مرضى القلب والكُلى.. بين الإفطار والصيام

ينصح الأطباء المريض الذي يخشون عليه من تفاقم حالته أو تأخر شفائه، بالإفطار خلال شهر رمضان عملا بقوله تعالى، (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر). ومن الصعوبة بالمكان، كما تقول الدكتورة حكمية مناد، اختصاصية الباطنة، تحديد قواعد لكل المرضى بشأن الصيام أو الإفطار في رمضان، فلكل مريض خصوصيته التي ينفرد بها ولكننا سنلقي نظرة شاملة عمومية على الحالات المرضية التي يجوز معها الإفطار بعد استشارة الطبيب المختص واتباع تعليماته. مرضى القلب إن للصيام دوراً كبيراً في خفض ضغط الدم المرتفع وإراحة الجهاز الدوراني، ولكن المرضى المصابين بذبحة قلبية غير مستقرة أو احتشاء القلب الحاد «ارتفاع الضغط الشديد» أو قصور القلب الشديد أو من أجري لهم عمليات قلبية حديثة، فلا يجوز لهم الصيام. أمراض الكُلى ينصح مرضى الحصيات الكلوية بالإكثار من السوائل خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور، كما يفضل الإقلال من الخضراوات الغنية بالأملاح مثل السبانخ والكرفس، وكذلك المنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية. ويجوز الإفطار لمرضى القصور الكلوي الحاد والمزمن، وكذلك التهاب الكلية والتهابات المثانة الحادة والشديدة، إلى أن تتحسن حالتهم، أما مرضى زرع الكلية، فيجب استشارة طبيبهم قبل الصيام. أمراض الجهاز الهضمي للصيام فوائد جمة للجهاز الهضمي، حيث يشكل الصيام راحة للجهاز الهضمي، ولكن يجب على الصائم عدم الإسراف في الطعام، خاصة مرضى القولون العصبي الذين يعانون كثرة الغازات. في حالات الإسهال الشديد، يجب على الصائم الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف، وكذلك في حال حصول آلام معدية شديدة عند مرضى القرحة المعدية أو حدوث إقياء دموي ينبغي الإفطار ومراجعة الطبيب. أما مرضى الكبد، فثمة من يعاني التهابات الكبد المزمن لكنه يتلقى العلاج ومستقر من الناحية الصحية، فهذا بإمكانه الصيام بعد مراجعة الطبيب. بالمقابل، يجب على مرضى القصور الكبدي الحاد أو المزمن أو التهابات الكبد الحادة الإفطار إلا إذا سمح له طبيبه بالصيام وبضوابط دقيقة. أمراض الرئة والصدر في حالات التهابات القصبات الحادة البسيطة أوالمزمنة المستقرة يمكن للمرضى الصيام مع أخذ العلاج خلال وجبتي السحور والإفطار. والأمر نفسه لمرضى الربو إلا في حالة الربو الشديد، إذ يضطر المريض إلى استعمال البخاخات مرات عدة يومياً، كما يحتاجون إلى تناول السوائل لزيادة سيولة المفرزات الصدرية لسهولة إخراجها. ومرة أخرى، نذكر أن تقرير إمكانية الصيام من عدمها ليس بالأمر الهين، ولذلك ينبغي على كل مريض استشارة طبيبه، وأخذ رأي دار الإفتاء في بلده أو مدينته.