غزة - وكالات الانباء: توصلت حركة ''حماس'' التي تقود الحكومة الفلسطينية الى اتفاق امس، مع الرئيس محمود عباس زعيم حركة ''فتح'' خلال الحوار الوطني حول وثيقة اعدها قادة الاسرى عقب تعديلات اجريت عليها، لكن ''حماس'' رفضت اي تلميح بان الاتفاق يتضمن الاعتراف باسرائيل· وذكر مسؤولون انه بموجب الاتفاق توافق ''حماس'' على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع ''فتح'' وفصائل أخرى·
وكانت ''حماس'' تصر على أن ترأس أي حكومة ائتلافية ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت قد ضمنت هذه النقطة في الاتفاق· واعلنت حركة ''الجهاد الاسلامي'' انها لا تزال ترفض عدة نقاط من وثيقة الاسرى بما في ذلك مفهوم قيام دولة فلسطينية محدودة في الضفة الغربية وغزة اي الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 فقط·
وسعى عباس الى تخفيف موقف ''حماس'' من اسرائيل على امل انهاء مقاطعة المانحين الغربيين بقيادة الولايات المتحدة للحكومة الفلسطينية·
واصرت ''حماس'' على انها ملتزمة باجندة المقاومة ضد اسرائيل· وقال المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري إن الوثيقة تتضمن فقرة واضحة تشير الى عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال·
وكانت الوثيقة السياسية الاصلية التي صاغها اسرى فلسطينيون في السجون الاسرائيلية تعترف ضمنا باسرائيل·
وقد ناقشت الفصائل الفلسطينية منذ اسابيع ادخال تعديلات على الوثيقة التي تمثل محورا للصراع على السلطة بين ''فتح'' و''حماس''·
وقال روحي فتوح وهو من كبار مساعدي عباس بعد ان وقع زعماء الفصائل المجتمعون في غزة بالأحرف الأولى على الاتفاق ''استطيع أن أقول إن كل العراقيل قد أزيلت وإنه قد تم الاتفاق على جميع بنود وثيقة الأسرى''·
ولكن مع استعداد كل من الاسرائيليين والفلسطينيين لهجوم اسرائيلي محتمل على قطاع غزة بعد خطف جندي اسرائيلي، لا يوجد احتمال يذكر - فيما يبدو - لأن يفتح التوصل الى اتفاق بشأن الوثيقة المجال لصنع السلام قريبا خاصة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت جدد القول امس ان الاتفاق شأن فلسطيني لايعني اسرائيل· وقالت اسرائيل انها لن تتعامل مع ''حماس'' الى ان تعترف بحقها في الوجود وتنبذ العنف وتقبل باتفاقات السلام المؤقتة السابقة·
وقال مسؤولون مطلعون على المفاوضات إن عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية وضعا برنامجا يقبل بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة· ويتفق حل الدولتين للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني مع اعتراف ''فتح'' باسرائيل·لكن النائب البرلماني من ''حماس'' صلاح البردويل قال انها قبلت بدولة على اراضي 1967 لكنها لم تقل انها قبلت دولتين·
وكان الرئيس عباس قد اعلن انه سيلغي الاستفتاء الذي كان قد قرر إجراؤه يوم 26 يوليو بسبب اعتراض ''حماس'' على وثيقة الأسرى، كما ان الحركة عارضت الاستفتاء·
وكان من شأن حدوث مثل هذه المجابهة أن يؤدي الى تصعيد التوتر بين فتح وحماس اللتين اشتبك مقاتلوها بشكل متكرر في الاسابيع الاخيرة·
وقالت الولايات المتحدة انها تنتظر لترى ما الذي يعنيه الاتفاق بالضبط· وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحفيين ''دعونا ننتظر حتى نرى شيئا حقيقيا· إذا أرادت ''حماس'' أن تنال الاعتراف فعليها أن تنبذ الارهاب وعليها أن تتقيد بالخطوات الاخرى التي تحدثنا عنها· هذه هي الشروط الاساسية''·
عدد اليوم
