الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد النقبي: رمضان ضيف عزيز سريع الرحيل

محمد النقبي: رمضان ضيف عزيز سريع الرحيل
21 يوليو 2014 00:38
في منطقة الزبارة، التي تتبع إمارة الشارقة والقريبة من اللؤلؤية وخورفكان، يقضي محمد صالح النقبي رمضان مهتماً بشؤون الأسرة، وحينا يجلس في مجلسه الذي يحب أن يقضي فيه بعض الوقت، لأنه يضم منتجات تراثية يحب النقبي أن يعرضها على من يزورهم أو يزورونه، فقد أخذ على نفسه أن يحافظ على ما بقي من الماضي. وتبدأ الحياة تدب في منزل النقبي قبل آذان الفجر، حيث يقول وكأنه يقص قصة عشقه لرمضان إن «هذا الشهر ضيف عزيز، وهو سريع الرحيل ولا يكاد يبدأ حتى ينتصف ثم يرحل، ولذلك فنحن ننتظر عودته، وكل شخص يدعو أن يعود رمضان وهو حي يرزق كي يتمكن من تجديد جزء مهم من شخصيته، وكأننا نجري صيانة لأنفسنا في الشهر فتصفى النفوس، وتزيد الرحمة في القلوب ويزداد الناس تقاربا»، موضحا «أجد نفسي أستقبل كل يوم من رمضان قبل آذان الفجر، حيث نتوضأ وإن كان هناك متسع من الوقت نقوم بقراءة القرآن، وقبل أن نذهب إلى المسجد لنصلي نتناول السحور مثل اللبن والخبز والتمر وقليل من الماء». ويمضي النقبي «لم نعتد على النوم بعد صلاة الفجر ولكنه ليس عيبا، ولا يقلل من قيمة الإنسان من حسناته إن شعر أنه يرغب في شيء من النوم، ولكني أجد نفسي مدفوعا للخروج لأشتري بعض الأغراض التي تعد للفطور، مثل الخضراوات والفاكهة والأسماك، خاصة أننا أهل بحر وأجدادنا من أسياد البحر، الذين عملوا في الغوص أو الصيد». وحول كيفية قضائه رمضان، يوضح النقبي «خلال شهر رمضان يجدد الناس علاقاتهم، ومن كان منشغلاً في العمل أو في حياته الخاصة، ربما يستطيع أن يوجد لنفسه فرصة في رمضان، كي يجدد علاقته بالأهل والأقارب، ولذلك إن وجدت خلال وقت الصيام فرصة لزيارة أحد، فأني لا أبخل بالوقت ولا أقول الأفضل أن أرتاح وسأذهب بعد الإفطار، فربما أنشغل أيضاً بعده». ويضيف «يعتبر منزلي من البيوت العامرة باللقاءات الشبه يومية بين أفراد الأسرة وبين الأجيال المختلفة الأعمار وبين الأنساب والأصهار، وهذا حال معظم بيوت الأهل، فقد كبر الأبناء ومنهم من استقل بحياته ومنهم من بقي معي وله مكانة خاصة مع أسرته الصغيرة، ولذلك نعمل على زيادة كمية الطعام التي تعد، لأننا نقوم بتوزيع بعض إفطارنا ونترك شيئا لمن يقوم بزيارتنا بعد التراويح، والهدف هو صلة الرحم، كما أخصص أوقاتا للأقارب أو الجيران على ألا أبقى كثيرا حتى أستطيع أن أجدد العهد بالتلاقي والتزاور، وأترك أوقات لتلاوة القرآن فشهر رمضان للتلاوة وإكثار الصلاة». ويتابع «بما أننا نعيش في منطقة تعد صغيرة فإن أغلب الرجال يلتقون عند صلاة الفجر العصر والمغرب والعشاء في المسجد، لأن الظهر قد يصلي أحدنا في أي مسجد سواء في الوظيفة أو خلال ذهابه لشراء بعض الاحتياجات من مناطق أخرى، وبعد صلاة العصر بالذات أقرأ بعضاً من القرآن أو أذهب للبحر الذي يقع قريباً من بيتنا حيث يوجد ميناء للصيادين، ونحن لا نصبر عن مشاهدة البحر، فهو شاهد على مراحل حياتنا، كما تعودت منذ كنت في المدرسة أن أقضي جزءا