السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغامرات وأحاجي وذكريات

مغامرات وأحاجي وذكريات
3 يوليو 2013 22:04
صلاح أحمد تستقطب 4 روايات صدرت خلال هذا العام جمهور قراء اللغة الإنجليزية، الأولى للكاتب من أصل أفغاني خالد حسيني، والتي يعود فيها إلى بلاده قبل عدة عقود لكي ينقل ملامح من الحياة فيها. والثانية هي للكاتب الشهير دان براون الذي يواصل فك الرموز والأحاجي الشريرة التي كان بدأها في روايته السابقة. أما الثالثة فيه عبارة عن مذكرات شخصية لطالبة أميركية اتهمت بقتل صديقتها، والرابعة هي قصة للأطفال تقوم أحداثها على فكرة غير مسبوقة. دان براون يغامر في «الجحيم» لم يحصد كاتب روايات التشويق الأميركي دان براون أي قدر من الشهرة بعد نشر روايته الأولى “ملائكة وشياطين”. وكاد مشوار أحلامه الأدبية ينتهي بهذه الحال لولا ان قريحته تفتقت عن رواية تنطلق ـ كالعادة ـ من جريمة قتل لكنها تسبر “التاريخ الديني الموازي” وتقود الى رفع النقاب عن معركة بين فصيليين مسيحيين حول ما إذا كان عيسى المسيح قد تزوج من مريم المجدلية. الرواية بالطبع هي “شيفرة دافينشي” التي بيعت منها 80 مليون نسخة مع ترجمتها الى 44 لغة حول العالم. وهكذا أتاحت لبراون بين عشية وضحاها مكانة من السمو بحيث أن ناشر روايته الأخيرة “الجحيم” (السادسة في سلسلة أعماله) حرص ايضا على ترجمتها الى مختلف اللغات الرئيسية ليصدر الكتاب بهذه اللغات في وقت واحد مع النسخة الانجليزية. و”الجحيم” حلقة أخرى في سلسلة مغامرات خبير الرموز الأميركي روبرت لانغدون، وهو بطل ثلاث من روايات سابقة هي “ملائكة وشياطين” و”شيفرة دافنشي” و”الرمز المفقود”. وتبدأ أحداثها بأن يجد لانغدون نفسه طريح سرير المستشفى بمدينة فلورنسا (إيطاليا مجددا) لكنه لا يعرف سبب وجوده في هذا المكان ونوع الظروف التي أتت به اليه لأنه فقد ذاكرته بالكامل بعد نجاته من محاولة قتله برصاص مأجور. وكما يتوقع القارئ فإن هذا نفسه جزء من مؤامرة كبيرة سرعان ما يكتشف انها تتعلق بسرقة سلاح بيولوجي (على غرار سلاح المادة المضادة الذي ارتكزت عليه أحداث رواية “ملائكة وشياطين”). وهذا سلاح ينشر الطاعون اخترعه عالم مجنون كان مهووسا بجحيم دانتي في قصيدته الشهيرة “الكوميديا الإلهية” وأراد به “إنقاذ العالم من تزايد عدد سكانه المضطرد”. وفي هذا الاتجاه تكلف “منظمة الصحة العالمية” لانغدون باسترداد هذا السلاح او إبطال مفعوله على الأقل. وتدور الأحداث متلاحقة وتعج بالمنعطفات الدرامية الفجائية المثيرة كما يتوقع القارئ من نوع الروايات التي بنى عليها المؤلف سمعته. ورغم ان النقاد الغربيين استقبلوا هذه الرواية الجديدة بفتور بعيد تماما عن إعجابهم الهائج بـ”شيفرة دافنشي”، فمن المؤكد ان هذا لم يثن الملايين من قراء رويات براون حول العالم من تلقف “الجحيم”. الكتاب: الجحيم (رواية) Inferno المؤلف: دان براون Dan Brown الناشر: باتمان برس ـ 2013 Bantam Press 2013 «الظلام» صديق الطفولة رغم العدد الهائل من قصص الأطفال الجديدة التي تصدر يوميا في دول الغرب، فقد استطاعت “الظلام” ـ وهي قصة للصغار في أعمار ثلاث الى ست سنوات ـ أن تجتذب قدرا من الأضواء الإعلامية في