الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مع تزايد حالات «سقوط البراءة»

28 أكتوبر 2017 14:06
استطلاع: أحمد مرسي، هالة الخياط، جمعة النعيمي، شروق عوض مع تزايد حالات سقوط الأطفال من نوافذ وشرفات المنازل، بادرت «الاتحاد» لاستطلاع آراء القراء والجمهور عبر منصتيها للتواصل الاجتماعي «تويتر وإنستجرام» حول أسباب هذا السقوط وفقد فلذات الأكباد، وأظهرت نتائج استطلاع «الاتحاد» أن إهمال الأسر يعد السبب الرئيس لسقوط الأطفال من نوافذ المنازل، يليه عدم الالتزام بتوفير اشتراطات السلامة والأمان، بينما جاء إهمال المقاولين وملاك البنايات، وعدم التزامهم بتوفير اشتراطات السلامة في المرتبة الثالثة من بين أسباب سقوط الصغار. وعبر منصة «الاتحاد» على الإنستجرام، تفاعل 906 من القراء مع السؤال: ما السب الرئيس لسقوط الأطفال من الشرفات والنوافذ؟ وعزا 58% من المشاركين الأمر لإهمال الأسر، وهو ما توافق مع آراء 367 من المشاركين عبر منصة «الاتحاد» على تويتر. وهو ما تأكد مع آراء من استطلعنا آراءهم على أرض الواقع. يحدث ذلك على الرغم من حملات التوعية المتكررة لوزارة الداخلية ودوائر الشرطة والدفاع المدني المعنية في إمارات الدولة كافة، عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتنبيه أولياء الأمور بضرورة اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر لتأمين سلامة الأطفال، والالتزام بمواصفات محددة في ارتفاعات النوافذ، وتأمينها، بحيث يصعب سقوط الطفل منها تحت أي ظروف. وفقاً لدراسة للقيادة العامة لشرطة الشارقة، فإن وزارة الداخلية تقوم بجهود ملموسة ومتواصلة لحماية الأبناء الصغار، ليس من السقوط من نوافذ وشرفات المساكن فحسب، وإنما حمايتهم من كل ما يحيط بهم من أخطار، بما في ذلك حمايتهم من التوصيلات الكهربائية وسوائل المبيدات والكيماويات الضارة المتوفرة عادة في كل منزل. ووفقاً للدراسة، فإن اللجنة العليا لحماية الطفل التابعة لوزارة الداخلية تقوم بمراجعة مواصفات الأمن والسلامة بالمباني والأخذ بأفضل اشتراطات الأمان، وفق أفضل الممارسات العالمية، لحماية الأطفال من السقوط من النوافذ والشرفات، وذلك بالتنسيق مع الجهات المتخصصة كمرحلة أولى.. والجهات المعنية باشتراطات الأمن والسلامة في مراحل لاحقة. وقد لاحظت اللجنة المذكورة أن غالبية الحوادث المنزلية جاءت نتيجة بقاء الأطفال في منازلهم وحدهم دون مراقبة، أو نتيجة لضعف الوعي بإجراءات السلامة المطلوبة، بما في ذلك مواصفات واشتراطات السلامة الضرورية في النوافذ والشرفات. وخلصت لعدة مؤشرات من أهمها: إحكام الرقابة على الأطفال وخاصة عند اقترابهم من النوافذ، مع التركيز على أهمية إغلاق جميع النوافذ من أجل سلامة الأطفال، خاصة عندما لا تكون قيد الاستعمال، وذلك لأن معظم النوافذ يسهل فتحها بالانزلاق بوساطة الطفل، وأهمية تركيب القضبان المعدنية على النوافذ، على أن يتم اختيار أجودها، فضلاً عن ضرورة إبعاد جميع الأثاث عن النوافذ وإبعاد ألعاب الأطفال كبيرة الحجم، إذ يستطيع الطفل أن يرفع القطع الخفيفة الوزن إلى جهة النافذة ويصعد عليها. الدفاع المدني من جانبه بُحَّ صوته في توعية أولاء الأمور ومناشدتهم الالتزام