الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

25 مليار درهم خسائر جديدة للأسهم المحلية بضغوط جديدة من «غموض أرابتك»

25 مليار درهم خسائر جديدة للأسهم المحلية بضغوط جديدة من «غموض أرابتك»
21 يوليو 2014 15:39
تعرضت أسواق الأسهم المحلية في بداية أسبوعها الأخير من رمضان أمس إلى موجة هبوط قاسية جديدة، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تعافيها من موجة شبيهة، خسرت معها نحو 25 مليار درهم من قيمتها السوقية من إجمالي 37 ملياراً كانت قد استعادتها من خسائر شهر يونيو والبالغة 132 مليار درهم. وسجلت المؤشرات العامة نسب هبوط أعلى من تلك التي سجلتها في موجة الهبوط الأخيرة، حيث تراجعت أسعار 18 شركة، 10 منها في سوق دبي و8 في سوق أبوظبي بنسب تتجاوز 9% إلى الحد الأقصى 10% من دون طلبات شراء، كما في أسهم أرابتك والخليجية للاستثمارات والاتحاد العقارية والأسهم العقارية الثلاثة في سوق أبوظبي الدار، وإشراق، ورأس الخيمة العقارية. وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 3,1%، محصلة تراجع سوق أبوظبي بنسبة 2,3%، بعدما تخلى عن مستوى 5000 نقطة، وسوق دبي المالي بنسبة 6%، بعدما قلص جزءاً من خسائره التي وصلت إلى 7%. وعزا محللون ماليون ووسطاء التراجعات الجديدة إلى الأسباب ذاتها التي دفعت الأسواق إلى التراجع بحدة قبل ثلاثة أسابيع وطيلة شهر يونيو الماضي، وتتركز في استمرار حالة الغموض بشأن حصص الشركاء الاستراتيجيين في شركة أرابتك، مؤكدين أن رد شركة آبار للاستثمار على رسالة هيئة الأوراق المالية والسلع، بعد تعليق التداول على السهم يوم الخميس الماضين جاء غامضاً، الأمر الذي دفع المضاربين إلى استغلاله للضغط على السهم نحو التراجع، خصوصاً أنه من الناحية الفنية كان سيدخل في موجة تصحيح بعدما وصل إلى مستوى الدراهم الخمسة. العامل الضاغط وأجمعوا على أن سهم أرابتك سيظل العامل الضاغط على الأسواق لفترة طويلة، إلى حين حسم حصة الرئيس التنفيذي السابق. وقالت «آبار» في ردها على رسالة هيئة الأوراق المالية والسلع بشأن مفاوضاتها لشراء 50% من حصة حسن إسميك الرئيس التنفيذي السابق لأرابتك، إنها بصدد دراسة خيارات استراتيجية عدة بالنسبة لاستثمارها في شركة أرابتك، وأن أية محادثات تقوم مع أي طرف بالنسبة لاستثمارها تكون غاية في السرية. وقال محللون إن هذا الرد زاد الأمر غموضاً في الأسواق، ودفع مجموعات استثمارية إلى البيع لتحقيق أهداف عدة، من بينها الضغط على السهم للتراجع بقوة، والعودة للشراء عند مستويات سعرية أقل، خصوصاً أن التحليلات الفنية تشير إلى أن السهم ربما يسجل مستويات متدنية قريبة من تلك التي سجلها خلال موجة الهبوط الأخيرة، قريباً من الدرهمين. وذكر المحلل المالي وضاح الطه، أن إشارة الهبوط الحاد جاءت مع تراجع سهم أرابتك الذي أصبح يؤثر بما يدور حوله في سمعة سوق دبي المالي، ولا يليق ما يجري في أسواق الأسهم بسبب قصة أرابتك باقتصاد دولة الإمارات، حيث يتسبب السهم في ارتفاع مخاطر الأسواق، ويقلل من جاذبيتها الاستثمارية بالنسبة للمستثمرين الأجانب، وحتى المحليين الذين فقدوا الثقة في الاستثمار في الأسواق المالية. وأضاف أن الإفصاح الذي جاء من شركة آبار لم يكن إفصاحاً، حيث لم يأت بجديد، بل أنه حمل خلطاً واضحاً، كون الرسالة وردت للهيئة من «آبار» وليس من «أرابتك» الشركة المدرجة في سوق دبي المالي، وكأن «آبار» تصرفت نيابة عن شركة أرابتك وكأنها شركة تابعة لها. وطالب بمزيد من الشفافية وتطبيق قواعد الحوكمة التي تدعو إلى توفير فرص ومعاملة متكافئة للمستثمرين كافة، حيث يتعين أن يطلع المستثمرون كافة على المعلومات في الوقت نفسه، ولا تكون محصورة في طرف أو مستثمر واحد حتى ولو