الدول الناطقة بالانجليزية لا يتوفر غالبا لهذه الفئة الأدبية وسط زحام ما تنتجه المطابع في مختلف ضروب الآداب والفنون والعلوم وغيرها من مطبوعات الكبار. السبب في هذا مزدوج. فأولا، موضوع القصة نفسه جديد ولا يحصر نفسه داخل ثقافة بعينها وإنما يتميز بعالمية لا تعرف الحدود. والحديث هنا عن خوف الأطفال من الظلام وأن من السهل عليهم ان يقهروه تماما كما فعل بطلها المسمى “لاسلو”. وفي هذه القصة نتعرف على هذا الفتى ونعلم ان الظلام يسكن في بيته (الظلام باعتباره كائنا عاقلا ملموسا وليس مجرد حالة زمانية ومكانية). ويسكن هذا المخلوق في قبو المنزل كل الأوقات تقريبا ويتنقل من مكان لآخر في المنزل إلا غرفة نوم لاسلو لأنها مضاءة في كل الأوقات بسبب خوفه من الظلام. وذات مرة يأتي الظلام بشخصه الى هذا الصبي ويقدم نفسه اليه ويعده بهدية عظيمة إذا أتى معه الى غرفته ـ أي الى القبو. وعندما يرى لاسلو هذه الهدية في آخر المطاف يكون الظلام قد صار صديقا آخر له مثل بقية أصدقائه. ويمكن القول إن هذه القصة ـ بفضل الدرجة العالية من الإثارة والترقب التي صيغت بها والرسومات المدهشة التي تصاحبها في صفحاتها الأربعين ـ تصبح مدخلا للطفل الى عالم روايات الرعب، ولكن بحصاد مجيد حقا لأنه سيعرف في آخر المطاف ان الظلام ليس وحشا سيفترسه بين أنيابه أو سيأتي اليه بوحوش أخرى تفترسه. الكتاب: الظلام The Dark المؤلف: ليموني سنيكيت Lemony Snicket الرسوم التوضيحية: جون كلاسين Jon Klassen الناشر: اورتشارد 2013 Orchard جبال أفغانستان تردد صدى خالد حسيني “ورددت الجبال الصدى” هي الرواية الثالثة (بالانجليزية) للكاتب الأفغاني/ الأميركي خالد حسيني الذي أصاب نجاحا مدويا منذ نشر روايته الأولى The Kite R nner “عداء طائرة الورق” (2003). فقد مكث هذا العمل أكثر من مائة أسبوع في قائمة الكتب الأكثر مبيعا في موطنه المختار الولايات المتحدة (قائمة “نيويورك تايمز”) وترجم إلى مختلف لغات العالم. وبلغ نجاح الرواية ان هوليوود حولتها الى فيلم بالاسم نفسه في 2007. وفي ذلك العام نفسه أصدر حسيني روايته الثانية A Tho sand Splendid S ns “ألف شمس رائعة” التي مكثت في قائمة الكتب الأكثر مبيعا 50 أسبوعا وفقا لقائمة “نيويورك تايمز” نفسها. وبلغت مبيعات الروايتين مجتمعتين أكثر من 138 مليون نسخة حول العالم. وبهذا أثبت حسيني انه ليس روائيا “بالصدفة”، وكانت مسألة وقت فقط قبل أن يصدر عمله التالي. وهو ما حدث الآن بنشر نسخة الغلاف السميك من روايته الثالثة And the Mo ntains Echoed “ورددت الجبال الصدى”. رغم ان حسيني، المولود في 1965، ظل يعيش في الولايات المتحدة منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، فقد كرّس موهبته الأدبية لتأطير قضايا بلاده الاجتماعية المرتبطة عضويا ببنيتها السياسية المضطربة ابدا. فتناول في “عدّاء طائرة الورق” علاقة صداقة حميمة بين صبيين (أمير وسهراب) يفرق بينهما تعرض أحدهما للاغتصاب وإحساس الآخر بالذنب لأنه لم يهرع لنجدته وكيف صار هذا الشعور محورا قامت عليه حياته حتى في مهجره الى أميركا. وفي الرواية الثانية يستقي حسيني مادته من النبع نفسه لكنه يسرد الأشياء عبر منظور يسود