الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكاديمية الأطفال المبدعين تنظم دورات في تحفيظ القرآن وفن الإتيكيت

أكاديمية الأطفال المبدعين تنظم دورات في تحفيظ القرآن وفن الإتيكيت
1 يوليو 2012
تقدم أكاديمية الأطفال المبدعين مجموعة من الورشات الفنية والتكنولوجية والإبداعية، يشكل فن الإتيكيت والتفكير الوجداني إحدى ركائزها الأساسية، كما يعتبر تحفيظ القرآن الكريم تحت عنوان” السراج المنير” أحد الطرق المبتكرة عن طريق رقم الآية والسورة والتجميع والبدايات والنهايات والمتشابهات، ما جعل أطفال الأكاديمية يتميزون في الحفظ، حيث يؤسس المركز لاحتواء طاقات المراهقين. (أبوظبي) - يهتم مركز “نويفا” التابع للمؤسسة بتقديم مجموعة من البرامج للفئات العمرية التي تتراوح بين 11 و 18 سنة، في صورة باقات متعددة من الأنشطة التكنولوجية والرياضية، وانطلاقا من مسؤوليته الاجتماعية، فإن المركز يستقطب متطوعين من الثانوية العامة، وذلك لشغل وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع. وتحت عنوان «صيفنا تكنولوجي» تقدم ورشاً متنوعة تتضمن تجارب علمية، وبرمجة الروبوت واستخدامات الطاقة البديلة، وهي تستهدف الصغار والكبار. برمجة الروبوت وتقول سمية آندي، مدير عام الأكاديمية «نسعى لتأكيد دورنا في النهوض بفكر الطفل وصقل مهاراته، وتجاوزنا ذلك إلى تطوير اليافعين والشباب من الناحية التكنولوجية، أما الدورات التي نحن بصدد تنفيذها، فمنها واحدة تتوجه للفئات الأصغر سنا، «3 إلى 9 سنوات»، وتشتمل على الحكواتي، والأشغال اليدوية، ومهارات التواصل وألعاب فكرية، وحفظ القرآن الكريم، ونركز هذه السنة على العلوم والتجارب العلمية البسيطة، وتطبيقات الآي باد على وجه الخصوص، كما سنقوم برحلات للأطفال خارج أسوار الأكاديمية لممارسة الرياضة ومنها السباحة، بالإضافة إلى مهارات التواصل وبناء الشخصية». أما عن الدورة الأخرى والموجهة للفئات الأكبر سنا «11 إلى 18سنة»، فقالت عنها آندي «سنركز فيها على برمجة الروبوت، ومهارة القيادة، والتواصل والاتصال، وصناعة المشاريع العلمية، مع التركيز على استخدامات الطاقة البديلة، بالإضافة للمهارات الرياضية، وسنطبق هذه الدورة في نادي الفرسان، وهذه البرامج هي استكمال للبرامج التي أطلقناها السنوات الماضية من معسكرات صيفية تكنولوجية، بحيث نؤسس لمركز “نويفا” الذي من المحتمل أن يفتح أبوابه بشكل رسمي بداية السنة الدراسية المقبلة، سبتمبر 2012، بحيث ستوجه منتوجها لفئات مهمة جدا في المجتمع وهي “الأعمار بين 11 و18 سنة، إذ نحاول توفير بيئة تنموية تعليمية محفزة آمنة، نعمل من خلالها على توفير الخبرات الكافية لكل طفل من خلال تطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية والجسدية والنفسية والمعرفية والعقلية ورفع مستوى تقدير الذات وتحفيز الفضول المعرفي لديه، للارتقاء بإمكاناته ليصبح مستعدا وقادرا على مواجهة تحديات ومتطلبات الحياة في شتى المجالات». أما عن أقسام نويفا فهي، جناح مركز نويفا للتدريب، الذي يهتم بتطوير مهارات الشباب، ويمتد تدريبه إلى الإداريين والمعلمين. و”المهندس المبدع”، المختص بصناعة سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وبرمجة الروبوت الآلي، وتطبيقات استخدامات الـ ipad، واختبارات ذكاء واختبارات المهارات الابداعية، وقسم الرسم