كان مستثمراً استراتيجياً. مزيد من الشفافية وقال الطه إن الأسواق استرجعت في أقل من أسبوعين جزءاً كبيراً من خسائر شهر يونيو البالغة 132 مليار درهم، ما يعني أنه كان هناك اندفاع في ارتداد الأسواق من أدنى نقاط وصلت إليها عند 4730 نقطة لسوق دبي المالي، موضحاً أن الارتدادات على سهم أرابتك هي التي خلقت الارتداد القوي للسوق، خصوصاً من مستوى 4500 نقطة. وأكد أن سهم أرابتك يثير من جديد احتمالات العودة إلى المستويات المتدنية ذاتها التي مرت بها الأسواق الشهر الماضي، خصوصاً أن مؤشر سوق دبي المالي كسر 3 مستويات دعم مهمة خلال جلسة الأمس، وسط توقعات بأن يختبر في جلسة اليوم مستويات 4580 -4475 نقطة. وحمل الطه المستثمرين الذين يندفعون للتداول النشط على سهم أرابتك مسؤولية تحمل خسائرهم، موضحاً أنه كان يتعين على المستثمرين تقليل تعاملاتهم على السهم بعد رحيل الرئيس التنفيذي السابق، واستمرار حالة الغموض بشأن حصته، وفي ضوء الإفصاح الضعيف من قبل الشركة. وأضاف أن عدم وجود نضج استثماري والرغبة في الربح السريع تدفع المستثمرين للتداول على سهم أرابتك الذي أصبح حجم تداولاته اليومية أكبر من تداولات سوق أبوظبي بأكمله 3 إلى 4 مرات. التداول الأفقي ومن جانبه، قال وليد الخطيب مدير شركة ضمان للاستثمار، إن قصة أرابتك ستظل ضاغطة على الأسهم، رغم أن الهبوط الذي بدأته الأسواق كان متوقعاً بعد ارتداد قوي من أدنى نقاط لسوق دبي قبل أقل من ثلاثة أسابيع ارتفع بأكثر من 1200 نقطة دون توقف، ما كان يتعين معه المرور بعملية جني أرباح حقيقية، وهو ما لم يحدث، ما جعل الهبوط حاداً. وأفاد بأن الارتدادات القوية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية كانت مدعومة بارتفاعات سهم أرابتك، وما أن بدأ السهم في التراجع سحب معه السوق الذي كان في الأصل هشاً إلى حد كبير، موضحاً أن الأسواق لم تستحق الارتفاعات القياسية التي سجلتها عقب الهبوط الأخير، حيث كانت بحاجة أكثر إلى التداول الأفقي لفترة طويلة مع ميل للارتفاع الطفيف وليس القياسي. وفنياً، قال أسامة العشري، عضو جمعية المحللين الفنيين- بريطانيا، إن التراجع القوي لسوق دبي المالي يؤكد صحة قراءة خريطة اتجاهه على المدى المتوسط، والتي تشير إلى استمرار تداوله في اتجاه هبوط تاريخي يصعب تجاوزه صعوداً في المرحلة الحالية على الأقل. وأضاف أن من المرجح أن يختبر المؤشر مستوى الدعم الرئيسي عند 4532 نقطة، مع الإحاطة بمخاطر تجاوز أول مستويات الدعم الجديدة عند 4280 والإغلاق دونه في نهاية تداولات الأسبوع الحالي، موضحاً أن السبب الرئيسي في تراجع المؤشر تأثره سلباً بالهبوط الحاد لسهم أرابتك من توقعات باستمرار هبوط السهم على المدى القصير، وسط غياب مستويات دعم جديرة بالاحترام قبل مستوى الدعم الرئيسي عند 3,67 درهم. وقال العشري: «لا نعتقد أن السوق سيقوى على صد تراجعات سهم أرابتك على المدى المتوسط، نظراً لكون ارتداد الورقة من مستوى 2,35 درهم إلى مستوى 5,10 درهم لم يخرج عن حيز التصحيح لهبوطها العنيف من مستوى 7,75: 2,35 خلال تداولات الشهر الماضي». وأضاف أن الصعود الأخير للسهم كان ارتداداً، لذلك من الطبيعي أن يستأنف موجات هبوطه من جديد، وربما بشكل أعنف من ذي قبل على المديين المتوسط القصير، ما سيؤثر سلباً على أداء المؤشر في المرحلة المقبلة. وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 5097,77 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية إلى 765,64 مليار درهم. وبلغت قيمة التداولات 2,8 مليار درهم من تداول 1,26 مليار سهم من خلال 19423 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 69 شركة من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©