باشتراطات السلامة والأمان فيما يخص حماية الطفل بالمساكن التي يقطنونها، مع الرقابة المتواصلة للأطفال، وأهمية الوعي والإدراك بخطورة بعض سلوكيات الأطفال مثل تسلق الأماكن المرتفعة واستخدام الكراسي والوسائد التي تمكنهم من الوصول إلى النوافذ والشرفات. مسؤولية مشتركة في مقابل ذلك، طالب كثير ممن استطلعنا آراءهم بضرورة تطبيق نظم الأمن والسلامة في المباني، وتطبيق الاشتراطات التي تتعلق بالنوافذ والشرفات لتقليل حوادث سقوط الأطفال. ويعتقد الكثيرون بأن السبب في سقوط الأطفال من نوافذ وشرفات البنايات يعود إلى انعدام مقاييس الأمان داخل الشقق السكنية، فمعظم النوافذ والشرفات لها عتبات تساعد الطفل على التسلق والوقوف، بالإضافة إلى عدم وجود أقفال لمعظم النوافذ، الأمر الذي لا بد أن يتم أخذه في الحسبان، لاسيما بوضع أقفال محكمة للنوافذ والشرفات تبعد الأطفال والأهل عن دائرة الخطر التي تنجم عن سقوط الصغار. كما على ملاك البنايات دور في توفير عناصر واشتراطات السلامة والأمان، فإن الأهل أيضاً مطالبون بأن يكونوا متيقظين دائماً لأبنائهم، لا سيما وأن الأطفال بطبيعتهم كثيرو الحركة، ومحبون للاكتشاف والتجريب، ولا يقدرون مواقع الخطر، ما يجعلهم أكثر المتعرضين لمخاطر السقوط من الشرفات، يشار إلى أنه منذ 2012 ألزمت إمارة أبوظبي، وفقاً للقرار الإداري الذي حمل رقم (24) لسنة 2012، ملاك ومديري المباني السكنية القائمة بتوفير الوسائل المناسبة والمعتمدة على كل النوافذ والفتحات المؤدية مباشرة إلى الخارج أو إلى الشرفات أو البالكونات، أو الأفنية في الوحدات والمباني السكنية لحماية الأطفال وذوي الهمم من السقوط، على أن تكون هذه الوسائل مصنعة حسب معايير دولية محددة، أو ما يعادلها، أو معتمدة من الجهات الحكومية المعنية في الإمارة، وأن تعمل هذه الوسائل بعد تركيبها على تحديد فتح النافذة أو الباب بحد أقصى يبلغ 10 سنتيمترات.بعض أولياء الأمور يعزون سقوط الأطفال للسهو والإهمال والعناية غير المركزة من قبل الأسرة، وخاصة الوالدين بصفتهما المسؤولين عن سلامة أطفالهما، فالأسرة وحدها القادرة على حماية الأطفال، لأنها الأقدر على مراقبتهم على مدار الساعة، فيما عزا البعض الآخر الأمر إلى إهمال الملاك والمقاولين لدرجات الأمان في الأبراج الحديثة أو عدم كفايتها، ما يؤدي لكثير من تلك الحوادث المؤلمة للأسر القاطنة في الشقق العلوية، في حين اعتبر البعض أيضاً غياب دور الجهات المعنية في متابعة تنفيذ ملاك العمارات والمقاولين لاشتراطات البناء الخاصة بعلو النوافذ والشرفات، وغيرها من الاشتراطات قبل منحهم تصاريح البناء، يعد سبباً في تحول شرفات ونوافذ الأبراج إلى مصائد لموت الأطفال. الأسرة.. مسؤولة البداية كانت مع غيداء فارس، أم لثلاثة أطفال، بدأت تعليقها على أسباب سقوط الأطفال من شرفات ونوافذ الأبراج السكنية بـ «من لا يحرص على حماية الأبناء لا يفكر في الإنجاب»، وتقول غيداء: مع تقديري لحرص الأبوين على تأمين حياة كريمة للأبناء، فإن ما يفعلانه لا يفضي في النهاية إلى حياة كريمة، وما يدخرانه سيصرف بهذه الطريقة على حادث مميت لطفلهما، وقد لا يلعب القدر دوره في إنقاذ الصغير، وإنما تعريضه للوفاة. وتتابع غيداء: «منذ أن صرت أماً، فضلت أن يكون مكاني مع الأطفال، لأن وجودي معهم أمر حتمي لا يمكن التفريط فيه ليس خوفاً من حوادث السقوط من الشرفات والنوافذ فحسب، بل أيضاً من الجليسات». صعوبة السيطرة مشكلات الصغار لا تنتهي، بهذه الكلمات استهلت سميرة المرزوقي، أم لأربعة أبناء، حديثها متابعة بالقول: «رغم حرصي الشديد على مراقبتهم طيلة الوقت، وخاصة أثناء وجودي في المطبخ خشية أن يتعرضوا لأذى، فإنه يصعب السيطرة عليهم، وأتذكر يوم غافلني ابني «خالد» وصعد على طاولة كانت موضوعة في مكان بعيد عن نافذة غرفة المعيشة، لأسمع صوت صراخه نتيجة انحصار رأسه بين فتحة النافذة، ويقول لي «ماما ساعديني»، لقد توصلت إلى قناعة مفادها أنه لا أحد يعلم بما يفكر فيه الأطفال، وخير دليل على ذلك تكرار حوادث سقوط الأطفال بين فينة وأخرى، مما دفعني إلى زرع «حماية» على نوافذ شقتي وشرفتي. وأوضحت: «عندما يوجد الإهمال الأسري لا بد من أن تعقبه مصيبة مثل الحوادث المتعلقة بسقوط الأطفال من النوافذ والشرفات، ولهذا أطالب بإيقاع أقصى العقوبة على الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن في هذه الحوادث، مؤكدة أن سبب انتشار حالات لسقوط الصغار من الشرفات والنوافذ بين فينة وضحاها هو إهمال أولياء الأمور، وتحديداً الأمهات في المقام الأول». غياب الرقابة من جانبه، أوضح فيصل الحوسني، أب لأربعة أطفال، أن غياب الدور الرقابي من قبل الجهات المعنية بمنح المقاولين لتراخيص تصاميم المباني، يعد سبباً في ظاهرة سقوط الصغار من شرفات الأبراج المرتفعة ونوافذها، مشدداً على وجوب اتخاذ هذه الجهات إجراءات لدرء وقوع حوادث مماثلة، إضافة إلى ضرورة إعداد جولات ميدانية دورية لمراقبة مراحل تنفيذ المقاولين والمهندسين بناء الأبراج، بهدف التأكد من التزامهم بالاشتراطات الوقائية التي تكفل لقاطنيها الأمان، وحصر الحصول على شهادات الإنجاز بالالتزام بهذه الشروط، وبيّن الحوسني أنه لا يجوز إلقاء اللوم على الأهالي واتهامهم بالتسبب في سقوط فلذات أكبادهم من شرفات ونوافذ الأبراج السكنية، عازياً السبب إلى أن غريزة الأبوة والأمومة لا تسمح بتعريض الابن الصغير لمخاطر السقوط من الأماكن المرتفعة. وطالب الحوسني أولياء الأمور بمنح الحماية والأمان لفلذات أكبادهم، وتوخي الحيطة والحذر من سلوكياتهم الناجمة عن حب الاستطلاع والاكتشاف لمحيطهم الخارجي، لافتاً إلى أنه رغم إقامته في منزل عربي فإنه حرص على سلامة أطفاله، وتحديداً ابنه الأصغر الذي اعتاد يومياً إلقاء النظر من إحدى نوافذ المنزل، حيث قرر إغلاق «مزلاق الدريشة» بمسمار معدني. جهات عدة من جانبه، طالب علي الموسى، بعدم إلقاء مسؤولية سقوط الأطفال من الشرفات والنوافذ على إجراءات الجهات الحكومية التي لم تغفل قضية مخاطر النوافذ والشرفات قبل أن يدركها ويعيّها الآباء، حيث سبقت تلك الجهات بإطلاق إجراءات خاصة بتحقيق الأمن والسلامة لفئة تعد الأضعف بالمجتمع وهي الأطفال. وتابع: «يتوجب إلقاء اللوم في مسألة تعريض الصغار لمخاطر السقوط من الشرفات والنوافذ إلى جهتين، الأولى تتمثل في أولياء الأمور الذين تناسوا مسألة تقديم الحماية والأمن لفلذات أكبادهم في «عقر منزلهم» - حسب كلامه، وتسببوا في