عزيزي المدخن

أيها المدخن العزيز إذا سألتك: من أكثر شخص تحبه في حياتك؟ لأجبت فلانا، وإذا سألتك: من أكثر شخص تكرهه في حياتك؟ لأجبت: لا أحد، وربما قلت: أكره فلانا، ولكن في واقع الأمر الاجابة الثانية غير صحيحة فأكثر شخص تكرهه في حياتك هو أنت هو نفسك وإذا اندهشت من قسوتي تلك وقلت لماذا؟ أقول لك: لأنك تعلم مضار عود الهلاك أو السيجارة التي بين أصبعيك ولا زلت تدخن فمضار التدخين لا تخفى على أحد فهي تحمل في طياتها أكثر من ألف مادة ضارة تلك المواد التي تسبب أمراضا عدة وعلى رأسها مرض السرطان بالإضافة إلى أن السيجارة سبب من أسباب الحرائق كما أنها تحرق نقودك علاوة على أن لها إنعكاسات سلبية على علاقتك مع جلسائك وأحبائك وأسرتك وأبنائك فبعد كل هذا وأنت تدخن ألست تكره نفسك وترضى بالضرر لها مبعداً عنها الصحة والعافية· إذا سألتك هل أنت صاحب إرادة وعزيمة لا تلين سوف تجيبني مباشرة وهل تشك في ذلك فأرد عليك نعم: بدليل أنك لا زلت تدخن وغير قادر على التخلص من عود الهلاك أو قد تتوقف عن التدخين لفترة وتعود له مرة أخرى لأنك أسير ذلك العود الذي بين أصبعيك· إذا سألتك مرة ثالثة عزيزي المدخن هل أنت تطبق شرع الله كما يجب وتقبل على الحلال·· مدبراً عن الحرام لتنير وجهك ستقول بالتأكيد فأنا مسلم· أقول لك: نعم أنت مسلم تقبل على الحلال وتدبر عن الحرام عدا أحد المحرمات ألا وهو التدخين الذي حرمه علماء الدين الأفاضل استناداً على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وربما الكثير منا لا يعلم الجانب الآخر من سبب تحريمه وهو أن مصانع التبغ تنقع التبغ في الكحول لعدة أشهر وهذا ما يجعل السيجارة تظل مشتعلة لا تنطفئ· الآن وبناءً على ما سبق ومن منطلق حبي لك وعطفي عليك وحرصي على صحتك كائنا من كنت فأنت انسان تشاركني انسانيتي أفهل قررت أن تقلع عن التدخين إلى غير رجعة وذلك حباً لنفسك وارضاءً لربك واختباراً لارادتك وإذا قلت نعم قررت أن أقلع عن عود الهلاك وبشكل نهائي أقول: أنت صاحب إرادة حديدية يحب ربه ويحب نفسه وبذلك قد أكسبتني أجراً وأكسبتك أجراً· أحمد إبراهيم دبي