أبوظبي (وام) - أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس، أن الاستثمار في الأجيال القادمة هو ما تصبو إليه القيادة الرشيدة.
وشدد سموه، خلال جولة في المعرض المصاحب للدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل المقام في مركز أبوظبي الدولي للمعارض “أدنيك”، على أن التعليم يشكل أفضل السبل للاستثمار في الأجيال القادمة، لأنهم يشكلون سواعد بناء الوطن في الحاضر والمستقبل.
يشارك في المعرض 650 شركة عارضة و20 جناحاً وطنياً والذي يعد أكبر منصة دولية تعرض أحدث الابتكارات والمشاريع والتقنيات التي توفر حلولا لاستخدامات الطاقة المتجددة.
وتفقد سموه عددا من الأجنحة المشاركة في قطاع الطاقة المتجددة واطلع على آخر ما توصلت إليه من إنجازات وابتكارات في هذا المجال.
والتقى سموه العديد من ممثلي ومسؤولي الشركات وتعرف على طبيعة مشاركتهم ونوعية المشاريع المبتكرة التي تعرضها أجنحتهم.
وشملت جولة سموه زيارة جناح “صن اديسون” المتخصصة في تكنولوجيا أشباه الموصلات والطاقة الشمسية والتي عرضت أمام سموه مشروع “سولار إن بوكس” والذي يقوم على تحويل الطاقة الشمسية إلى وحدات كهربائية وطاقة تشغيلية للمنازل والشركات الصغيرة والمتوسطة بعيدا عن مخلفات الطاقة الضارة بالبيئة.
كما زار سموه مركز إدارة النفايات لإمارة أبوظبي وهو الجهة المسؤولة عن مراقبة وتنسيق أنشطة إدارة النفايات في جميع أنحاء الإمارة ويعمل وفق استراتيجية ورؤية متكاملة لإدارة النفايات في أبوظبي وفق أحدث النظم والتقنيات المعمول بها والعمل على نشر الوعي المجتمعي لدى مختلف الشرائح الاجتماعية من خلال المبادرات الجديدة التي تشجّع الأفراد على التجاوب مع عمليات فصل النفايات من المصدر تمهيداً لنقلها وإعادة تدويرها وفق أفضل السبل المعمول بها عالمياً.
واطلع سموه على مجسم محطة فصل وتدوير النفايات في العين التي بدأت العمل عام 2008، وتعد أفضل محطة مطابقة للمعايير الدولية في الشرق الأوسط حيث يتم فيها إعادة إنتاج 70% من النفايات. واطلع سموه كذلك في جناح شركة “أفيردا” على أول جهاز إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية والمعدنية والعمل على فرزها وفصلها من المصدر مع الاستفادة من قسائم المكافآت حيث سيوزع على عدد من مراكز التسوق والجامعات والمطاعم في الدولة قريبا، ويهدف إلى المساعدة في نشر ثقافة فصل المخلفات والعمل على سهولة إعادة تدويرها وإنتاجها من جديد.
وانتقل سموه إلى جناح شركة اكسون موبيل التي وفرت منصتها في القمة معلومات حول أضخم المشروعات في مجال الطاقة.
التوقعات المستقبلية
واطلع سموّه على “منتدى إكسون موبيل للتوقعات المستقبلية للطاقة” المنعقد في فعاليات “القمة العالمية لطاقة المستقبل” والذي شارك به العديد من خبراء الطاقة من الشركة، ومصدر، وجهاز أبوظبي للشؤون التنفيذية، ومؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، وطلاب من مختلف المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية في أبوظبي حيث ركزت المواضيع على مجالات التكنولوجيا، وكفاءة ومستقبل استخدام الطاقة.
وقدم مورتن موريتزن، رئيس شركات إكسون موبيل في أبوظبي بعض الأمثلة عن أنشطة البحث والتطوير التي تجريها الشركة بهدف خفض تكلفة التقاط الكربون من خلال تحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
وسلّط موريتزن الضوء بشكل خاص على المنهجية التي تتبعها شركة إكسون موبيل لتطوير مواد بلاستيكية جديدة قابلة لإعادة التدوير مع قدرة أعلى على امتصاص الصدمات، بهدف جعل السيارات أخف وزناً والمساعدة بالتالي على تحسين كفاءة استهلاك الوقود.
