الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلق السلام!

17 فبراير 2009 22:59
في آخر مرة سمحت فيها إندونيسيا لمتطوعي ''فيلق السلام'' الأميركي بالعمل هنا، فإنه لم يتم إرسال أعضاء الفيلق إلى القرى لتعليم اللغة الإنجليزية، أو بناء المدارس كما كان متوقعاً، وإنما تم تكليفهم بتأهيل الرياضيين الإندونيسيين، وتجهيزهم بدنياً للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام·1964 ولكن هذه الخدمة الخاصة للمضيفين غير الراغبين لم تنجح، حيث انتهى الأمر بمقاطعة جاكرتا لدورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في طوكيو، كما أقدم بعض الأشقياء المنتسبين للحزب الشيوعي الإندونيسي، على طرد المدربين الأميركيين من البلاد بتهمة انتمائهم لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقبل أن تمر ثلاث سنوات على وصولهم· بعد ذلك التاريخ بأربعة عقود تقريباً، وبعد أن أصبح التطرف الإسلامي أكبر تهديد خارجي للولايات المتحدة، تأمل إدارة ''أوباما'' في إقناع حكومة أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، بالسماح بعودة فيلق السلام· من المقرر أن تزور ''هيلاري كلينتون'' وزيرة الخارجية الأميركية إندونيسيا خلال أول رحلة خارجية تقوم بها في منصبها الجديد· وقالت''هيلاري'' إنها تود استئناف برنامج ''فيلق السلام'' هنا· قد تعتقد'' هيلاري'' أن إرسال موظفي الإغاثة إلى القرى الإندونيسية هو استعمال مفيد لـ''القوة الذكية'' التي تشمل كما قالت أمام أعضاء مجلس الشيوخ استخدام ''كافة الأدوات الموجودة تحت تصرفنا، سواء كانت دبلوماسية، أو اقتصادية، أو عسكرية، أو سياسية، أو قانونية، أو ثقافية''· على أن وزيرة الخارجيــــة يجــــب أن تكــــون حريصـــة وهي تقوم بذلك، لئلا تثير استياء الكثيرين هنـــا بسبب خطوة هي''رمزية في الأساس''، على حد قول ''تيودور فريند'' الخبير في الشؤون الإندونيسية· قال''فريند'' أيضاً في مكالمة هاتفية أجريتها معه حيث كان على الطرف الآخر من الخط في بنسلفانيا التي يقيم فيها حيث يعمل زميلاً رئيسياً بمعهد''فورين بوليسي'':''هناك مخاطرة تتراوح مابين الصغيرة والمتوسطة من أن يساء تأويل تلك الخطوة، بحيث تبدو في نظر الإندونيسيين وكأنها نوع من المَنّ من أميركا عليهم·'' فالإندونيسيون، كما يقول ''فريند'' يمكن أن يردوا على مقترح الأميركيين بالقول:''هل لا زلتم تنظرون إلينا على أننا متخلفون، أو متأخرون تنموياً، أو شيئا من هذا القبيل''· وهو يرى أن الدبلوماسيين الإندونيسيين سيفضلون بدلاً من ذلك، مناقشة أمور مثل''الأزمة المالية العالمية''· ويأمل الكثير من الأميركيين، أن تقوم''هيلاري'' خلال زيارتها بالتمهيد لزيارة أوباما الذي عاش في جاكرتا بين عامي1967ـ·1971 ومن اللافت أن الرئيس الأميركي لا يزال قادراً على الحديث باللهجة المحلية الإندونيسية، وربما يكون قد طور تقديراً للجهد الذي قامت به والدته الراحلة'' آن'' في العمل التنموي عندما عادت إلى إندونيسيا في أواخر الثمانينيات لإجراء الأبحاث اللازمة لأطروحتها في الدكتوراة· في ذلك الوقت عملت والدة أوباما لدى مؤسسة''فورد فاونديشين'' من أجل إطلاق برنامج كان يقدم قروضا صغيرة لمساعدة الفقراء على إنشاء مشروعات صغيرة يتكسبون منها· وهذا البرنامج ينظر إليه في الوقت الراهن على أنه من أول، وأكثر برامج التمويل المتناهي الصغر نجاحاً، وهو ما لم يتحقق لبرنامج ''فيلق السلام'' المشار إليه آنفاً الذي انتهى نهاية سيئة لدرجة تدعو الإندونيسيين إلى التشكك بمجرد أن تذكر أمامهم عبارة ''فيلق السلام''· يُشار في هذا السياق إلى أن''تيوكيو فايزاسيا'' المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية أدلى بتصريح مفاده إن أجندة المباحثات مع كلينتون لا تزال في طور الإعداد· وشكك''فايزاسيا'' أن يكون ''فيلق السلام'' هو الوسيلة الأفضل لتحسين اتصالات بلاده مع الولايات المتحدة قائلا:''نحن لا نرفضه، ولكننا يجب أن نوضح بالضبط إلى أين يتجه''وأضاف:'' في الستينيات كان لدينا تفاعل محدود مع الأميركيين، وكان ما يعرفونه عن إندونيسيا محدودا للغاية· أما الآن، فإن كل شيء مفتوح، وهناك العديد من مظاهر التفاعل بين شعبي البلدين''· بول واطسون- جاكرتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©