زاد الطلب العالمي على النفط في الربع الثاني من عام 2014 بنحو مليون برميل يومياً مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، مدعوماً بالانتعاش الاقتصادي العالمي خاصة في الولايات المتحدة والصين، بينما زاد المعروض من النفط عالمياً بـ 400 ألف برميل يومياً خلال الفترة نفسها نتيجة لتراجع إنتاج دول أوبك، بحسب تقرير جدوى للاستثمار الصادر أمس.
وتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في الربع الثالث من عام 2014 بسبب الصيف الذي يبلغ فيه الاستهلاك ذروته، كما أن تعزيز الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة إضافة إلى النمو المستمر في الصين سيدفعان بنمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1,1 مليون برميل يومياً خلال عام 2014.
ورجح أن تتخطى إمدادات النفط من الدول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2014، لكن ذلك لن يؤدي إلى تراجع أسعار خام برنت، حيث يتوقع أن تبقي الاضطرابات الجيوسياسية في أوكرانيا وليبيا والعراق على أسعار النفط مرتفعة.
وعدلت الشركة توقعاتها لأسعار خام برنت برفعها من 105 دولارات للبرميل إلى 109 دولارات للبرميل كمتوسط لعام 2014 ككل، كما عدلت تقديراتها بشأن إنتاج المملكة برفعه إلى 9,7 مليون برميل يوميا خلال عام 2014 بدلاً عن 9,4 مليون برميل وفقاً لتقديراتنا السابقة.
ويأتي هذا التعديل نتيجة لعوامل أهمها: إنتاج أعضاء أوبك الآخرين جاء دون التوقعات، وانتعاش الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع، ثم تواصل زيادة الاستهلاك المحلي في المملكة على أساس المقارنة السنوية.
ووفق التقرير، نمت الإمدادات النفطية العالمية بنحو 400 ألف برميل يومياً في الربع الثاني لعام 2014 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وقد زادت الإمدادات من الدول خارج أوبك بنحو 1,7 مليون برميل يومياً نتيجة لزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة.
بالنسبة للربع الثالث عام 2014، يتوقع أن تتواصل زيادات الإنتاج من مصادر خارج دول أوبك، بقيادة الولايات المتحدة، بينما ينتظر أن يتراجع الإنتاج من دول أوبك في عام 2014 ككل على أساس المقارنة السنوية نتيجة لاستمرار التوترات في ليبيا وضآلة نمو الإنتاج من العراق.
تتواصل ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة بسرعة، حيث ارتفع الإنتاج بنسبة 15% في الربع الثاني من عام 2014 على أساس سنوي.
وفي ظل تنامي الانتعاش الاقتصادي، توقع التقرير أن تزداد الاستثمارات في مصادر النفط التقليدية وغير التقليدية على حد سواء، ما يؤدي إلى نمو الإنتاج بنسبة 12% في النصف الثاني من عام 2014.
سيبلغ متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط 8,42 مليون برميل يومياً في عام 2014 ويرتفع إلى 9,27 مليون برميل في عام 2015، يقابله تراجع في واردات النفط، حيث ينتظر أن يبلغ المتوسط 7 مليون برميل يومياً في عام 2014 وينخفض إلى 6,2 مليون برميل يومياً عام 2015.
وبحلول عام 2015، ستشكل الواردات 36% من الاستهلاك الكلي للطاقة في الولايات المتحدة، مقارنة بنسبة 58% عام 2010.
تراجع الإنتاج من دول أوبك بنسبة 4,5% في الربع الثاني من عام 2014 على أساس المقارنة السنوية.
ولا تزال أوبك متأثرة بالتراجعات الكبيرة في إنتاج الخام الليبي، الذي هبط بنسبة 84 بالمائة في الربع الثاني لعام 2014 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وذكر التقرير أن أسعار خام برنت سجلت زيادة طفيفة نسبتها 1% خلال الربع الثاني لعام 2014، مقارنة بالربع السابق، ليرتفع إلى 110 دولار للبرميل، حيث ساهمت التطورات في العراق في زيادة الأسعار المرتفعة أصلاً منذ بداية العام بسبب الصراعات في ليبيا وأوكرانيا.
وعلى ضوء النمو المعتدل في الطلب العالمي على النفط وزيادة الإمدادات من الدول خارج أوبك، فإن ميزان النفط العالمي سيسجل فائضاً للعام 2014، ولكن ذلك لن يؤدي إلى هبوط أسعار النفط لأن التوترات الجيوسياسية ستحول دون انخفاض كبير في أسعار برنت، كما أن الوضع الحالي في العراق سيزيد من التذبذب.
علاوة على ذلك، نتوقع إضافة جديدة على الأسعار بسبب ارتفاع تكاليف استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي أصبحت حصتها من إنتاج النفط العالمي في تزايد مستمر.
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
