عيد ميلاد «آي فون» وقصة نجاح «آبل» في تغيير قواعد الهواتف الذكية

تمنى الكثيرون لشركة «آبل» عيد ميلاد سعيد في ذكراها الرابعة لإطلاق أول جهاز «آي فون» في يونيو 2007. وعلقوا بالقول «كم رائعةً كانت هذه الرحلة! ويا لسُرعة السنوات الأربع الأولى!” وإذا عُدنا إلى يوم ميلاد أول جهاز آي فون، فسنجد أنه كان مستطيل الشكل، وبشاشة مسطحة، وبإطار من الألومنيوم، وبلاصق أسعار مكتوب عليه 500 دولار، وبعدد قليل من التطبيقات. ولم تمض إلا أربع سنوات حتى أصبح الآي فون من أكثر الأجهزة الذكية شعبيةً في العالم. صحيح أن نظام التشغيل أندرويد سجل المزيد من التطبيقات النشيطة، إلا أن شركة «آبل» ما زالت تجني أموالاً أكثر. ناهيك عن أن جهاز «آي فون» أضحى أحد المكونات الثقافية التي لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الهواتف الذكية. وبالعودة إلى إطلاق أول جهاز آي فون، يُشير ريو ليي من موقع «سلاش جير» إلى أن معظم الهواتف الذكية في هذا الوقت لم تكن في الحقيقة «ذكيةً». فقد كانت «صعبةً من حيث الاستخدام ولها شاشات صغيرة جداً ومليئة بالأزرار والمفاتيح. ثم جاء الآي فون بشاشة لمس كبيرة وزر واحد فقط وواجهة حدسية إلى حد كبير». لكن هذا الوافد الجديد آنذاك جاء بميزة أفضل من «الحدس وتلقائية العمل»، فقد كان أول هاتف ذكي يضطلع بأدوار تفوق أدوار الهاتف التقليدية. كان ظهوره بحد ذاته، كان يجمع بين الذكاء وسُهولة الاستخدام، جاء مُحملاً بشكل مسبق بالكثير من الملامح الثقافية. وكان واضحاً أن «آبل» خططت بعناية واهتمت بكل التفاصيل قبل إطلاقه، بدءاً من الميزانية الكبيرة التي رصدتها لتطويره، ثم إطلاقه بسعر كان غالياً، لكن ليس غالياً كثيراً. وفي الوقت ذاته، لعبت شركة «آبل» على عامل الإشاعات المتداولة رقمياً على شبكة الإنترنت لصالحها. إذ نجحت طيلة هذه الفترة في جعل منتجات سلسلة هواتفها الذكية «آي فون» من المنتجات التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام ضمن منتجات الهواتف الذكية في العالم بأسره. وعندما بدأت التفاصيل بشأن ملامح ومواصفات جهاز «آي فون 5” القادم في الظهور، قال الكثير من المحللين والمعلقين إن الضجة التي تُثار عن كل تسريب أو إشاعة حول صفة أو ميزة ما من الميزات المتوقعة للهاتف الذكي الجديد لم تكن وليست ولن تكون فُقاعات هوائية، بل إن عرض «آي فون 5” في السوق سيُثبت للجميع أنه يستحق ما أثير ويُثار وسيُثار حوله من ضجات وجعجعات قبل وأثناء وبعد عرضه. بل ذهبوا أبعد من ذلك وقالوا إنه سيرسم ملامح منتجات تكنولوجيا الاتصالات الذكية للعام المقبل 2012. وفي هذا الإطار، كتب جاريد نيومان من مجلة «تايمز»: «ما زال «آي فون» رضيعاً إذا ما قُورن مع أنظمة تشغيل أسطح مكاتب الحواسيب كالويندوز و»ماك أو إس»، لكن برمجية «آي أو إس» نجحت مسبقاً في شق طريقها نحو «آي باد» و»آبل تي في»، وجهاز الآي فون نفسه لا يُظهر أية علامات عن التباطئ أو التراجع، بل العكس هو الصحيح. فالسنوات الأربع التي مرت أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن مستقبل شركة «آبل» في «آي فون». عن «كريستيان ساينس مونيتور»