من وقتي في رمضان ألعب قرب البحر، أو أخرج في قارب للصيد». ويؤكد النقبي ضرورة الحفاظ على العادات الرمضانية، ويقول «نحاول ألا تتسرب تلك اللحظات التي اعتدنا عليها في رمضان من حياتنا، لأن الأجيال التي أتت لم تعد تبالي بما كنا عليه، فالمرأة اليوم تقضي وقتها مع أبنائها فقط، ولكن في الماضي كانت المرأة تحرص على قضاء وقت مع الجارات والأقارب حيث يتشاركن كل شيء، حتى الفطور الجماعي اليومي، والرجال يفطرون يوميا مع بعضهم، وأنا أحرص حتى اليوم أن نبقى متواصلين مع الناس، وهذا جزء من حياتي اليومية في رمضان، لأن الصوم لا يعني أن أنقطع عن الاتصال بالآخرين، وزيارتهم والسؤال عنهم». دبي (الاتحاد) موضوع الرسالة عن موضوع رسالة الدكتوراه، يقول علي الطنيجي «رسالة الدكتوراه تتناول موضوع حالات الشغب وكيفية مواجهتها بالطرق القانونية والأمنية، حيث لا يخلو أي مجتمع عن مثل هذه الحالات، وتناولت الحالات المؤثرة على الأمن الداخلي، كالتجمهر والتظاهر والإضراب غير المشروع، وما ينتج عنهما من تخريب متعمد لمؤسسات الدولة، وتعتبر دولة الإمارات من الدول التي يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهؤلاء لهم معتقدات وثقافات مختلفة، وكل ذلك يتطلب من وزارة الداخلية كإحدى مؤسسات الدولة أن تفرض الأمن، ومما يتطلب المزيد من الجهد والمتابعة والتحليل، وخلصت رسالتي إلى أن الأفعال التي ترتكب من قبل الأشخاص غير المخول لهم بذلك يعاقب عليها قانوناً، وأن الدولة ملزمة بفرض الضوابط القانونية التي من خلالها الحفاظ على كيانها، من دون التعرض المباشر للأشخاص إلا في حدود القانون، وبما يسهم في فرض الأمن، وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تناولت مثل هذا الموضوع، حيث لم يكن في الفترة الزمنية التي عاصرت إعداد الرسالة مثل تلك الحالات سواء المجتمع المحلي أو على المستوى الإقليمي». مواقف مؤثرة رحلة الدكتوراه تحتاج للصبر، وقد حدثت للطنيجي مواقف أثرت فيه، يقول «إن ينسحب أحد الزملاء لظروف خاصة به، يؤثر على نفسيتنا ونرغب في أن نشاركه العودة للوطن، ولكن هناك من يتصدى لتلك الحالة، وهناك من يكون لديه زميل آخر قد سبقه بعام أو عامين، ولديه الخبرة والحنكة فيثنيه عن اتخاذ قرار فيه انهزام، وأيضاً خلال مناقشة الدكتوراه صادف أن يوم مناقشتي كانت هناك انتخابات في مصر، والمشرفون على لجنة الانتخابات كان منهم المشرف على رسالتي، وقد أخبرني أنه لن يستطيع حتى شهر سبتمبر، وذلك جعلني أعود محبطا لأن كل من أعرفهم قد استعدوا لتهنئتي عندما عدت للعمل، ولكن أخبرتهم بما حدث، وذلك أمر جعلني محرج ولكن صبرت وعدت في الموعد المحدد، ونلت تقدير جيد جداً». رمضان زمان عن رمضان زمان، يقول محمد النقبي «رمضان كان وقتاً طيباً رغم صعوبة الأعمال بحثا عن الرزق، وذلك بسبب المحبة التي تعمر القلوب، وهي تخفف من صعوبة وقسوة الحياة، كما تخفف من صعوبة الصيام في تلك الحقبة، فلم تكن هناك أعمال سهلة وكل مهنة فيها من المخاطر الكثير، خاصة أهلنا الذين عملوا في صيد الأسماك وصيد اللؤلؤ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©