إزهاق أرواح صغارهم، في حين تمثلت الجهة الثانية بالمهندسين والمقاولين والاستشاريين الذين غضوا النظر عن مسألة تحقيق أكبر قدر من الأمان في المباني التي يقومون بتشييدها، وخاصة فيما يتعلق بالنوافذ والشرفات ووضع «أسياج» حديدية تحمي أطفال العائلات من حوادث السقوط». شرفات الموت كذلك الأمر بالنسبة إلى نزار محمد، أب لثلاثة أطفال، أكد على تحول الشرفات والنوافذ الحديثة إلى أماكن تجلب الموت، بدلاً من الهواء الذي يذكره بالحياة خارج المساكن الأنيقة، مشيراً إلى أن السبب الرئيس من وراء انتشار ظاهرة سقوط الأطفال من النوافذ والشرفات يكمن في تناسي ملاك ومصممي البنايات عدم معرفة الأطفال بمعاني الخطر، وعدم تدريبهم من قبل الأمهات على كيفية التعامل مع هذه النوافذ «آخر صرعة» - حسب وصفه. من جانبها تصر إيمان الأميري، أم لطفل، على إغلاق نوافذ شقتها بشكل جيد ومستمر، إضافة إلى إبعادها الدائم للطاولات والكراسي من تحت النوافذ، وتقول: إن حالات سقوط الأطفال تتحمل الأمهات جزءاً كبيراً من مسؤوليتها، حيث تترك البعض منهن الأطفال بمفردهم في المنزل لشراء أغراض ومستلزمات البيت، والبعض الآخر منهن لا يراقبن ولا يتخذن إجراءات السلامة الخاصة بالشرفات أو النوافذ المطلة على الشارع، متناسيات أن الأطفال لا يمكن توقع تصرفاتهم ولا يستطيعون تمييز المسافة جيداً، مما يدفعهم إلى التسلق إليها. الأسرة أولاً كذلك الأمر بالنسبة إلى سالم خميس، أب لخمسة أبناء، ويقطن في «فيلا»، يرى أن حالات سقوط الأطفال لا يتحمل مسؤوليتها الملاك ومصممو البناء، وإنما الأسرة التي يجب أن تعطي أولوية كبيرة لأطفالها، فلا يفترض من رب الأسرة عندما يقرر استئجار شقة أن يشترط علو البناية وحداثة تصميمها المتمثلة في النوافذ التي تفتح للخارج وشرفات منخفضة الارتفاع، بل العمل على اختيار شقة في طابق منخفض حرصاً منه على أمن أطفاله. من جانبه، يقول يوسف الأحمدي، من مواطني الشارقة، إن حوادث الأطفال وسقوطهم من الشرفات والنوافذ، أمر بات يؤرق الجميع وأصبحت قصصاً مروعة، يخاف من حدوثها أي شخص داخل الأسر. وأفاد أن المسؤولية في مثل هذه الحوادث، تقع في المقام الأول على الأسرة، وضرورة أخذ الحيطة والحذر بصورة أكبر مع أطفالهم وخاصة من صغار السن، كونها حوادث تحدث في لحظة، وهو ما أثبتته أقوال الأهل، في غالبية الحوادث، وأن هناك لحظات قليلة فارقة بين غياب الأهل عن الطفل ووقوع الحادث. وتابع أن المسؤولية الأخرى في وقوع مثل هذه الحوادث، تعود بلا شك على الجوانب الفنية في تصميم المباني والمنشآت، والقصور في جانب الأمن والأمان فيها، من خلال وجود نوافذ وشرفات، غير آمنة، تدفع بالأطفال، غير المدركين للأمور، للانزلاق وبالتالي تحدث الوفيات. براءة الأطفال وأفاد مهير الطنيجي، من مواطني بالشارقة، أن الفترة الماضية، وقعت العديد من حوادث سقوط الأطفال من علو، جميعها تدعو للحزن، وأن البعض منها جاء نتيجة غفلة بسيطة من الأهل عن رعاية أبنائهم. وأشار إلى أن الأطفال لا يدركون الأفعال التي يقومون بها، وبالتالي تكون تلقائية غير محسوبة، كأن يصعدوا على الشرفات أو النوافذ، وبالتالي لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم فيهوون للأسفل وتحدث الكارثة. وأكد أن هناك عدداً من الثقافات التي قدمت من بلدانهم، وقد كانوا يعيشون في بيوت غير عالية، وبالتالي وعند وقدومهم للإمارات عاشوا في أبراج عالية، ودون وعي منهم، تركوا أطفالهم يجولون في الشقة دون رقابة، وعليه بات تعرضهم لحوادث سقوط أمراً وارداً، وخاصة إذا كانت هناك عوامل تساعد على حدوث الوقائع مثل، النوافذ التي يتم فتحها من أسفل، وتكون الفتحات كبيرة، تتسع لسقوط الأطفال.