الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الحبسي: إطلاق الأعيرة النارية كانت إعلاناً عن رؤية الهلال

محمد الحبسي: إطلاق الأعيرة النارية كانت إعلاناً عن رؤية الهلال
20 يوليو 2014 23:00
يستفاد من القمح طوال الموسم في المناطق الجبلية، حيث يستخدم لصنع العديد من الأطباق التي يتم تناولها في رمضان، مثل العصيدة التي تمزج بالتمر أو دبس التمر ويطحن القمح بالرحى ليصبح دقيقا لخبز السفاع، وهو الخبز المعروف عند أشهر قبائل الجبال وهم الشحوح والحبوس والظهوريين. وعن قضاء رمضان في مناطق الجبال، يقول محمد الحبسي من منطقة خت بإمارة رأس الخيمة «كان الأهالي يحتفلون بقدوم رمضان ويترقبون هلاله، وكان ذلك يبدأ بأن يرقى بعض الرجال إلى أعلى الجبل ليتحروا رؤية الهلال، وما إن يرونه واضحا حتى يسارعوا إلى إطلاق الأعيرة النارية، وما إن تسمع أصوات إطلاق الرصاص حتى تدب الفرحة في الحي فقد حل شهر الصوم». ويضيف «رمضان يمر على الكثير من الناس بكثير من الكد والعمل، وأحيانا الفواجع من مصاب في الأهل أو الزرع، ولكن لا يؤثر ذلك على نفسية المسلمين المؤمنين، لأنه عليهم العمل والصبر وحب الخير للغير، والصوم عن الطعام والشراب والنميمة وذكر الغير بالسوء، وبما أننا بعيدون عن البحر فقد كنا نذهب لقرب البحر على مطايا، حيث يتم شراء السمك، ونعمل على وضع كميات من الملح عليه حتى لا يفسد، ويخزن لمدة أطول في الفخار». وعن مائدة رمضان قديما، يقول «في رمضان كان الإقبال على وجبات السمك قليلاً، لعدة أسباب منها بعد قريتنا عن البحر، ولذلك أكثر ما نتناول في رمضان ألبان الماعز والغنم مع خبز البر أو القمح إلى جانب اللحم من الدواجن، أو ذبح صغار الأغنام ليوزع منها على الجيران والأهل، كما يتم صنع الكامي وهو اللبن المطبوخ وأيضاً الروب الزبادي، ويتم تناول ذلك مع التمور، ومن أهم ما يجب أن يكون إلى جانب التمر واللبن والروب هو خبر السفاع الخاص بأهالي الجبل، وكل بيت يعتبره من ضمن الوجبات الأساسية حيث يكون بديلا عن الأرز». وعن المواد الغذائية المتوافرة قديما، يقول «كنا نفتقر إلى الأرز والقهوة والبهارات والسكر، حيث لا بقالة في الحي، ومن يملك مواد للبيع فهي قليلة جدا وتباع من داخل المنزل، وأيضاً كنا نشتري التمور لأن الإنتاج يكون شحيحاً في مواسم كثيرة ولا يكفي طوال العام، وبدلا عن الزيوت التي تستعمل حاليا كنا نقوم بإذابة الشحوم ونستعملها بديلا عن الزيت». وعن أجواء رمضان في الماضي، يقول «كان رمضان يمر علينا كبقية الشهور فيه العمل والجد والعبادة، ونتجهز لشهر الصوم بالسفر سيرا على الأقدام إلى الأسواق البعيدة لمدة أربعة أيام ذهابا، ومثلها في الإياب لبيع وشراء المواد التموينية، ونحن لا نقضي يومنا في النوم في رمضان، فلا بد من الخروج لقضاء الحاجات والعبادة وزيارة الأرحام». وعن طفولته في رمضان، يقول الحبسي «استمتعنا كأطفال برمضان في الصغر، حيث كنا نقلد الكبار فنصوم ونصلي ونتسحر وفي ذات الوقت نعمل، وربما لم نكن نعرف ماذا يعني أن يكون الصوم فريضة، ولكن كنا نعرف أنه يكمل ديننا ويقربنا إلى الله، كما كانت أجمل الأوقات لنا القيام قبل الفجر لتناول السحور مع الأهل، وجرت العادة إن سحور أول ليلة من رمضان، هو خبر السفاع والزبادي أو خبز وتمر ولبن مع بعض السمن المحلي». ويضيف «أجمل ما في رمضان وقت السحور حين تستيقظ العائلات، ويتوضأ الجميع في كل البيوت حتى الأطفال تأهبا للصلاة، ويسمع الناس أصوات بعضهم في البيوت، وهم يتحركون لإعداد السحور، وأداء صلاة الفجر، ثم يصلون ما تسنى لهم من ركعات تطوعا ويتسحرون، كما ينتظرون آذان الفجر لصلاة الفجر، وهناك من يقضون وقت الانتظار في قراءة القرآن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©