فطيم شايع.. تبدع الخدع السينمائية بطريقة «زومبي»

هناء الحمادي (أبوظبي) تبحث الكثير من الفتيات عن آخر صيحات عالم التجميل لإبراز جمالهن، إلا أن فطيم شايع خرجت ضمن مشروع الجامعة بفكرة مغايرة عن الجميع، حيث تعاملت مع الماكياج بطريقة احترافية، ليس لإبراز جمال الوجه، وإنما لإبراز مكياج الخدع السينمائية على طريقة «زومبي»، ورغم أن التجربة كانت غير جادة إلا أنها لم تصدق أن المشروع قد نال درجة «امتياز» مع تصفيق حار من زميلاتها ومعلمتها التي وجدت فيها هذه الموهبة، وشجعتها لاكتشاف أسرار عالم الخدع السينمائي. أفلام الرعب فطيم شايع تخصص إدارة أعمال وتقنيات معلوماتية في السنة الثانية بكلية الإمارات للتكنولوجيا، واختارت أن تسلك طريقا مغايرا في فن الخدع البصرية المستعملة في الأفلام، ولم تكتف بتثقيف نفسها عبر مشاهدة أفلام الرعب، بل اطلعت على عالم اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي والكتب التي تقدم كل التفاصيل الدقيقة في مكياج الخدع، مستخدمة أدواتها من الشمع ومحارم الورق والصلصال. مكياج الخدع تلفت «فطيم» إلى أن أفكارها من وحي الخيال الذي يجرفها إلى الكثير من الأشكال المختلفة، ففي بادئ الأمر ترسم الشخصية في ذهنها ثم تطبق ذلك على الواقع، وتقول «عملي في قسم الطوارئ في إحدى المستشفيات ساهم في تنفيذ الكثير من الأفكار، فمع توافد المصابين رأيت الكثير من الإصابات المختلفة بالجسد ما دفعني إلى تنفيذها على أرض الواقع». وتفصيلا تحكي شايع أن المقربين لها ساهموا في دعمها وتشجيعها للاستمرار في تقديم الجديد والمختلف في مكياج الخدع السينمائية. ومن خلال هذا الفن استطاعت تنظيم العديد من الورش في عدة مهرجانات لتعليم الصغار والكبار فن الخدع مثل عمل جرح أو كدمة زائفة أو قطع الأيدي والأرجل، وغيرها من الخدع التي يعتقد منذ الوهلة الأولى أنها واقعية وحقيقية، رغم أنها مجرد خدعة عن طريق دم زائف مثلاً يتغير لونه حسب أماكن الإصابات في الجسد. جودة ودقة وتضيف شايع: «يتميز عملي بالجودة والدقة والتنويع والخروج من محيط الى آخر، في عالم المكياج والمؤثرات الخاصة من خلال مجاراة المكياج الحديث، والسعي إلى الإبداع فيه وتطويره حتى أضع بصمتي الخاصة، لافتة إلى أن البعض لا يتقبل عملها نظرا لجرأة الجروح والكدمات، إضافة إلى خدع الدماء التي تسيل من الوجه أو اليد أو الجبهة، ولكن رغم ذلك تلقى الكثير من التشجيع على حسابها بـ«إنستغرام»، فضلاً عن الدعم من الأهل. الإمكانيات محدودة وعن الفرق بين مكياج المؤثرات في الأفلام الغربية والعربية، تقول شايع «في الغرب الفنان المتخصص في الخدع، يستطيع أن يتعمق في الإبداع وتتاح له الفرصة لإبراز إمكانياته، كما أن العمل ضمن فريق شهير وضخم يجعل أي شخص يفكر ويبتكر، أما في العالم العربي، فأنت لا تحصل على فرصة للتألق كثيراً في الدراما أو الأفلام العربية، لذا يكون الإبداع محدودا والإمكانيات أقل عن الغرب، متمنية أن تنشئ «جروب إماراتي» متخصصا في فن مكياج الخدع السينمائية، مع إتاحة الفرصة للمشاركة في وضع لمسات هذه الخدع بالمسلسلات والأفلام الإماراتية، كما تطمح فطيم بأن تكون أول فنانة مؤثرات خاصة محترفة عربياً، وأن تصنع فيلم رعب عربيا عالميا مع مشاهير المخرجين. أفلام وثائقية قصيرة شاركت فطيم شايع في العديد من المشاريع المختلفة، وأهمها، مشروع للإعلام الأمني عن الإرهاب، إضافة إلى بعض الأفلام الوثائقية القصيرة، كما شاركت بمشروعات ضمن مهرجان الشارقة السينمائي للطفل وملتقى فتيات أم القيوين، والكثير من الورش التدريبية والمحاضرات الطبية حول كيفية تنفيذ الخدع لظهور كدمة أو جرح في عالم الخدع الواسع.