وأكد الطنيجي على ضرورة أن يكون هناك إجراءات تصحيحية للمباني والأبراج السكنية ذات النوافذ غير الأمنة، أو التي تضم شرفات يسهل تسلقها من قبل الأطفال، وكذلك توعية الأسر بعدم ترك أي حاجيات تساعد الطفل على تسلقها والصعود عليها وبالتالي يتعرض للسقوط. موسم الحذر من جهته ذكر منصور السايس، مقيم في الشارقة، أنه من الملاحظ زيادة حوادث سقوط الأطفال من علو، خلال الفترات الحالية ومع تحسن الأجواء في الإمارات وانتهاء فترات الحر الشديد، حيث يلجأ الغالبية إلى فتح النوافذ والشرفات وعدم الاعتماد بصورة أساسية على أجهزة المكيفات الكهربائية، وبالتالي يكون أمام الأطفال فرصة أكبر للتحرك في الشقق السكنية ومحاولة اكتشاف «طفولية»، لما هو خارج الشقة. وأضاف أن حوادث سقوط الأطفال من علو أمر يؤرق كل أسرة من سكان الأبراج العالية، ويجعل الجميع في حالة من الحذر الدائم، إما بمراقبة أطفالهم، أو بعدم فتح أي منفذ للهواء يكون فيه خطورة على حياتهم، أو بتصحيح بعض الأخطاء الهندسية في المباني والتي قد تساعد على حدوث الواقعة، ولفت إلى ضرورة الالتزام بشروط الأمن والسلامة فيما يخص الفتحات داخل الشقق السكنية في النوافذ والشرفات المطلة على الشارع العام، وبالتالي القيام بتصحيح المخالف منها، وخاصة التي تبنى حديثاً، وعدم منحهم شهادة إنجاز إلا بتنفيذها، وكذلك فرض تصحيح إجباري على المباني القائمة، وتعديل أوضاعها، وتدارك المسببات التي تؤدي لحوادث سقوط الأطفال، مع عدم تغريم أي شخص قد يقوم بتزويدات حديدية على نوافذ وشرفات الشقة التي يقطن فيها، بدافع تشوية المنظر العام. لا تفقدوهم أجرت القيادة العامة لشرطة الشارقة دراسة حول ظاهرة سقوط الأطفال من المرتفعات بعنوان «لا تفقدوهم»، ألقت الضوء خلالها على أسباب سقوط الأطفال من الشرفات والأماكن المرتفعة، وأهم المخاطر التي تؤدي لتلك الحوادث وكذلك طرق الوقاية منها وتجنبها، ركزت خلالها على طرق التوعية ودور الآباء والأمهات في ضرورة تأمين وإغلاق النوافذ بدقة وعدم ترك أطفالهم بمفردهم بجوار النوافذ والشرفات، مع ضرورة زيادة الوعي لدى بعض الآباء والأمهات حول المخاطر التي تتسبب في تلك الحوادث.وألقت الدراسة الضوء على بعض الصور للسلوكيات والأفعال المرفوضة داخل المنازل، وخاصة من خلال تكدس بعض الحاجيات من قطع الأثاث والكراسي والطاولات وأسرة غرف النوم بالقرب من الشرفات والنوافذ، مما يساعد الأطفال على تسلقها وبالتالي السقوط من علو والذي يؤدي في الغالب إلى الوفاة في الموقع.وأظهرت الدراسة أن هناك 21 حادث سقوط أطفال من علو حدثت خلال عامين بالشارقة، نجم عنها 11 حالة وفاة، بينما حدثت إصابات للحالات الأخرى، تعتبر بليغة جداً، بحيث يظل أصحابها لأشهر يتعافون منها، وقد تتسبب في إعاقات متلازمة بالحالة مدى الحياة. 