الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انحراف الاستشراق» ندوة في منتدى أصيلة

3 يوليو 2013 21:59
“الملامح الجديدة للاستشراق في الخارج وفي الفنون العربية المعاصرة”، عنوان ندوة أقيمت ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والثلاثين. وقد طرحت خلالها نادين دوساندر، مديرة الوكالة الأوروبية للثقافات، مجموعة من الأسئلة يمكن تلخيصها بالتالي: هل ما يزال “الاستشراق” مرتبطا بمفهوماته الثقافية التي عرفها الغرب أم هو يشهد الآن تحولا يجدد في حمولته الفكرية والحضاريّة؟ وما حقيقة القول بأن الانتماء الثقافي المحلي يحدّ من عالمية الفعل الجمالي ومن حجم التخييل فيه؟ وما مدى صدقيّة “صورة” الشرق التي نقلها المستشرقون في لوحاتهم الفنية؟ ثم هل فقد الاستشراق مصادر إلهامه الكلاسيكية بعد تكشُّف أسرار الشرق الحديث أم هو يعزّزها بثقافة حملتها حشود المهاجرين الشرقيين الوافدين إلى الغرب؟ وتحدث في الندوة محمد الباز، فنان مغربي الأصل وفرنسيّ الجنسية، فقال أنه يصعب تجاوز اشتراطات الجغرافيا الحضارية، تلك التي تظلّ تصنع أمام المبدعين عتبات وحدودا ثقافية ورؤى فنية ربّما هي بعيدة عن حقيقة المرئيّ ولا تطال منه إلا ما تشتهي أن يكون فيه. وهو أمر حوّل الشرق في لوحات الفنانين الغربيين إلى “فانتازما” مبهرة لا صلة لها بالواقع. وذهب برنار ماركادي” المؤرّخ الفنّي والأكاديمي بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس، إلى اعتبار أن الأسلوب الذي يعنيه إدوارد سعيد هو أسلوب ثقافي محدود بجغرافيا، جغرافيا الغرب وجغرافيا الشرق، ولأنّ الجغرافيا لا تصلح إلاّ في حالات الحرب كما قال “لاكوست”، فقد خلقت نوعا مـن القطيعة الذهنية بين ثقافتيْن: شرقية وغربية، وجعلت الواحدة منهما مرآة للأخرى، ولكنها مرآة لا تعكس ممّا يقابلها إلاّ ما تشتهي أن تراه عينها هي، وهذا ما أجّج المغالطات الفكرية بين الغرب والشرق. أما الباحث في الفنون التشكيلية المغربي موليم لعروسي فقدّم ورقة حول الصورة النمطيّة للشرق في لوحات الرحالة والفنانين الغربيين، حيث بيّن أنّ “التشويه الفني” طال الشرق بأماكنه وشخوصه وثقافته وقدّم عنه صورة مركّبة لا مرجع لها في الواقع المادي للثقافة الشرقية. من ذلك أن الأماكن التي تظهر في لوحات المستشرقين وكذا ملابس الناس وأدواتهم هي جميعها متخيَّلة ولا تعود إلى جغرافيا محدّدة ومعلومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©