الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى تاج الدين: مطلوب إدخال مهارات التفكير النقدي في المنهج التعليمي

مصطفى تاج الدين: مطلوب إدخال مهارات التفكير النقدي في المنهج التعليمي
1 يوليو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يقول الدكتور مصطفى تاج الدين قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية بماليزيا سابقا، والذي عمل بالعديد من الجامعات حول العالم، ويحاضر في بلدان مختلفة في موضوع حوار الحضارات والسياسات الدينية في العالم الإسلامي، ومن مؤلفاته كتابه “التفكير الإبداعي”، الحائز جائزة “الفاروقي” لأحسن كتاب جامعي عام 2003، “يُرجع البعض تدني مستوى الطلبة وضعف المخرجات العلمية لديهم، إلى غياب التفكير النقدي في المناهج، بحيث يتلقى التلاميذ المعلومة ولا يناقشون في خيارات أخرى. تسطح فكري ويضيف تاج الدين، أنه جهز مشروعاً كاملاً لإدخال التفكير النقدي في المناهج التعليمية، موضحاً “لدي مشروع متكامل يتحدث عن مشكلة التخصص في التعليم، والذي يؤدي إلى التسطح الفكري والفقر المعرفي، فالمتخصص في الرياضيات ينبغي أن يدرس الإبستمولوجيا “تاريخ العلوم”، فكيف يدرس الطالب الرياضــيات ولا ندرسه فلسفة الرياضيات، إذ يجب أن يعلم مفهوم الأعداد وتاريخها وغيرها من إيجابياتها، ليسهل عليه فهمها، ويبدع ويتحكم فيها”. ويؤكد تاج الدين أنه من بين أسباب تراجع العملية التعليمية غياب التفكير النقدي وإدراجه في المناهج التدريسية، ويعرف التفكير النقدي بأنه “القدرة على تحليل المعلومة، بحيث يتكون للمرء الرؤية الواضحة للأمور، وبه يستطيع النظر للأمور نظرة منطقية”، لافتاً إلى أن من يغيب عنده التفكير النقدي يتقبل كل الأمور دون أن يخضعها للتحليل، ودون أن يفهم الارتباطات المنطقية بين الأفكار وتقييم الحجج واكتشاف الثغرات والأخطاء الشائعة. وهذا ما يتجلى في تقبل المعلومة من الإنترنت مثلاً، فالمجتمع الذي يغيب عنده التفكير النقدي يصبح مجتمعاً خرافياً، يتقبل المعلومة الجاهزة ويصدقها دون تحليل أو الوقوف عند تناقضاتها. المعرفة تراكمية ويضيف تاج الدين، أن التفكير النقدي يعلمنا أنه لا يمكن اكتشاف شيء من لا شيء، وأن المعرفة تراكمية بطبيعتها، والبحث سيقودنا إلى الاستفادة من علماء يونانيين وعرب فصلوا في قانون الجاذبية وترجمة كتبهم إلى اللاتينية وهي لغة العلم في زمن نيوتن، فقد كتب الإمام الرازي عن تجاذب الأجسام وابن ملكا البغدادي عن تساوي زمن سقوط الأجسام من علو واحد بغض النظر عن وزنها بسبب الجاذبية، إذن الفكرة موجودة. ونرى أنه من يتخصص في الشريعة اليوم لا يدرس المنطق الرياضي، بعكس العلماء القدامى إذ وضعوا المنطق أساساً من أسس الفقه، إذن المنطق يعلمنا مفهوم العلة وهو المفهوم العام، والخاص وهو مفهوم التضمن والاستنتاج والاستقراء، وكلها مفاهيم فقهية، أيضاً يدرسها طالب الشريعة، بينما نرى اليوم أن دراستها مفصولة عن أساسها الرياضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©