السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة ذات تهجئة خطأ

حياة ذات تهجئة خطأ
3 يوليو 2013 22:06
شعر: توماس ترانسترومر ترجمها عن السويدية: د. ستار سعيد زويني سي مَـيْجَـر من مجموعة «السماء شبه الجاهزة» (1962) عندما نزل إلى الشارع بعد لقاء غرامي كان الثلج يتطوح في الهواء. حينما كانا بجانب بعضهما يضطجعان كان قد حل الشتاء. كان الليل يشرق أبيضَ مشى سريعاً من شدة الفرح. كانت المدينة كلها تنحدر وابتسامات المارة تكمن جميعاً خلف الياقات المرفوعة كان شعوراً بالحرية! وبدأت كل علامات الاستفهام تغني عن وجود الله هذا كان رأيه وما يراه تحررت موسيقى ودخلت بخطوات واسعة في الثلج المصاب بالدوار. كان كل شيء يسير نحو نغمة (سي) وبوصلة تشير مرتجفة نحو (سي) ساعة واحدة فوق الآلام كان ذلك سهلاً! كانوا جميعاً يكمنون خلف الياقات المرفوعة الذكريات تراني تغريد من مجموعة “الساحة البرية” (1983) ذات صباح في حزيران حين يكون من المبكر أن نستيقظ ولكن قد فات الوقت لنعود إلى النوم يجب أن أخرج إلى الخضرة المترعة بالذكريات فتتبعني الذكريات بنظراتها إنها لا تُرى، فهي تنصهر بمحيطها تماما كالحرباء إنها قريبة للغاية حتى أني أسمع أنفاسها إلا أن تغريد الطيور أسكرني سجن من مجموعة «سجن هيلبي» (1959) يضربون الكرة تحدث فجأة فوضى وتطير الكرة فوق الحائط غالبا ما يحدثون ضجة حتى يخيفوا الزمن بخبب أسرع حياة ذات تهجئة خطأ ويبقى الجمال وشماً عندما يُمسَك بالهارب إلا لأنه يملأ جيوبه بالفطر زمجرة الورش والخطوات الثقيلة لبرج المراقبة حيّرت الغابة تنزلق البوابة نقف في حديقة المبنى في سنة جديدة تضيء مصابيح الجدار يرى الطيار الليلي نقطة ضوء خيالية الليل ـ شاحنة طويلة تمر والسجناء يحلمون مرتجفين يشرب الولد اللبن ويغفو مطمئنا في صومعته أمٌ من حجر * توماس يوستا ترانسترومر من أكبر شعراء السويد في القرن العشرين، ويعتبر واحداً ممن يشكلون وجه الثقافة السويدية في العالم. حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2011 “لأنه من خلال صوره المركَّزة الشافة يتيح لنا نظرة جديدة إلى الواقع”. ولد ترانسترومر في ستوكهولم في 15 أبريل 1931 وأتم فيها الثانوية، وتخرج من جامعة ستوكهولم باختصاص علم النفس في سنة 1956، وعمل باختصاصه في سجن للأحداث ثم مع أشخاص حصلت لديهم إصابات وخيمة في مكان العمل ومع مدمنين على المخدرات. ترانسترومر عازف بيانو ماهر. بعد أن أصيب بسكتة في بداية تسعينات القرن العشرين ترافقت بفالج في الجهة اليمنى من الجسم وحبسة كلامية، تعلم الكتابة بيده اليسرى وصار يعزف الموسيقى باليد اليسرى. بدأ كتابة الشعر وهو في الثالثة عشرة، ونشر أول مجموعة شعرية بعنوان “17 قصيدة” في سنة 1954، وله حالياً 12 كتاباً شعرياً ونثرياً، ونثره يشبه الشعر. قبل أن ينشر شعره اشتهر كمترجم لشعر السرياليين الفرنسيين مثل أندريه بريتون. حصل ترانسترومر على جميع الجوائز الأساسية التي تمنح في الدول الاسكندنافية، وعلى جوائز أوروبية مثل جائزة بترارك في سنة 1981 والإكليل الذهبي في سنة 2003، وعلى جائزة نوبل في الأدب في عام 2011. يقول ترانسترومر في حديث صحفي: “الآن، بعد أن أكملت سن الثمانين، لدي الفائض من الوقت لتلبية حاجتي في العزلة. اليوم هنالك مشاكل أخرى تعيقني عن ممارسة الكتابة”. ويضيف: “عندما كنت شاباً، أدركت أنني لن أستطيع أن أعيل أو أوفر لقمة العيش لأسرة مع كتابة الشعر، لذلك اخترت مهنة لا تخلّ بالكتابة، بل تضيفها خبرة. ولهذا السبب اخترت مهنة طبيب نفساني، التي لم أندم عليها أبداً”. ويقول ترانسترومر: “القصيدة ليست سوى حلم أعيشه في اليقظة. الحلم والقصيدة يولدان من نفس الشخص. يتمتعان ببعض القوانين المشتركة. عندي علاقة حب جد قوية مع الحلم. عندما أتوجه إلى سرير النوم، أشعر كما لو كنت في طريقي إلى حفلة. اليقظة هي بمثابة خيبة أمل دائماً تقريباً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©