الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدولار يستفيد من أزمة «منطقة اليورو»

الدولار يستفيد من أزمة «منطقة اليورو»
1 يوليو 2012
بينما يوجه استراتيجيو العملات نصحهم بشراء الدولار في وقت تفاقمت فيه أزمة منطقة اليورو وتعثر فيه نمو الاقتصاد العالمي، تسابق المستثمرون والعاملون في صناديق التحوط نحو العملة الأميركية، مما ساعد في ارتفاع قيمتها بأكثر من 5% في مايو الماضي مقابل سلة من العملات الأخرى. وفي الحقيقة يشعر المراقبون بتفاؤل غير مسبوق حول الدولار، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن “اللجنة الأميركية لتداول عقود السلع الآجلة”. والسؤال الذي يدور الآن ما إذا بلغ ارتفاع الدولار نهايته أم لا. ويزيد معدل الاعتقاد الآن في أن يقوم “الاحتياطي الفيدرالي” في اجتماعه المقبل بإعلان برنامج آخر من سياسة التيسير النقدي “كيو إي 3”. وفي حين أكد مدير “الاحتياطي الفيدرالي” الأميركي بن برنانكي، على عدم وجود خيارات سياسية في الوقت الراهن، إلا أنه أشار لعدم إصدار البنك لقرار بشراء أصول إضافية. وفي المقابل أدى ذلك لقوة الدولار. كما تراجع الذهب الذي ارتفعت قيمته في الماضي إثر توقع طرح برنامج إضافي لسياسة التيسير النقدي، بنسبة تقارب 2%. ومن نتائج ذلك الواضحة، أن برنامج “كيو إي 3” في حالة طرحه، لا يصب في مصلحة الدولار. ويمكن ملاحظة هذه الفرضية في تحركات السوق الأخيرة عندما أدى تراجع أرقام الوظائف إلى عمليات بيع واسعة في سوق العملات الأميركية وتمهيد هذه البيانات الطريق أمام تقديم برنامج آخر من برامج سياسة التيسير النقدي. وبذلك، فإن السوق في حاجة للتفريق بين أنواع هذه السياسات التي ربما يقدم البنك على طرحها. ويدرك العديد من المحللين أن أكثر السيناريوهات المتوقعة هي امتداد لما يطلق عليه اسم “عملية تويست” التي يقوم البنك فيها بشراء سندات طويلة الأجل في محاولة لخفض أسعار الفائدة دون الحاجة لزيادة ميزانيته. وأشار ألان رسكين، من “دويتشه بنك”، إلى أنه ومنذ بداية برنامج بيع الديون الأميركية قصيرة الأجل وشراء سندات طويلة الأجل في سبتمبر الماضي، كسب الدولار قوة واضحة وأنه لا يوجد مبرر لاعتقاد عدم استمراره في الارتفاع. ومن الخيارات الأخرى على الرغم من ضعف احتماله، شراء الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري والتي لا يظهر تأثيرها المحتمل على الدولار. ومع ذلك، يرى بعض المحللين، أنه لا يوجد أي شكل من أشكال سياسة التيسير النقدي التي تساعد على إضعاف الدولار في الوقت الحالي. ويعود سبب ذلك إلى أن السيناريو الذي تقوم فيه أميركا بالمزيد من التخفيف في سياسة التيسير النقدي، هو ذاته الذي ازداد فيه سوء أزمة منطقة اليورو. وفي هذا السيناريو، فاق الحماس نحو أميركا كواحدة من الملاذات، كل الأشياء الأخرى. ويتوقف الحديث عن “كيو إي 3” على تحول الأشياء للأسوأ، ليستحوذ الدولار على الطلب في مثل هذا المناخ. ويعتقد المحللون أن تطور الأحداث في “منطقة اليورو” يظل هو المحرك الأكثر احتمالاً لسياسة أميركا المالية، بغض النظر عن مؤشرات التحذير التي تصدر عن الاقتصاد الأميركي. وفي حقيقة الأمر، يعود جزء من الأسباب التي قادت إلى تراجع قيمة الدولار في الآونة الأخيرة، إلى التفاؤل بشأن التقارير التي تشير إلى الانتهاء من مناقشة حزمة المساعدات المقدمة لبنوك إسبانيا المتعثرة والتي حقق على إثرها اليورو ارتفاعاً طفيفاً لمدة أسبوعين مقابل الدولار. ويقول ستيفين إنجلاندر، استراتيجي النقد الأجنبي في “سيتي جروب” :”تفوق سلبية أي أزمة أوروبية حقيقية، إيجابية سياسة التيسير النقدي. وفي حالة عودة أوروبا للتدهور مرة أخرى، يكون الفوز من نصيب الملاذات الأكثر أماناً”. ولو كان الأمر كذلك، يبقى سيناريو وحيد ربما يتعــرض فيه الدولار لفقدان قيمته، إذا تم حل أزمة “منطــقة اليورو” وعاد المــستثمرون العالميون للدخول في العمليات المحفوفة بالمخاطر. وبينما شهدت الأسابيع القليلة الماضية تدفقات متوسطة من العملاء بالدولار، إلا أنه لا توجد حتى الآن تدفقات خارجة منه، مما يشير إلى انتظار المستثمرين للنتائج التي يصدرها صانعو القرار في كل من أميركا وأوروبا. وتعيش أسواق العملات حالة ترقب قصوى في انتظار أن تعلن عدد من البنوك المركزية حول العالم عن سياسات للتيسير النقدي. وتمت مراقبة كل من “البنك المركزي الأوروبي” و”بنك انجلترا” و”بنك اليابان” لأي تحركات حذرة، على الرغم من أن “المركزي الأوروبي” و”بنك انجلترا” لم يعلنا عن سياسات إضافية من هذا النوع. وبينما ساعدت الصين في بروز العديد من المخاطر بقرارها القاضي بتخفيف السياسات النقدية من خلال خفض أسعار الفائدة، ليس من المرجح قدوم أميركا على خطوة مماثلة قبل وضوح الرؤية في ما يتعلق باليونان. لذا، تتوقف كل الرهانات على ما تسفر عنه نتائج الانتخابات اليونانية المقبلة. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©