الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنشطات «هورمونات قاتلة» تفضي إلى العجز أو الموت

المنشطات «هورمونات قاتلة» تفضي إلى العجز أو الموت
1 يوليو 2012
يتسابق كثير من الشباب نحو تفتيل عضلاتهم للحصول على أجسام يرونها بنظرهم رياضية، وخاصة لاعبي كمال الأجسام يستخدمون مادة مستخرجة من الحيوان ويتناولها الكل من مختلف الأعمار، وهي عبارة عن هرمونات حيوانية أطلق عليها البعض اسم «سحر العضلات» لأنها تؤدي إلى ضخامة العضلات في وقت وجيز، وهذه الهرمونات يستخدمها الناس للحيوانات لزيادة حجم هذه الحيوانات ويستخدمها اللاعبون لزيادة حجم عضلاتهم، وتسبب تلف العضلات. ولا يجد بعض المدربين صعوبة في إقناعهم بتناول مواد مختلفة على شكل حبوب أو بودرة أو حتى إبر عضلية، وبالطبع قد لا يعلم البعض منهم ماهيتها أو ضررها المتوقع على جسم الإنسان. (أبوظبي) ـ تختلف المواد التي يتناولها اللاعبون في تلك الأندية تبعاً للغاية المرجوة من تناول تلك المواد، فبعض اللاعبين يقف فقط عند تناول البروتينات وبعض المتممات الغذائية وغيرها، ولكنها جميعاً مواد غير مدروسة وغير محسوبة، وإن بدت على شكل برامج معينة إلا أنها تخلف انعكاسات خطيرة على الصحة العامة، وأن مضاعفاتها مؤكدة. الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الدم، وزميل الجمعية الملكية للأطباء بانجلترا، يوضح حقيقة هذه الظاهرة الخطيرة، ويقول: “إن أخطر هذه الأنواع هي المنشطات متعددة الأسماء، منها ما يؤخذ عن طريق الفم، ومنها بالحقن، ومنها ما يؤخذ لزيادة الوزن، ومنها ما يؤخذ لتحسين الأداء الرياضي وزيادة حجم العضلات، ولعل أكثرها انتشارا واستخداما بين جميع المنشطات تلك التي تؤخذ لزيادة حجم العضلات، وتتكون في الحقيقة من مشتقات هرمون الذكورة التستيرون الطبيعي، وذلك لمحاكاة دوره الطبيعي بالجسم حيث يساعد على تكوين البروتين ويسمح بتخزينه في العضلات بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تكوين العضلات في وقت أقل من المعتاد، بالإضافة إلى أنه يقوم بتحسين تجدد الخلايا مما يؤدي إلى شفاء الجروح أو الكدمات بسرعة أكبر، ويطلق عليه «الهورمون القاتل». ويضيف الدكتور السادات:” إن استخدام العقاقير أو الهورمونات تحت أي مسمى كوسيلة لزيادة الأداء أو النشاط الرياضي أمر يبدو من الصعوبة بمكان القضاء عليه، فالرياضيون يبحثون عن كل ما من شأنه أن يوصلهم إلى الفوز، وأن الرياضيين دائما منشغلون بالتدريب المتواصل والشاق من أجل الاستفادة من هذه التدريبات التي يعقدون عليها آمالا كبيرة في تحقيق الفوز، ولسوء الحظ، يبدو أن البحث عن مقومات أخرى غير قانونية لزيادة النشاط الرياضي لا مفر منه”. اعتقادات خاطئة يكمل الدكتور السادات، “من هذه المقومات هي استخدام الأدوية التي يعتقد كثير من الرياضيين بأنها ستساعدهم في تحقيق الفوز وأن لا فوز بدونها، مع وجود ضعف في المفاهيم الطبية لديهم فيما يخص الفوائد التي يمكن كسبها من خلال استخدام الأدوية، ومع أن دوافع اللاعب لأخذ الأدوية له مبررات خاصة لديه ومعروفة. فالمنشطات هي كل مادة أو دواء يدخل الجسم وبكميات غير اعتيادية لزيادة نشاط العضلات أو الكفاءة البدنية للحصول