2003 و”تعال نمطر”عام 2006 و”أي سواد تخفي يا قوس قزح”عام 2006 و”آخر الطريق أوله”عام 2009. كما صدر لها في الرواية: “لحظات لا غير” عام 2007. في ديوانها “ما لم يقل بيننا” تنصت الشاعرة لدقات قلبها كامرأة وعاشقة تسعى لتوقف تبدلات الزمن وخيبات الحياة، قصائدها تحاول امتصاص الأهوال الدفينة في أعماق الكائن البشري وحيث تكون الكلمات وحدها تحتضن قلق الروح وتشظي الذات في علاقاتها باليومي المخزي، وفي توجسها من الخيبات التي تتراكم أمامها وخلفها مثل السحاب، وتكاد تكون رومانسية الشاعرة المعهودة وبوحها الأنثوي الخفيف نوعا من التخفيف ومواساة الذات المكلومة وإعادة الاعتبار إليها نكاية في الهرطقة المادية عبر تمجيد تيمة الحب. وتقول مرشيد في إحدى قصائدها: جريحان نَحْتَرسُ من ليل انتظرناه طويلا وكان أقصَرَ من لذة تَنْقرُ دقائقه على تَعَبنا كوهْم بهدوء وقد كان حلمنا وَعْدا بصخب جريحان والعتمة للضوء نسيان وشفاه بطعم الرماد تبلّلَ جمْر العتاب في المَمَرّ المفضي إليك تَسْتَبْقيني واقفة كنحلة لا تُحسنُ الخُضوع أرفعُ أغصاني إلى السّماء نحو أغواري كم يلزمكَ من رحيل لتعُود أكثر! جريحان وهذا الليل مُتربص كخطيئة مُشرَعة على السماء وأكفُّ لا ترى مُبرِّرا لمصافحة القمر كم يلزمُني من مجيء لأبتعدَ أكثر! جريحان وتطِنُّ كؤوس كخيبة ظن وهذا الحر في شماتة يُثلج الحواس وتسقط الأعضاء عن بعضها في ضَجر كم يلزمُنا من سقوط لننهض أكثر! غرفة بلون الأنين أضاعَتْ رزقتها حيث ضاع المثنى لن يَقوى شبقك على ترميم الحكاية عاشقة كُنْتُها تتنكّر لي بغربة السّرير وكُحْلي السائل يُوقعُ الوسادة بين سَوْرَة غضبي وهدوئكَ المُصْطنَع تعجز دمعة عن فكِّ حشرجة تَنْحصرُ بيننا مُدّني بسيجارة لخنْق زيف الكلام وكأس أغوصُ فيها علَّ الفرق يُنقدني من موت على صدركَ العاري آه كم أحببتُ صدركَ العاري وكم.. يصُدّني الآن! ألقيتُ بالعالم خلفي وهرعتُ إليك. تحاول الشاعرة مرشيد أن ترى العالم من خلال نافذة وردية تظل فيها المرأة/ الشاعرة ممسكة بوردة العشق المستحيلة، كما تحاول وقف قطار الزمن ولو ببوح جميل يغطي خيبات العالم من حولها، وكما يبق فالرومانسية نوع من الأقنعة التي تتستر خلفها الشاعرة وقاية من صهد تكالب الاهتمامات المادية التي عصفت بكل القيم الإنسانية الجميلة. وفاتحة مرشيد امرأة تحب الجمال وتكرسه عبر شعرها، وتروج للحب وللجمال كقيمتين إنسانيتين تختزلان كافة القيم الآدمية الأخرى الجميلة. إذ تنقل لنا مرشيد طقوسها البوحية كإمرأة تصنع الجمال وتعطيه في أشعار منحوتة بدم القلب معجونة بمشاعر الأسى.
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©