الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوق نايف الغرق في العرق

27 يونيو 2006 01:23
دبي- علي مرجان: قف حائرا أمام زحام البشر في قلب هذا المكان الذي لقبه الجميع ''بسوق الغلابة'' ·· انتبه فالقصة ليست مجرد سوق وبضاعة ورواد بالملايين سنويا·· إنها تفاصيل حياة بشر يعيشون في قلب الجحيم·· كيف؟·· سنعرف حالا! سوق نايف في دبي بممراته الضيقة وبضاعته التي تحتل تجارة الملابس والأقمشة نصيب الأسد منها، صار في الفترة الأخيرة حكاية على ألسنة الناس التي لا تتردد في الحضور إليه بحثا عن تسوق بأرخص الأسعار· وإذا كانت الحرارة هي أكثر ما يخشاه رواد السوق خلال الشهرين القادمين، فإن ما يزيد على 900 بائع بأكثر من 193 محلا يسكنون بداخلها·· وصفوا المحال بأنها ''جحيم'' لأنها تفتقد إلى أجهزة التكييف· باختصار··الغرق في ماء العرق ليس حالة استثنائية، والحياة في قلب النار مثلما أكد الباعة ليست مجرد كلمات ساخنة بقدر ما تعكس بدقة حقيقة حياتهم· أسعار مثالية في البداية يقول خالد عبيد الماسي وهو مواطن حضر إلى السوق قادما من أم القيوين: اعتدت التسوق من هنا لأن أسعار سوق نايف مثالية ، وتحديدا بالنسبة للملابس والقماش اللذان أحرص على شرائهما من محلاته ''· خالد يشفق على عمال السوق الذين يقفون بالساعات في جحيم الحرارة متعجبا من أن سوق بحجم وسمعة ''نايف'' يخلو من أجهزة التكييف التي تعد من ضرورات الحياة خلال شهور الصيف· سؤال مثير ويطالب محمد عبدالقادر الشيخ وهو مواطن حضر إلى السوق برفقة أسرته قادما من خورفكان أن تسرع بلدية دبي بتطوير تلك المحال التي أنشئت على النظام المعماري القديم حفاظا على موقع يرى فيه رواده أنه تراثي · ويتساءل : لماذا لا يتم توفير شبكة مواصلات إلى السوق ؟·· حيث أن زحام السيارات وعدم قدرة مواقف السيارات به على استيعاب الأعداد الكبيرة من رواد السوق يوميا يتسبب في مشكلات مرورية متكررة على مدار اليوم· معظم الباعة من الهند وباكستان إضافة إلى أفغانستان وبنجلاديش أكدوا أنهم يعانون من قسوة الطقس خلال هذه الأيام ، مطالبين بإلقاء نظرة على محال السوق التي تحولت إلى ''نار''· وأوضح البائع محمد زهير أن المستأجر يدفع يوميا 150 درهما كإيجار للمحل، أي بواقع 4500 درهم شهريا، في حين يدفع صاحب المحل 1500 درهم شهريا للبلدية، منوها إلى أن المستأجرين طلبوا توفير أجهزة التكييف داخل محال السوق الضيقة والتي لا تتعدى مساحات معظمها الثمانية أمتار مربعة· ويوافقه في الرأي البائع نور محمد الذي يعمل بالسوق منذ أكثر من 16 سنة قائلا: أن السوق يمثل حلقة تجارية لها مكانتها لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء· ويضيف: تتسبب الحرارة العالية داخل المحال في إصابة الكثير من الباعة بأمراض الصيف وفي مقدمتها الالتهابات الجلدية وضربات الشمس خصوصا وأن السوق يضم 6 محال لبيع الفحم والتي تتواجد بجوار محال الملابس في مشهد يعكس غياب التنظيم داخل السوق· وتقول أم هاني وهي من سكان خورفكان : يتميز سوق نايف بالتنوع في بضاعته ، لكن الملابس والقماش الحريمي هما أكثر ما يميزه مؤكدة أن أسعاره هي الأفضل على مستوى الإمارات، خصوصا وان الفصال يعتبر احد أبرز ملامح السوق· حل مشكلة التكييف يقول سالم زايد رئيس شعبة الأسواق التخصصية في بلدية دبي إلى أن مشكلة التكييفات كانت مرتبطة إلى حد كبير بطاقة تحمل شبكات الكهرباء والتي لم تكن تمتلك القدرة على تحمل المزيد من الضغط · وأوضح رئيس شعبة الأسواق التخصصية أن بلدية دبي لديها خطة لإعادة تكييف سوق نايف ومن المتوقع أن تشملها الميزانية القادمة· وأكد سالم بأن السوق لا يستوعب مواقف للسيارات نظرا لضيق المساحة وازدحامه ، وبالتالي لا يوجد مجال لذلك في الفترة الحالية· نهاية الأسبوع الغريب أن السوق يشهد زحاما غير عادي خلال العطلة الأسبوعية، حيث يمثل بالنسبة للكثيرين من الهنود والباكستانيين مكانا للتنزه·· هؤلاء يتخذون من أرصفته وممراته الجانبية والساحات الواسعة مكانا للجلوس أرضا والدخول في أحاديث الصباح والتي تستمر حتى المساء· ورغم إغلاق بعض المحال لأبوابها خلال الجمعة من كل أسبوع إلا أن السوق في حالة عمل مستمرة لأن هناك محال أخرى تمارس عملها في ذلك اليوم ، ليصبح الزحام شعار السوق على مدار الأسبوع ، إلا أن الهدوء كثيرا ما يسيطر على أجواء السوق من الثانية ظهرا وحتى الرابعة عصرا يوميا باعتبارها فترات الراحة التي يحصل عليها الباعة داخل محالهم· حقا ·· هذا السوق يحوي بداخله عالما مثيرا مليئاً بالمتناقضات الغريبة، وفي النهاية لابد أن يكون كذلك ، وأن يتسع للجميع · لماذا؟ لأنه ''سوق!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©