على انجاز رياضي بطرق غير مشروعة. ولعل أخطر هذه المنشطات المنشطات “الستيرويدية”، وهي فئة من الهرمونات الستيرويدية ذات الصلة بهرمون التيستوستيرون، ووظيفته والتي تتعلق بزيادة توليف البروتين وتراكمه داخل الخلايا، مما يؤدي الى تراكم في الأنسجة الخلوية، وخصوصا في العضلات. وهذه المركبات لها العديد من الأعراض الجانبية بداية من حب الشباب وحتى سرطان الكبد. أغلب الأعراض يمكن أن تختفي مع توقف التعاطي إلا أن بعضها دائم. وتوضح الأبحاث أن أكثر من 85% من المتعاطين يعانون من واحد أو أكثر من هذه الأعراض الجانبية والتي تشمل ضمور الخصيتين الذي يصيب 50% من المتعاطين وارتفاع ضغط الدم الذي يصيب 34% منهم. كما أن هناك آثارا جانبية أخرى لهذه المنشطات مثل الاضطراب في وظائف الغدة فوق الكلوية ووظائف المخ‏،‏ مما ينتج عنه عدم تحمل الشخص للضغوط النفسية‏،‏ وكذلك الإصابة بنقص في الخصوبة وإصابة الغدد الجنسية باضطرابات شديدة ينتج عنها الإصابة بالعقم ونقص حاد في إفراز هرمون الذكورة‏،‏ مما يؤثر على القدرة الجنسية للرياضيين واضطراب مرحلة البلوغ‏.‏ ويضيف أن استمرار تعاطي هذه المنشطات الهرمونية يؤدي إلى نقص في معدل الكولسترول الذي يحمي من الإصابة بجلطات الشريان التاجي في القلب‏،‏ كما يحدث أيضا اضطراب في وظائف الشرايين وتسمم وسرطان كبدي وخلل في وظائف الكلية ‏”.‏ هرمونات متعددة يشير الدكتور السادات أيضاً إلى أن هورمونات متعددة مثل هورمون النمو أحد أقدم الهرمونات استخداماً لما عرف عنه من قدرته على بناء العضلات وزيادة البروتين في الجسم، فقد أقدم العديد من الرياضيين على استخدامه دون معرفة جوانبه السلبية، فقد يؤدي هرمون النمو إلى مرض العملقة إذا أخذ بجرعات كبيرة وبصفة مستمرة، كما أوضحت بعض الدراسات الطبية أن له علاقة بحدوث بعض أنواع الأورام، كما أنه قد يؤدي إلى زيادة مستوى السكر وخاصة لمن لديهم الاستعداد الجسدي لذلك ناهيك عن تكلفته المادية الباهظة مقارنة بما يعود على الرياضي من منفعة عضلية محدودة. وقد يستخدم بعض الرياضيين أنواعاً مقلدة من هرمون النمو رخيصة الثمن مما يزيد من آثار هذا الهرمون المقلد السلبية وقد يلجأ بعض الرياضيين إلى استخدام هرمون IGF-1 وهو أحد مشتقات هرمون النمو ذات التأثير المباشر على العضلة وهو هرمون ينتجه الكبد، كما يوجد أيضاً هورمون الأنسولين وهو أيضاً من الهرمونات البناءة، وهورمون الغدة الدرقية، حيث أنه يزيد من نشاط الجسم ومن مقدار حرق الطاقة وحرق الدهون وخفض الوزن وكثير من الأمور التي يرغب بها الرياضي إلا أنه سلاح ذو حدين فهو مسبب رئيس لزيادة ضربات القلب وخفقانه وقد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، كذلك هورمون التستستيرون ومشتقاته، وهو من أكثر الأدوية الهرمونية استخداماً فهي تزيد من قوة وحجم العضلة وتجمَّع البروتين بها وهناك العديد من الدورات الدوائية المكثفة التي تستخدم من قبل الرياضيين والتي تدخل في تركيبتها التستيرويدات البناءة”. ويؤكد الدكتور السادات على أن بناء الجسم لابد أن يعتمد في المقام الأول على التمرين المتوازن المستمر والغذاء المتكامل المتزن والذي يعود على الجسم بالفائدة وحتى تكون المنافسة «إن كان هناك مسابقة رياضية ما» منافسة شريفة قائمة على الجهد والمثابرة وليس على عقاقير طبية أو هرمونات مصنعة لا تعرف سلبياتها ولا تأثيراتها المستقبلية، ويجب ألا يعتبر الرياضي استخدام الغير لهذه العقاقير مبرراً له لاستخدامها فالرياضة رسالة ويجب على الرياضي أن يقوم بدوره في نشر الوعي الصحيح بين زملائه وفي ناديه ومجتمعه. المركبات البنائية يشير الدكتور السادات إلى التأثيرات الجانبية للمركبات الجنسية البنائية وفي اكتساب الخصائص الرجولية لدى النساء، واكتساب الخصائص الأنثوية لدى الرجال، فقد لوحظ كبر حجم ثدي الرجل عند استخدام المركبات الجنسية البنائية، وسبب ذلك أن هرمون تستوستيرون ومشتقاته يتحول الى مخلفات أو مركبات أستروجينية تمتلك خصائص أنثوية كما أشرنا بخصوص استقلاب هرمون تستوستيرون. ولذلك يلجأ بعض الرياضيين الى أخذ أدوية تحد وتقلل من تحطم الهرمونات الجنسية تفاديا لظهور هذه المخلفات الأنثوية وبالتالي اخفاء كبر حجم الثدي. والعقم، حيث يؤدي أخذ المركبات البنائية الجنسية لدى الرجل الى قلة الحيوانات المنوية، أو انعدام تصنيعها، أو قلة وظيفتها أو قلة حجم السائل المنوي، كما يحدث تآكل في الأنابيب الناقلة للحيوانات المنوية، وهذه الأمور قد تؤدي الى حالة العقم أثناء تعاطي المركبات بجرعات عالية اذا حدثت عملية التثبيط بالتغذية الراجعة لهرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن تصنيع الحيوانات المنوية في خلايا الخصية. أما عند النساء، فان هذه المركبات توقف الدورة الشهرية وتقلل من نشاط المبايض نتيجة تثبيط هرمونات الغدة النخامية، وبشكل عام تختفي هذه الأعراض عند الرجال والنساء بعد الانقطاع عن تناول هذه المركبات. كما تعمل الهرمونات البنائية على حبس الماء والأملاح في الجسم مما يؤدي الى ظهور انتفاخات مائية، وهذا يفسر زيادة الوزن التي يشعر بها من يتعاطى هذه المركبات بسبب الجرعات العالية وغير المحسوبة التي يتناولها الشخص. كما أن المركبات التي تمتلك خصائص عالية من الفعالية البنائية تمتلك قوة مدمرة على الكبد ووظائفه، وقد تسبب له سرطان الكبد. فلقد لوحظ بأن المركبات الهرمونية البنائية تتسبب في ترسيب الكولسترول والأملاح الصفراوية وتراكمها في ممرات الصفراء تؤدي الى خلل في وظائف الكبد وظهور علامات أعراض الاصفرار الناتجة من تكسّر كريات الدم الحمراء، وقد لوحظ بأن هذه الأعراض تترافق مع استخدام المركبات البنائية المصنّعة ولفترة استخدام تتراوح ما بين (2 -5) شهور للأغراض الطبية. كذلك تؤثر المركبات البنائية على الجهاز القلبي الدوراني، فقد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، واعتلال عضلة القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، كل هذا يرفع من معدل الوفيات التي يكون سببها خلل في الجهاز القلبي الدوراني. كما قد تؤدي هذه المركبات بإصابة الشخص بالاكتئاب العام، وقد يتحول إلى حالة من الذهان. دوافع تعاطي المنشطات هناك العديد من الأسباب والدوافع التي تدفع باللاعب لتعاطي المنشطات، أهمها: ? تأثير الآخرين لزيادة الأداء الرياضي بأي شكل حتى ولو بصورة غير قانونية. ? الاعتقاد بأن المنافسين يلجؤون الى