الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيها الصب الشقي

3 يوليو 2013 22:07
هزاع علي أبو الريش المنصوري أيها الصب الشقي، أحلامك، همومك التي خبأتها في معطف الذاكرة، وبعض أيامك في ذاك الزقاق الأليف، اليوم تسأل عن هذا وذاك، وعن هذه وتلك، جلهم ذهبوا في عتمة الزمن التليد، في الضياع المدلهم، لا شيء سوى بعض الصور، والمشهد حزين.. حزين.. أيها الصب الشقي، وحدك عند حافة التذكر، تقرأ الملامح، وتتلو آيات الحلم القديم، وأشياؤك المعتقة بدهن الآمال، والأمنيات والمعاني، حيث لا معنى إلا لقديم أسس وعيه في الرأس ثم استلقى تحت غصن الألم، مقتفياً أثر الغائبين، والحاضرين بلا أثر والمتأثرين بالحجر، والمجتهدين عند طوق اللهفة اللذيذة. يـ... الله، هذا هو أنت، تغسل ملابس قديمك، برذاذ اللوعة، وتجزم أنك حي رغم الفراغ الوسيع في دائرة السؤال. لا حيرة أبداً فعندما تهبط الطيور من علٍ، فأعلم أن في عمق الماء سمكة تغري النفوس، الدائخة نبشاً عن رائحة. لا حيرة أبداً، وانت تطور وعيك، بازدهار الأمكنة، وما تساقط من رطب جني. أيها الصب الشقي، أحلامك.. أيامك، والزمن الأسطوري، ينفض يده مما فعل “باسكال” الأزلي، و”أغطينوس” المخملي، وبعد فلاسفة ما قبل الأنوار، ومن جاشوا هياماً، بعودة القوة الخارقة. أيها الصب، وحدك في هذا الزقاق، ترسم صورتك على الرمل المبلل بالعرق، وتنقشها ثم تعيد الكرة.. وحدك، هكذا وحدك تخربش على التراب، كأن يبابك عشب من تحته يختزن الماء. أيها الصب، لا تجزع البتة، فالوطن الذي تحلم به صار شراعاً ويراعاً، واباءً وفخرا.. صرت أنت الفراشة في حقله الزاهي، صرت أنت اللون المنقوش على قماش الوطن. أيها الصب، لا تجزع.. الوطن الذي تحلم به، صار منبراً للحدث العظيم، صار الوعد المجلل بأسورٍ وأيقونة الحياة. أيها الصب، هذا هو الوطن، هذا أنت، هذه النجمة العالية، تسطع في عيونك، لتكشف عن سر النهوض، وأسطورة التطور.. أيها الصب، خذ إذاً بناصية البداية، خذ بالوقاية، وضع على رأسك التاج وخض الأمواج، بجرأة الأولين، وسمة المخلصين، وصفة الصادقين، كالوطن ينمو بالحب أشجاراً وارفة، وأغصانه هذه السواعد. أيها الصب، هذا أنت، وهذا هو الوطن، وهذه الأمنيات كأنها فراشاتٍ ملونة بريشة الأفئدة الواعدة.. أيها الصب، هذا هو أنت، وهذه سفينة الوطن تخض عباب البحر، بحماسة الحالمين، المثابرين، بوطن لا تشوبه شائبة، ولا تقضه شرارة حسد.. وطنك هذا، أجمل الوعود والعهود، وأكبر من حدقات الذين لا يرون إلا أخمص القدم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©