الحر، وقسم الألعاب الإدراكية وألعاب الذكاء، وتصميم الأكسسوارات، وقسم المخترع الإماراتي، وقسم تحديات ومسابقات علمية، ووسائل مبتكرة، وتقدم الدورات على شكل باقات تشرف عليها مدربات ومدربين محترفين، منها “السراج المنير”، “رياضة الكراتيه”، فن” الكروشيه”، “ألعاب إدراكية”، “تيلي ماتش”، “فن الإتيكيت”، “المطبخ المرح”، وغيرها من الورش والرحلات. فن الإتيكيت من جهتها، تتحدث دعاء ندا حبيب، مدرب معتمد من المركز الكندي للتنمية البشرية، أخصائية الإتيكيت خريجة جامعة الأزهر اقتصاد منزلي قائلة: الورشات التي أقدمها في الأكاديمية تتوجه لثلاث فئات من الأطفال، منها الصغار وهي مختلطة وتتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، ثم دورات للبنات فقط، ثم للأولاد فقط، وتتمحور هذه الورشات بشكل كبير حول تطبيق مفهوم الإتيكيت وتاريخه، والتعريف به بشكل مبسط يستقبله عقل الطفل، ثم أتطرق لمجموعة من المفاهيم الأخرى التي نجد تطبيقها في حياتنا العملية. وتضيف دعاء حبيب “عندما أتوجه للأطفال فإنني أحاول التفصيل في عنوان معين، بحيث أحدد عنوان رئيسي لمفهوم معين وأجعل الأطفال يخرجون بحصيلة تطبيقية نهاية الحصة، وأول ما بدأت به هو تقديم مفهوم الإتيكيت، وارتباطه بديننا الحنيف، إذ ارتبط بالعرب قبل أن يكشف عنه الغرب ويبدأ في تطبيقه” معتبرة أن الإتيكيت هو تعليم لجأ إليه الإرستقراطيون والملوك، ويعتبر تعليم راقي، ينتمي للعلوم السلوكية، وأول ما تم استخدامه للطبقات الحاكمة، والارستقراطية، وعندما لاقى هذا الحيز من الاهتمام، واتضح أن قواعده بدأت ترتقي بسلوك الأفراد وذواتهم، بدأ يتوسع في استخدامه عند الشرائح المختلفة داخل المجتمعات الغربية، واليوم رجع إلى الساحة الأدبية والفنية والإبداعية في مجال التعامل والتواصل، وغالبا لا أطلق اسم المحاضرة بالنسبة لما أقدمه للأطفال، بحيث أصر على التقديم لهم بشكل مبسط، أعتمد فيه على التطبيق العملي، وأضيف لذلك عدة مؤثرات، بحيث أقدم التعريف بالإتيكيت، وأربطه بديننا الحنيف، كمفهوم وثيق الصلة بعاداتنا وتقاليدنا، وإذا بحثنا فإننا نجد أن عناصره متشابهة مع اختلاف بسيط بما يرتبط بالعادات والتقاليد حسب كل بلد من البلدان أو مجتمع من المجتمعات”. احترام عقلية الطفل وتتابع دعاء حبيب بقولها “المشكلة تكمن في كيفية تطبيق هذه القاعدة، بحيث نعتبر هذه الفئة دائما أطفال، وهذا خطأ، ونستخف بأسئلتهم وقد نعطيهم أحيانا أجوبة مغلوطة عن تساؤلاتهم، وهنا يكمن الخطر، وعليه فإنني أعتبرهم صفحة بيضاء وأقدم لهم المعلومة مبسطة وعلمية صحيحة 100% لتبقى راسخة لديهم بنفس النسبة، لأنه إذا ترسخت بشكل مغلوط سيبنى عليها الطفل كل ما يأتي من بعدها من معلومات بنفس الطريقة، وبالتالي سيعاني الطفل دائما من إعادة تصحيح هذه المعلومات، ومن هذه المنطلقات فإنني أحترم عقلية الطفل، وأستخدم كل الطرق وكل الوسائل التربوية لشد انتباهه، فمن المعلوم أن أي طفل بعد 10 دقائق يمل وتبدأ حركته إن لم يجد ما يجذبه للدرس، أو المادة المعروضة أمامه، ولذه الأسباب فإنني أدخل مؤثرات أخرى منها الفيديو، الألغاز، الفوازير، الحركة، الأسئلة والأجوبة، إدخال الطفل وإشراكه في محور المحاضرة ليشكل جزءا منها، خاصة وأن جانب الإتيكيت مليء بالجانب التطبيقي، وكل ذلك أقوم به لترسيخ المعلومة في رأس الطفل، كما أركز على هيئة