استخدامها. ? التطلع لتحقيق رغبات الجماهير. ? كسب ترحيب ومدح الجماهير من خلال الفوز ولو بصورة غير قانونية كاللجوء إلى الغش واستخدام الأدوية الممنوعة. ? قد يكون الدافع لتعاطي المنشطات ينبع من شعور داخلي لدى اللاعب بعدم وجود قدرة كافية لمتابعة التنافس الرياضي. ? اكتساب النتائج الكبيرة يؤدي إلى مكانة مرموقة وشهرة عالية. ? عندما يكون الهدف الوحيد هو الفوز، ومن أجل الفوز فقط، فان وجدان وضمير اللاعب يتجاهلان الأخلاقيات الرياضية ويبتعد اللاعب عن التنافس الشريف. ? التطلع الى الشهرة الرياضية بأقصر وقت ممكن. ? التطلع لتحقيق مردود مالي كبير. ? التطلع إلى أن يكون الأفضل مهما كان الثمن. ? الشفاء من إصابات وآلام الملاعب بشكل سريع. المنشطات وأمراض القلب يوضح الدكتور عبدالله النعيمي، استشاري أمراض القلب أن القلب لا يسلم من مخاطر الاعتماد على المنشطات، وتتمثل الآثار السيئة في ازدياد ضغط الدم المترافق مع النبض وضربات القلب مع عدم انتظامها، والتي قد تؤدي الى الذبحة الصدرية واعتلال عضلة القلب وخصوصا لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للاصابة بمثل هذه الأعراض. كما قد يصاب الشخص بأعراض عصبية مثل الصداع والقلق والدوران حتى في الجرعات العادية، أما في حالة الجرعات العالية فقد يصاب الشخص بنوبات من التشنج، ونزيف دماغي، وقد يرتفع مستوى سكر الدم وينخفض مستوى عنصر البوتاسيوم الضروري في تنظيم عمل القلب. كما أن منبهات الجهاز العصبي الهدف منها زيادة اليقظة وتقليل التعب والارهاق، كما تساعد على رفع حدة التنافسية، وربما العدوانية والاندفاعية. لهذه الأدوية مضار سيئة جدا على جسم الانسان، تتمثل بالتسممات الحادة والتي من مظاهرها التعرق والرعشة وشد العضل وكثرة الكلام وزيادة ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم والتشنجات والغيبوبة، وقد يحدث نزيف دماغي نتيجة ارتفاع ضغط الدم. أما التسممات المزمنة فقد تؤثر على القلب وعلى الشرايين الدموية فتضيقها وتمنع وصول الأكسجين الى الأنسجة مسببة التهابات بكتيرية خطيرة كالاصابة بالغرغرينة واحتشاء عضلة القلب، كما أن تعاطيها يؤدي الى نقص الوزن. كما أن منشطات الدم إذا استخدمت بشكل غير قانوني وغير طبي من أجل ايصال أكبر كمية ممكنة من الأكسجين الى العضلة عن طريق زيادة كريات الدم الحمراء وزيادة نشاطها، من أجل الوصول الى درجة عالية من الأداء الرياضي وزيادة قوة التحمل لفترة زمنية طويلة، حيث من المعروف أنه وبعد مجهود عضلي تتعرض العضلة الى التعب والإعياء نتيجة تراكم الحمض اللبني بسبب قلة كمية الاكسجين في التروية الدموية للعضلة بعد فترة زمنية من النشاط الرياضي. كما تكمن خطورة الأدوية التي تعاكس فعل الادرينالين على القلب، على اغلاق مستقبل الادرينالين الموجود في القلب، حيث إن تحفيز المستقبل عن طريق الادرينالين يعمل على زيادة ضربات القلب ورفع ضغط الدم وما يتبعه من توتر وعدم ارتياح. ولذلك فان استخدام الادوية المغلقة والصادة لفعل الادرينالين في المجال الطبي هو لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، والتخفيف من القلق والتوتر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©