كما قدم موريتزن عددا من المتطوعين من مؤسسة الإمارات والذين تعاونت معهم الشركة في بعض المبادرات الرامية إلى تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة بما يحقق المنفعة العامة للمجتمع في أبوظبي.
خفض الانبعاث
وزار سموه جناح شركة أدنوك الوطنية ومجموعة شركاتها واستمع إلى شرح حول جهودها لتوفير طاقة نظيفة ومبادرات شركات المجموعة التي تستهدف خفض نسب انبعاث ثاني أكسيد الكربون والوصول إلى نسبة الصفر في انبعاثات غاز المشاعل.
واطلع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارته على جوانب الصحة والسلامة والبيئة ذات الصلة بنشاطات وعمليات شركات المجموعة وجهود أدنوك لتحقيق تنمية مستدامة من خلال الالتزام بأعلى المعايير والمقاييس العالمية.
كما اطلع سموه على مشاركة المعهد البترولي ضمن جناح شركة أدنوك.
وعبر سموه عن سعادته بمساهمات طلاب المعهد البترولي، مؤكدا أن الاستثمار في الأجيال القادمة هو ما تصبو إليه القيادة الرشيدة.
وهنأ سموه الدفعة الجديدة من خريجي المعهد البترولي التي ضمت أول فوج من طالبات المعهد، مؤكدا أن التعليم يشكل أفضل السبل للاستثمار في الأجيال القادمة لأنهم يشكلون سواعد بناء الوطن في الحاضر والمستقبل.
التنمية المستدامة
وانتقل سموه إلى جناح دائرة الشئون البلدية “النظام البلدي” واستمع سموه لشرح مفصل من معالي رئيس الدائرة حول المشروعات البلدية التي تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في الإمارة من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، ومن بينها مشروع كود أبوظبي الدولي للبناء الذي يرتقي بالمعايير المهنية في صناعة البناء والتشييد ويشمل عدة كودات مثل كود أبوظبي الدولي للبناء، وكود أبوظبي الدولي لترشيد استهلاك الطاقة وكود أبوظبي الدولي للحرائق بالإضافة إلى كود أبوظبي الدولي لصيانة العقارات وكود أبوظبي الدولي للأعمال الميكانيكية، وكود أبوظبي الدولي للصرف الصحي الخاص، والتي جميعها تسهم في تعزيز مستويات الصحة والسلامة والأمان لسكان الإمارة والعاملين في قطاع البناء والتشييد، وخفض كلفة البناء فضلا عن ترشيد استهلاك الطاقة وتخفيض نفقات الصيانة والتشغيل، وإطالة العمر الافتراضي للمباني.
كما تتيح الفرصة لاستخدام أنظمة بناء بديلة تساعد في تأسيس بيئة عمرانية مستدامة تتمتع بأعلى معايير البيئة والآمان والصحة والسلامة.
وأبدى سموه اهتماما كبيرا بهذا المشروع، ووجه بتسريع عملية التطبيق الشامل للكودات الجديدة وذلك لما لها من انعكاسات إيجابية كبيرة على قطاع البناء والتشييد في الإمارة والتي تسهم في الارتقاء بالمعايير والمقاييس المستخدمة في صناعة البناء وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي في الإمارة.
كما اطلع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على نماذج من المشروعات التنموية المستدامة التي تنفذها بلديات الإمارة في مختلف المجالات، ووجه بمراجعة استراتيجية الزراعة التجميلية لتكون أكثر ملاءمة للبيئة المحلية كاستخدام النباتات والأشجار المحلية وترشيد استهلاك المياه من خلال تبني أنظمة ري حديثة أكثر كفاءة وفاعلية.
سيارة توكاي
وزار سموه شركة إنبكس كوربوريشن للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما ومقرها اليابان وتعمل الشركة على إدخال مشروعات جديدة من خلال مشاركتها في القمة العالمية لطاقة المستقبل والتعريف بالدراسة التي تجريها الشركة حول الطاقة الجيوحرارية التي بدأتها العام الماضي.
كما عرضت الشركة أمام سموه سيارة توكاي وهي أسرع سيارة سباق في العالم تعمل بالطاقة الشمسية من تصميم جامعة توكاي وقد فازت في مسابقة التحدي الأخضر العالمي. كما تعرض الشركة بطارية باور يايل العالية الكفاءة.
