الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معركة حلب تصل نهايتها والمعارضة السورية تنسحب

13 ديسمبر 2016 00:12
عواصم (وكالات) استولى جيش النظام السوري والمجموعات الموالية له أمس، على 95% من مدينة حلب حيث دخلت المعركة «مرحلتها الأخيرة»، وباتت سيطرة الفصائل المعارضة تقتصر على حيين رئيسين بعد ساعات من انسحاب مقاتليها من عدة أحياء أخرى، من الأحياء الشرقية التي يتكدس فيها آلاف المقاتلين والسكان. في حين قتل 53 مدنيا جراء غارات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية استهدفت بلدة عقيربات وريفها تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي. وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن «انهيار كامل» في صفوف المقاتلين مع وصول «معركة حلب إلى نهايتها» معتبرا أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت «مسألة وقت ليس أكثر». وقال مصدر عسكري سوري في حلب إن «العملية العسكرية للجيش على الأحياء الشرقية أصبحت في خواتيمها». وانسحب مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر أمس، من ستة أحياء أخرى كانت لا تزال تحت سيطرتهم، بعد ساعات من استعادة قوات النظام لحي الشيخ سعيد الاستراتيجي جنوب شرق حلب، وحي الصالحين المجاور. ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان رسمي لوزارة الدفاع الروسية قوله أمس، إن قوات الحكومة السورية تسيطر على أكثر من 95% من حلب. وأكدت أنه منذ بدء المعركة استسلم أكثر من 2200 من مقاتلي المعارضة، وغادر 100 ألف مدني شرق حلب. وبحسب عبد الرحمن، فإن «المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا باتت تقتصر على جزء صغير، ومن الممكن أن تسقط في أي لحظة». وبعد انسحاب مقاتليها «بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج»، لم تعد الفصائل تسيطر عمليا سوى على حيين رئيسين هما السكري والمشهد، عدا عن أحياء أخرى صغيرة، بحسب المرصد. ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة للفصائل المقاتلة. ووصف بسام مصطفى عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين زنكي» أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ما يحدث في شرق المدينة بـ«الانهيار المريع»، موضحا أن «المقاتلين يتراجعون تحت الضغط، والأمور سيئة جدا». وقال شهود عيان في حي المشهد تحت سيطرة الفصائل، إن الحي يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم. وبين المدنيين عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وأشار عبد الرحمن إلى أن «بعض الأحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماما من السكان، فيما تضم أحياء أخرى عشرات الآلاف من المدنيين الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية». وأحصى المرصد أمس، نزوح أكثر من 10 آلاف مدني خلال الساعات الـ24 الأخيرة من أحياء سيطرة الفصائل إلى القسم الغربي أو الأحياء التي استعادها الجيش مؤخرا. وبات عدد المدنيين الذين فروا منذ منتصف الشهر الماضي نحو 130 ألفا، وفق عبد الرحمن. بينما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن خروج 3500 شخص فجر أمس من جنوب شرق حلب. وتحدث المرصد عن «مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين في أحياء المعارضة»، معتبرا أن «كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير». وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بمقتل 8 أشخاص وإصابة 47 آخرين بجروح جراء قذائف الفصائل على أحياء عدة. وتزامن تقدم قوات النظام في شرق حلب، مع تراجعها في وسط البلاد حيث تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي. وأفاد المرصد أمس، بتقدم التنظيم وحصاره لمطار «تي فور» العسكري في ريف حمص الشرقي بعد تقدمهم في ريف حمص الشرقي، حيث يخوضون معارك في محيط مدينة القريتين. وذكر أن التنظيم «أعدم الأحد 8 مسلحين موالين للنظام في تدمر، فيما قتل 4 مدنيين بينهم طفلان بطلقات نارية خلال تمشيط التنظيم للمدينة». وفي وسط سوريا أيضا، ارتفعت حصيلة القتلى جراء غارات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية استهدفت أمس، بلدة عقيربات وريفها تحت سيطرة تنظيم «دعش» في ريف حماة الشرقي، إلى 53 قتيلا بينهم 16 طفلا، وفق المرصد. من جهة أخرى، أسقط الجيش التركي منشورات على مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها «داعش»، يحث فيها المدنيين على اللجوء إلى مخابئ آمنة مع تقدم مقاتلي المعارضة السورية المدعومة بدبابات وطائرات مقاتلة تركية صوب المدينة. وتشير المنشورات التي أسقطت على آخر معقل حضري يسيطر عليه التنظيم في ريف حلب الشمالي، إلى هجوم وشيك بعد أن انتزع مئات من المقاتلين العرب والتركمان السيطرة على قريتين غرب الباب الأسبوع الماضي. وأفاد بيان للقوات المسلحة التركية أمس، أن أحد المنشورات التي كتبت بالعربية حث سكان الباب ألا يسمحوا «لمنظمة داعش الإرهابية» باستغلالهم. وحثهم على مساعدة المقاتلين بنقل ذويهم إلى مناطق آمنة بأسرع وقت ممكن حتى يتم تطهير المدينة «من هؤلاء الخونة» وأكد أن النصر قريب. وأعلن الجيش التركي أمس، أن مقاتلاته قصفت 29 هدفا لتنظيم «داعش» في شمال سوريا، مضيفا أن 4 متشددين واثنين من فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة قتلوا باشتباكات على الأرض. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن منبج، هي الهدف التالي لعملية «درع الفرات» بعد السيطرة على الباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©