الجسد، والفروق بين الولد والبنت في ذلك، كيفية الجلوس، والوقوف، مع التركيز على السلوكيات الأساسية، كما أتحدث عن المظهر وكيف يجب أن يكون لائقا ومقبولا دون مغالاة، وأتناول أيضا أدب الطعام، وأدب الحديث والمصافحة وإلقاء السلام، وغيرها من السلوكيات التي تشكل أسس سلوكنا اليومي المعيش”. اغتيال مهارات الطفل وفي قراءتها لما يعاني منه الأطفال اليوم، تقول دعاء حبيب إن المؤثرات الخارجية، لها دور كبير في تراجع الأبناء عن بعض القيم، معتبرة أن إهمال الأب لبعض الجوانب في تأسيس وتربية الأطفال يسهم في اغتيال هذه المهارات ويعطي جيلا بمخرجات ضعيفة، معتبرة أن كل طفل نابغة، ووعاء فاضي له قدرة على استيعاب كل ما هو جميل ورائع إذا شكل الآباء حصانة وحراسة وفلترة لهذا الوعاء، إلى ذلك تضيف دعاء” إن الطفل له من المرونة الاجتماعية، وصفحاته البيضاء وله من القدرة على التقاط كل ما يدور حوله، لهذا يجب أن نشكل مناعة له. وتضيف” يجب ألا يستقبل إلا ما هو جميل، لهذا فهو يعتبر مرآة لأسرته، وبمجرد ما يجلس أمامي فإنني أعرف من أي أسرة هو، هل هي مترابطة أو متفككة، أو يعاني من مشاكل، ويتألم، فالطفل لا يمثل ولا يتلون كما الكبار الذين لهم القدرة على ذلك، فهم أبرياء يعكسون بسهولة معاناتهم أو سعادتهم في أقوالهم، وتصرفاتهم، فردود أفعالهم وتصرفاتهم توضح من هم، لهذا من المفروض أن نتعامل مع الطفل في المرحلة الصغري، بكثير من الأهمية لفهم احتياجاته، ومن خلال تعاملاتي اليومية مع الأطفال فإنني ألاحظ أن الغالبية تعاني من العنف، وهذه ظاهرة لم تعد محسوبة لمجتمع دون آخر، بل هي ظاهرة عالمية كما هناك قصور في فهم الأم والأب لاحتياجات أبنائهم، بحيث هناك من الآباء من يقول” أنا أربي أولادي بنفس الطريقة التي تربيت بها” وهذا خطأ فهناك العديد من المتغيرات والمؤثرات التي أصبحت تدخل في التربية، والبعض من الأهل يعيد تربية أبنائه بما تربى عليه وتلقاه على أيدي والديه، بالإضافة لذلك يعاني هذا الجيل من الفراغ العاطفي، بحيث نجد الأم مشغولة، والأب كذلك، والأولاد بين الخدم، وهذا يعطينا نمط جديد من الأسر، كما أن قلة توفر المعلومات عند الطفل، تؤدي إلى ضآلة الرصيد المعرفي واللغوي لديه، وعندما نترك الطفل للخدم, فإنه يتلقى خبرات غير ملائمة لحياته الطبيعية ولا تناسبه ليتأقلم في المجتمع، كما أقول أن الجانب المادي وطغيانه على حساب الحياة الأسرية السعيدة أدى إلى تراجع دور الآباء بشكل كبير في توصيل المعلومات وخلق جو تواصلي في البيت، ولعل مفاهيم الإتيكيت ومعانيها كانت سابقا تمرر عن طريق الأم والأب من خلال التطبيقات اليومية البسيطة لنجدها تكبر مع الطفل وتتحول فيما بعد سلوكا راسخا في حياته”. طريقة مبتكرة لتحفيظ القرآن على مستوى أكاديمية الأطفال المبدعين وعدة جهات أخرى هناك طرق ناجحة في تحفظ القرآن الكريم، والتي تعطي أكلها بطريقة جيدة، بحيث يعتمد على رقم الآية ورقم الصفحة، وبداية السورة ونهايتها، والمتشابهات في القرآن وغيرها من التقنيات، ليتمكن الطالب من حفظ الأجزاء القرآنية في وقت وجيز، حيث أن كل الأطفال أذكياء، مع مراعاة الفروق بينهم وتعويضها بالزيادة في الوقت، بحيث إذا كان طفل يستغرق ساعة في حفظ سورة معينة، فإن طفل آخر يمنحه ساعة ونصف ليكون في نفس المستوى، إلى ذلك يقول فوزي الخواجة خريج جامعة الأزهر قسم ترجمة اللغة