الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء بنت يزيد.. خطيبة النساء

2 يوليو 2015 19:50
محمد أحمد (القاهرة) أسماء بنت يزيد الأنصارية، يقال لها أم عامر وأم سلمة، صحابية جليلة ابنة عمة معاذ بن جبل، أبوها يزيد بن السكن استشهد يوم أحد، فقال الرسول: «أدنوه مني» فوسد قدمه وخده على قدم النبي، واستشهد أخوها عامر بن يزيد الذي جعل جسمه ترساً يدافع به عن الرسول، كما أصيب عمها زياد بن السكن، ولما بلغها استشهادهم خرجت متسائلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولما رأته سالماً قالت: «كل مصيبة بعدك يا رسول الله هينة». عرفت بحسن النطق وقوة البيان والحجة والخطابة، فكانت ذات عقل ودين، نهلت من القرآن الكريم والحديث الشريف، وكانت تلقب «خطيبة النساء»، فقد كانت رسول النساء إلى النبي فتجمع أسئلتهن وتحملها إليه، وتعود بالإجابات الشافية. أسلمت في العام الأول الهجري على يد مصعب بن عمير كما ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال: «أول من بايع النبي أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع وأسماء بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد بن السكن، وكانت أسماء تعتز بهذا السبق فتقول: «أنا أول من بايع الرسول». اشتهرت بفصاحتها، ويروي ابن الأثير في كتابه «أسد الغابة» أن أسماء أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه فقالت له: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضي شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا في الجُمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟ فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مسائلها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي إليها فقال: افهمي أيتها المرأة وأعلمي منْ خلفك من النساء إن حُسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله». وكان الخطيب البغدادي وابن حجر العسقلاني يسميانها خطيبة النساء، لأنها كانت تبادر وتسأل النبي في اكثر من موضع. وعن أسماء بنت يزيد قالت: مر بي النبي وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا، وقال: «إياكن وكفر المُنَعَّمين»، وكنت أجرأهن على مسألته، فقالت: يا رسول الله، وما كفران المنعمين؟ قال: «لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها ثم يرزقها الله زوجا ويرزقها منه ولدا، فتغضب فتكفر فتقول: ما رأيت منك خيراً قط». شهدت أسماء معركة اليرموك، فكانت زعيمة النساء اللاتي شاركن في هذه المعركة، وأبلت فيها حسناً، وقال ابن كثير: «وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم، وقتلوا كثيراً من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين، ويقلن: أين تذهبون وتدعونا؟ وعن دورها في القتال يقول ابن حجر: «شهدت أسماء اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود اقتلعته من خيمتها». وروت أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم واحداً وثمانين حديثاً، وروى عنها أصحاب السنن الأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. توفيت أسماء رضي الله عنها في عام 70 هجرية، ودفنت بدمشق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©