أمين الدوبلي
لم يعد هوس كرة القدم مقتصرا على الرجال·· ولم يعد موسم المونديال هو موسم فتور العلاقة بين الرجل والمرأة·· فقد انتقل هوس عشق كرة القدم الى السيدات واصبحن يسبقن الرجال الى الملاعب وتعج المدرجات بهن لمشاهدة المباريات ويجلسن الى جانب الرجال في البيوت لمتابعة المنافسات وينفعلن معها ربما اكثر من الرجال·· وبعد ان كان المونديال يأخذ الرجال من زوجاتهم اصبح مناسبة مثالية لدعم العلاقة الزوجية والتقارب والخروج مع الاسرة الى الميادين العامة حيث الشاشات العملاقة او الى الملاعب لمتابعة المباريات·
وفي هذا المونديال سحبت الفتيات والسيدات البساط من تحت أقدام الشباب والرجال وخطفن كل الكاميرات في الملاعب والشوارع والميادين والساحات لأن انفعالاتهن اكثر تعبيرا من انفعالات الرجال·
ومن يوم الى آخر تتواصل معنا مئات الصور التي تبثها الوكالات ونتأكد يوما بعد يوم ان دخول المرأة لعالم المونديال جعله اكثر اثارة واكثر متعة·· وفي كل مباراة اصبحنا نتابع مجرى احداث الملعب على وجوه السيدات فمنهن من تعبر عن فرحتها ومنهن من تبكي بحرقة ومنهن من ترقص والاخرى تغني وتهتف وهن اكثر تأثرا من الرجال بأحداث المباريات ومن بين تلك الصور ما تحمل معاني الحسرة والحزن على الهزيمة وعندما طالعنا صور انفعالات جماهير استراليا وجدنا فيها حسناء تبكي بلوعة·· تبكي الخسارة·· وتنهمر الدموع بشكل يدعو الى الشفقة فتساءلنا لماذا هذا البكاء والنحيب مادامت كرة القدم فوز وخسارة؟ ولكن اذ طرحنا هذا السؤال في حوار قصير مع هذه الفتاة فسوف نكتشف ما هو أكبر من ذلك·· وسوف نكتشف سر جديد من اسرار عشق كرة القدم·· حيث ترد بلسان حالها وتقول: لقد راهنت اسرتي وعائلتي وكل من عرفني بأن الكنجارو سوف يذهب بعيدا في المنافسات وبناء عليه فقد وافقوا على سفري لتشجيع المنتخب في المانيا لعلي أكون فأل خير لهم·
فنقول: بالفعل صدقت توقعاتك وتأهل الفريق الى دور الـ16 لأول مرة في تاريخه والخسارة امام ايطاليا صفر/1 لا تعد هزيمة كبيرة أو فاجعة؟
فترد: انا اعمل باحدى شركات العلاقات العامة باستراليا وعندما اخبرت مديري في العمل بأنني سأغادر لمؤازرة المنتخب في المونديال وعدني بمكافأة كبيرة اذا وصل الفريق الى ربع النهائي·· ثم انني بغض النظر عن المكافأة كنت أتمنى ان ارفع علم بلادي في مباراة اخرى في هذه المناسبة الكبيرة خاصة وان موقع بلادنا على الخريطة يضعنا اغلب الاوقات بعيدا عن الاحداث ويحرمنا من ان نقول كلمتنا في كثير من القضايا الدولية·
ونقول: كانت مشاركتكم ناجحة ومجرد التأهل الى نهائيات كأس العالم يعد مكسبا كبيرا·· وفي هذا المونديال حققتم فوزا كبيرا على اليابان وتعادلتم مع كرواتيا وهذا يعد انجازا·
فتقول: كنا نستطيع تجاوز ايطاليا وخدمتنا الظروف عندما تعرض ماتيراتزي لاعب ايطاليا للطرد في بداية الشوط الثاني·· ولكن الحكم ظلمنا ومنح ضربة جزاء غير صحيحة لايطاليا في الوقت القاتل·· وبذلك فنحن مظلومون في المباريات ومظلومون على الخريطة الدولية، ثم انني احب فيدوكا اللاعب الاسترالي الشهير ولدي اعجاب خاص به وما كنت اتمنى ابدا ان اراه مهزوما، كما انني انتظر ان اقترب منه قبل المباراة المقبلة لأكشف له عن حقيقة مشاعري تجاهه ولكن الحلم تبخر·· ضاع·· لن أراه قريبا·
عدد اليوم