1273 شخصاً يشاركون في استطلاع «الاتحاد» تفاعل مع السؤال الذي طرحته الاتحاد 1273 شخصاً، عبر «تويتر» 367 شخصاً، 53% منهم يعتقدون أن السبب الرئيس لسقوط الأطفال من نوافذ المنازل يعود إلى إهمال الأسر، و32% يرون أن غياب اشتراطات السلامة تعد سبباً رئيساً في سقوط الأطفال من النوافذ، فيما يرى 15% أن السبب يعود لإهمال الملاك والمقاولين وعدم التزامهم بتوفير عناصر الأمان والسلامة في البنايات.وعبر منصة «الاتحاد» على الإنستجرام، تفاعل 906 أشخاص مع سؤال «الاتحاد»، ويرى 58% منهم أن السبب الرئيس لسقوط الأطفال من نوافذ المنازل يعود لإهمال الأسر، فيما يعتقد 42% منهم أن غياب اشتراطات السلامة يعتبر السبب الرئيس لسقوط الأطفال من نوافذ المنازل. قرار أبوظبي الإلزامي منذ العام 2012 ألزمت إمارة أبوظبي، وفقاً للقرار الإداري الذي حمل رقم (24) لسنة 2012، ملاك ومديري المباني السكنية القائمة بتوفير الوسائل المناسبة والمعتمدة على كل النوافذ والفتحات المؤدية مباشرة إلى الخارج أو إلى الشرفات أو البالكونات، أو الأفنية في الوحدات والمباني السكنية لحماية الأطفال وذوي الهمم من السقوط، على أن تكون هذه الوسائل مصنعة حسب معايير دولية محددة، أو ما يعادلها، أو معتمدة من الجهات الحكومية المعنية في الإمارة، وأن تعمل هذه الوسائل بعد تركيبها على تحديد فتح النافذة أو الباب بحد أقصى يبلغ 10 سنتيمترات. الدفاع المدني: الأطفال أبرياء والآباء مسؤولون أكدت القيادة العامة للدفاع المدني أن سلامة الأطفال ورعايتهم تعد إحدى الأولويات الضرورية في مجتمعاتنا، إذ يولد الطفل وينشأ غير مدرك للمخاطر التي تدور حوله وتتولد لديه الرغبة الكبيرة في الاستكشاف والتعرف على الأشياء والعبث بها، مما يقوده إلى الوقوع في مواقف صعبة دون أن يدرك مدى خطورتها على حياته، مما يستلزم ضرورة الإشراف الدائم والمراقبة المتواصلة لهم للحد من الحوادث التي يمكن أن تحدث لهم. وأكد اللواء جاسم محمد المرزوقي، قائد عام الدفاع المدني بوزارة الداخلية، أن أولياء الأمور يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه أبنائهم وعليهم الدور الرئيس في أخذ الاحتياطات اللازمة بالمنزل، والمتمثلة بوضع الحواجز وشبك الحماية على الشرفات والنوافذ لتجنب حوادث سقوط الأطفال، والتي تشكل نسبة ليست بالقليلة من الحوادث التي يتعامل معها الدفاع المدني، لافتاً إلى أن مراقبة الأطفال وعدم السماح لهم باللعب على الأسطح غير المحمية أو بالمناطق المرتفعة وتوجيههم بالابتعاد عن محاولة الصعود إلى أعمدة الكهرباء أو الوقوف بالشرفات تعد من المطالب الضرورية وأحد اشتراطات الوقاية والسلامة التي حددها الدفاع المدني ويجب الالتزام بها. وعزا المرزوقي أسباب سقوط الأطفال لعدة أسباب، منها ضعف الوعي لدى الآباء وعدم القدرة على إدراك حجم الخطر الذي يمكن أن لحق بالأبناء، بالإضافة إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي تترتب على غياب الرقابة الأسرية، ومنها تسلق الأطفال للأماكن المرتفعة، وكذلك العبث بمصادر الاشتعال مثل أعواد الكبريت والولاعات داخل المنزل.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©