فيه العنصر النسائي (العلاقة بين مريم وليلى) وتمتد على مدى الفترة منذ خروج الغزاة السوفيات حتى ما بعد سقوط طالبان. وفي هذه الرواية الثالثة يعود المؤلف مجددا الى موطنه (العام 1952) ليحكي قصة عبد الله وشقيقته باري وأبيهما صبور الذي لا يكف عن البحث عن عمل في مواجهة فقره المدقع الدائم في اصقاع افغانستان البعيدة. وتتناول الرواية ما يحدث لهذه الأسرة التي يجمعها حب لا مثيل له عندما تسوقها الأقدار الى العاصمة كابول. وهنا تبدأ رحلة طويلة من الألم والتضحيات تتخلل عقود الزمن وتتنقل أحداثها من كابول الى باريس وسان فرانسيسكو وجزر تينوس اليونانية، وكلها في نفس الوعاء الذي وصل به هذا الكاتب الموهوب الى سماء الشهرة العالمية. الكتاب: “ورددت الجبال الصدى” And the Mo ntains Echoed المؤلف: خالد حسيني Khaled Hosseini الناشر: بلومزبري ـ 2013 Bloomsb ry P blishing PLC (2013) قاتلة بريئة تسمع صوتها اماندا نوكس شابة أميركية (25 عاما) من سياتل توجهت وهي في سن العشرين الى مدينة بيروجيا الإيطالية لأجل الدراسات العليا. لكن حياتها قُلبت رأسا على عقب عندما اتهمت في 2009 بارتكاب جريمة قتل وحشية بحق شابة انجليزية اسمها ميرديث كيرشنر في الغرفة التي كانتا تقتسمانها. وأدينت نوكس بهذه الجريمة بناء على أدلة معظمها ظرفية خلال محاكمة اجتذبت أضواء الإعلام من سائر أرجاء العالم، نظرا الى وحشيتها وكون ضحيتها والمتهمة فيها امرأتين في أوج الشباب. وحكم على نوكس وقتها بالسجن 26 عاما، ولكن في اكتوبر 2011 برأتها محكمة استئناف من التهمة وأطلقت سراحها بناء على ذلك فعادت الى موطنها، الولايات المتحدة، حيث سلط الإعلام أضواء ساطعة عليها كما يتوقع المرء. على أن المحكمة الإيطالية العليا عادت في مارس لتقضي ببطلان قرار محكمة الاستئناف وأصدرت حكما آخر بإعادة فتح التحقيق في الجريمة. على أن نوكس تظل “بريئة” في الوقت الحالي، رغم ان ستار الختام ربما لم يسدل حقيقة بعد على هذه الدراما الكثيفة الظلال في ما يبدو. وسارعت نوكس بعد إطلاق سراحها الى إصدار كتاب مذكراتها بعنوان “بانتظار إسماع صوتي” الذي يعرض حياتها وآمالها لكنه يركّز بالطبع على تجربتها الرهيبة منذ توجيه الاتهام اليها بارتكاب إحدى أشهر جرائم القتل في الآونة الأخيرة. وطبيعي ان يكون الهدف من كتاب كهذا هو رواية الأحداث من وجهة نظر المتهم الذي يدفع ببراءته وإقناع العالم بأن هذا الاتهام لا يقوم على الحقيقة، وأن مؤلفته إنما هي ايضا ضحية لإحدى أقسى لعبات القدر. وتسرد نوكس وقائع حياتها في ايطاليا منذ ان وصلت اليها وهي في سن العشرين حاملة تطلعات وردية الى تجربتها في بلاد غريبة عليها وكيف استحال الحلم كابوسا وقدرتها على الصمود فقط بسبب “إيمان الذين أحبهم ويحبونني ببراءتي من فعل يقشعر له البدن”. وبغض النظر عما إن كان قارئ هذا الكتاب يؤمن بأن اماندا نوكس شيطان أو ملاك، فهو موعود في كل الأحوال بأن يطلع على مذكرات تختلف تماما عن سائر تلك التي قرأها في ما مضى. الكتاب: بانتظار إسماع صوتي Waiting to Be Heard المؤلفة: أماندا نوكس Amanda Knox الناشر: هاربر ـ 2013 Harper (2013)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©