الفرنسية، والذي عمل على تحفيظ العديد من الطلبة القرآن الكريم قبل أن تصل أعمارهم مرحلة التمدرس وحازوا جوائز كبيرة “مجال عملي بعيد كل البعد عن هوايتي، وشغفي بتحفظ القرآن الكريم أعتبره رسالة، وأريد من خلالها نشر هذه التقنية وأحرص بشكل كبير على تحفيظ الطفل ليظهر مجهودي في التلقين وأكون سعيدا جدا عندما يستمر نجاحي، وأعتمد على تقنية تعلمتها من خلال أحد البرامج التلفزيونية، إذ رأيت فتاة عمرها 6 سنوات حافظة للقرآن الكريم، ومن حديثها استشفيت أن هناك تقنية معينة، وبدأت تجريبها على 25 طالبا، وزدت عليها وعدلت فيها إلى أن اعتمدتها، بحيث أعتبر أولا أن كل الأطفال أذكياء، فالله كرمنا بالعقل، ثم أراعي الفروق فيما بينهم وأعوض ذلك في الوقت، أنزل قدر المستطاع للطفل، وأعتبر أن الطفل لازال جديدا ويستوعب كل ما قدمناه له. كما أن القرآن يسيرا وليس صعبا، والمعنى أن الطفل يتشكل كيفما أردنا نحن ذلك، لهذا أحاول أن أجعل الطفل لا ينغمس في أي شيء آخر إلا القرآن الكريم، أفسر له القرآن بطريقة يسيرة، أقدم له قصصه، الإعجاز العلمي، أفسر له العلوم من خلال كلام الله، فهو حجة ودليل على كل ما هو حولنا، وفقط يجب إدراك هذه الأمور، أجعله يفكر ويدرك الحياة من حوله، كما أعزز الوازع الديني لديه من الناحية السلوكية، وذلك للمساهمة في تأسيس جيل يحترم أهله ويقدرهم ويكون بارا بهم نافعا لنفسه وأهله ووطنه، يحفظ بلده ونفسه، يترعرع على الخلق الرفيع، وتفكيري دائما في كيفية تطوير الفرد وربطه بالقرآن الكريم من خلال طريقة تحببه في كلام الله”. وعن طريقة التحفيظ يقول فوزي الخواجة “بداية أجعل الطالب يدخل في عوالم القرآن من خلال القراءات المتعددة، ثم أبدأ في تقطيع الكلمة، ثم تجميعا، وبعد ذلك يجمع الطفل كلمتين، ثم ثلاثة، ثم نصف سطرا وبعد ذلك يحفظ سطرا كاملا، ثم آية، وحسب حجم الآية نجمع الجزء الأول والثاني، وهكذا، كما أعتمد في التحفيظ على تجميع المتشابهات في القرآن، وتجميع القصص، وأول الآية وآخرها، ورقم الآية ورقم الصفحة، هذه الطرق تجعل الطفل يحفظ بطريقة سريعة، وتترسخ لديه المعلومة، ولن ينساها أبدا”. تجربة واقعية يؤكد فوزي الخواجة، أن التجربة أعطت أكلها ومجربة، بحيث استطاع مجموعة من الأطفال حفظ كامل القرآن الكريم في سنوات قليلة على يديه، معتبرا أن أفضل سن لتحفيظ القرآن يترواح بين 4 و8 سنوات، إذ يستطيع الطفل استيعاب أكبر قدر من المعلومات، موضحا أن كلما كان سن الطفل صغيرا كلما كانت له القدرة على الاستيعاب، ويسمح لنا الوقت أيضا بالزيادة في وقت الحفظ، بحيث إذا بدأنا مثلا عندما يكون الطفل 8 سنوات فإننا نعمل على تحفيظه مع الأخذ بعين الاعتبار الزيادة في الوقت ليصل أحيانا عمره إلى 13 سنة حسب قدرته، أما إذا بدأنا مثلا مع الطفل على سن متأخرا 13 سنة أو أكبر فإن المؤثرات الخارجية التي يبدأ في استقالها في هذا السن تشوش عليه وتجعله لا يستقبل المعلومات بشكل سريع، وفي هذا الصدد فإن تجربتي مع الأطفال تؤكد أن صغار السن يستوعبون بسرعة، ومن خلال طريقة التحفيظ، فإن بعض الأطفال أكدوا لي أنهم عندما يطلب منهم تسميع بعض السور، فإنهم يشعرون أنهم يرون الصفحات مفتوحة أمامهم، مؤكدا أن الطفل له القدرة على حفظ أكثر من 12 صفحة يوميا، وأكثر، وهذا ما تحقق من خلال تجربته الواقعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©