الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيش المستدام

1 يوليو 2012
تستخدم المنظمات الدولية والحكومات مفاهيم مثل سبل العيش المستدام، وقد تزايد استخدام هذا المفهوم، خاصة من خلال التنمية التي يمكن أن يقودها المجتمع، وذلك بوضع استراتيجيات تنموية ممنهجة في مجال التنمية الزراعية مثلاً، حيث يقوم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "فاو"، بتنفيذ استراتيجية حتى عام 2015، لمعالجة الفقر، خاصة في الريف، وربما يتساءل البعض ومالنا نحن والفقر في الريف، إن كان في دول بعيدة عنا، وذلك يعني أن هناك جهلاً بآثار الفقر في الدول، خاصة التي كانت زراعية وتصدر لبقية الدول. وقد قامت استراتيجيات لمنظمات تنموية بإعداد مناهج لسبل العيش المستدام في فترة الثمانينات، وتم إقرارها لمعالجة الفقر في العالم، وللتغلب على مشاكل نقص الغذاء، ونحن في دولنا يجب ألا ننظر للموضوع وكأننا بعيدون عن المخاطر، لأن الحروب تؤثر بشكل كبير على عمليات الاستيراد والتصدير لدولتنا أو لدول المنطقة، ولذلك من المهم تنفيذ آليات سبل العيش المستدام، بناء على خلفيات واضحة المعالم، تمت الاستفادة منها في الدول التي طبقت تلك التجارب ونجحت فيها، خاصة أن مناهج سبل المعيشة المستدامة، يجب أن تشمل الموارد وكيفية المحافظة عليها، وتنميتها أيضاً بحيث نكون بمأمن من أي مخاطر ربما تتعرض لها دول كثيرة. منظمة الفاو بفضل الصلاحيات التي لديها بالنسبة للتنمية الزراعية، يمكنها أن تجد الطرق والوسائل للمساعدة في تحسين العيش المستدام، خاصة أنها لديها صلاحيات على الغابات وعلى مصائد الأسماك، ولذا يمكن إجراء برامج تعاونية للاستفادة من الخبرات التراكمية لدى هذه المنظمة أو غيرها، لأن لديها الإمكانيات والأبحاث والنتائج ضمن برامج الأمن الغذائي، وللتخلص من الجوع ومن البطالة، فقد طبقت الكثير من البرامج، خاصة في الأسر الفقيرة، وتكمن أسباب نجاح البرامج في المتابعة، وفي تنفيذ الخطط والاستمرار في محاولة إعادة التجارب، دون تغيير الأهداف. ليس غريباً أو جديداً إن قلنا إن بعض الدول في العالم العربي تعاني الجوع، ومن أهم العوامل التي أدت لاتساع الفجوة الغذائية ومحدودية الغذاء، نقص الأراضي الصالحة للزراعة، وشح الموارد المائية، إلى جانب أن هناك عوامل أخرى مثل عدم توافر أصناف معينة من الأسمدة أو البذور، ما يعني أن الإنتاج سوف يتدنى بشكل عام، وعلى الرغم من ذلك هناك تقارير عربية ودولية تؤكد أن الدول العربية لديها الموارد المائية والأراضي والتقنيات التي تكفيها لتحقيق الأمن الغذائي. لكن المطلوب هو تطوير استخدام تلك الموارد وليس انتظار تبخرها أو انتهائها، وأن يتم استغلالها وتوظيفها بشكل يضمن الاستدامة، ولكن يجب أن تكون لدينا الإدارة التي تواجه التحديات التي تعيق التنمية، كما أننا بحاجة لبناء القدرات العربية، وتأهليها من أجل تحقيق أكبر قدر من استدامة المعيشة، وذلك بدوره سوف يؤدي تلقائياً إلى أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي، كما أننا بحاجة لرصد جميع الموارد الزراعية، ومساعدة المزارعين على تأهيل الأراضي المتوافرة. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©