الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بودلي: نبي الإسلام نموذج للبساطة وقضى على «التفرقة»

بودلي: نبي الإسلام نموذج للبساطة وقضى على «التفرقة»
2 يوليو 2015 23:13
أحمد مراد (القاهرة) كولونيل رونالد بودلي، ولد في مارس 1892، وكان ضابطاً في صفوف الجيش البريطاني، وكاتباً، وصحفياً ومستشرقاً، درس في معهد إيتون وأكاديمية ساندهيرست، ومن هناك فوض ملتحقاً بفيلق حاملي البندقية التابع للجيش البريطاني بفوج المشاة وكان ذلك عام 1911، حيث خدم معهم بعد ذلك خلال الحرب العالمية الأولى، ووصل إلى رتبة الكولونيل. الشعائر الإسلامية وبعد حياة عسكرية شاقة قرر بودلي التفرغ للبحث والدراسة، وسافر إلى بلاد العرب، حيث قضى سبع سنوات مع بدو الصحراء خالط البدو، وعاش معهم يبيع ويشتري في الخراف والماعز كمصدر للدخل، ولبس لباسهم، وتكلم لغتهم التي تعلمها معهم، وتديّن بالإسلام.وتأثر بودلي بهذا الجو المعيشي والمحيط الصحراوي الذي جعله يؤلف كتابه «الرياح على الصحراء» الذي صدر عام 1944، وفيه يتناول تجربته. وفي عام 1940 ألف بودلي كتابه «الرسول: حياة محمد» وترجمه إلى العربية محمد فرج وعبد الحميد جودة السحار عام 1945. الشهادات المنصفة وفي هذا الكتاب سجل بودلي بعض الشهادات المنصفة لنبي الإسلام، يقول في واحدة منها: «إن محمداً صلى الله عليه وسلم يمثل عند الكتاب المؤيدين له والمعارضين البساطة الأبوية، تلك البساطة التي تمثل مصدر القوة الأساسية في الإسلام، وأحد أسباب انتشاره السريع، وقد قضى محمد صلى الله عليه وسلم على كل أشكال التفرقة بين البشر على أساس من الطبقة، أو الفئة، أو اللون، أو العرق» وفي شهادة أخرى قال بودلي: «لقد أثبت محمد صلى الله عليه وسلم منذ البداية أن الإسلام يقوم نظرياً وعملياً على البساطة، والميول الزهدية لدى محمد لم تكن بسبب عدم حبه لأمور الدنيا، ولكن كانت بسبب كرمه الشديد، وإنفاقه على الفقراء إلى حد أنه لم يترك شيئاً لبيته، وهو لم يتوسع في منزله الذي استوعب كل زوجاته تأويهم حجرات بسيطة تفصلها فروع النخيل المثبتة بالطين والخالية من الأثاث، ولم يتغير هذا الوضع حتى بعد أن حقق النبي صلى الله عليه وسلم كل انتصاراته، واتسعت دخول دولته، ومن النادر أن تجد رجلاً لا يفقد قيمه بعد تحقيق الانتصار، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعد دخوله مكة نام على الحصير نفسه، وبالطريقة نفسها عندما كان يسافر في تجارة خديجة رضي الله عنها، وقد عكس سلوكه بعد فتح مكة عظمة ونبل شخصيته». حقوق الطير والحيوان ويصف بودلي النبي صلى الله عليه وسلم بأنه تميز في التاريخ الديني بأنه أتم عمله من دون أن يدعي أنه قديس أو ملاك بل إنسان بشر، ولا يوجد ما يفرقه عن بقية المسلمين لا ألقاب ولا غنى، ولا أسلوب مختلفاً للحياة. وعن رحمته يقول: «رحمة نبي الإسلام شملت الإنسان والحيوان والجماد، فقد أحب الحيوانات، ورأف بها، وأشفق عليها، وعلى الرغم من تقديم الأضحيات من الحيوانات في الأوقات المحددة فإنه لم يوافق أبداً على قتل الحيوان من أجل القتل». وفي شهادة أخرى كتب بودلي: «يوجد مسيحيون يعلنون إيمانهم في العالم أكثر من المسلمين الذين يعلنون إيمانهم، ولكنْ هناك مسلمون يطبقون الإسلام في العالم أكثر من المسيحيين الذين يطبقون المسيحية، فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم لا يكتفي بالمسائل الإلهية بل تكشفت له الدنيا ومشاكلها، فلم يغفل الناحية العملية الدنيوية في دينه، فوفق بين دنيا الناس ودينهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©