وزار سموه شركة ‘’استيت اويل’’ وهي أكبر شركة للطاقة في النرويج والتي تعمل بتقنية ضخ ثاني أكسيد الكربون في أعماق الأرض وتقوم بتخزين هذا الغاز وغيره من الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وتعرف سموه على برنامج أبطال الغد حيث تدعم شركة ستات اويل اتحاد فيرست - ليجو وهو برنامج دولي ذو طابع رياضي للأطفال من سن 9 إلى 14 سنة حيث يقوم طلاب فيرست - ليجو بالتصدي لتحديات هندسية حقيقية بمساعدة المشرفين وبمساعدة خيالهم الخاص.
كما يقومون بتنمية مهارات حياتية هامة وتعلم كيفية المشاركة الإيجابية في المجتمع، لتعزيز صفات مثل بناء الفريق وحل المشكلات والتفكير التحليلي والإبداع.
وتسعى شركة ستات اويل إلى بث روح الإلهام في جيل الشباب حول العالم كي يهتم بالعلوم والتكنولوجيا والبحوث، وبالتالي يستطيع مجابهة تحديات الغد بنجاح.
وانتقل سموه إلى جناح هيئة الطاقة الجديدة والتنمية الصناعية اليابانية “نيدو” والتي تعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية حيث تقوم بترويج البحث والتطوير في مجال تقنيات الطاقة الجديدة.
وتأتي مشاركتها في القمة العالمية لطاقة المستقبل نظراً لتركيز أبوظبي الواسع على الطاقة المتجددة، وترغب الهيئة في إدخال تقنيات جديدة متطورة إلى دولة الإمارات.
التبريد الشمسي
وتعمل الهيئة حالياً مع مصدر على اختبار تقنية تبريد الهواء باستخدام الطاقة الشمسية المعروفة باسم نظام التبريد الشمسي.
أما شركة سيمنس فقد عرضت أمام سموه تصميم مقرها الإقليمي في الشرق الأوسط في مدينة مصدر والتي وضعت حجر أساسه في أكتوبر الماضي بمدينة مصدر.
ويبلغ إجمالي المساحة المبنية 18 ألف متر مربع وسيتسع بنهاية المطاف لحوالي 2000 موظف.
وتم تصميم المبنى بحيث يلبي متطلبات تصنيف “استدامة” مستوى 3 لآلئ.
كما يهدف إلى الحصول على التصنيف البلاتيني للريادة في الطاقة والتصميم البيئي من المجلس الأميركي للمباني الخضراء “ليد”.
وفي جناح اسكتلندا أبدى ممثلو الجناح لسموه حرص شركات بلادهم على التواجد في هذا المحفل الدولي لاستثمار الفرص المواتية لتسويق المشاريع والأبحاث التي توصلت إليها تحالف “الشراكة التقنية للطاقة” الذي يشمل 112 جامعة اسكتلندية مستقلة تعمل في مجال بحوث الطاقة والتطوير والتنفيذ ويضم 250 من أعضاء هيئات التدريس و700 باحث ما يجعله أكبر تحالف للبحوث والطاقة في أوروبا ويوفر ثروة من المعرفة والخبرة في مجال الطاقة المتجددة ودعم المبادرات العالمية الرائدة في هذا المجال”، وتم الحديث عن توقيع الاتفاقية الإطارية بين دولة رئيس الوزراء في الحكومة الاسكتلندية أليكس سالموند والدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لـ “مصدر” وتهدف إلى إقامة مشاريع لتوليد الطاقة النظيفة.
وتركز على الفرص المتاحة لتطوير وتنفيذ مثل تلك المشاريع، والاستثمار في مشاريع منخفضة البصمة الكربونية والتعاون التقني وصياغة السياسات وطرح مبادرات تكرِّس الالتزام بأفضل الممارسات.
التكنولوجيا المتطورة
وفي الجناح البريطاني استمع سموه الى أهمية تواجد أكثر من 30 من شركات الطاقة البريطانية المتوسطة والصغيرة تحت مظلة هيئة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار لتعرض تكنولوجياتها المتطورة وتسعى لتوسيع شبكاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشملت جولة سموه أيضا شركة جونسونغ الهندسية وشركة تلسون اللتين تعملان بمجال تصنيع أجهزة الطاقة وتزويد الخدمات ذات الصلة وتنتج ألواح الطاقة الشمسية.
وتسعى الشركتان من خلال مشاركتهما في القمة إلى عرض منتجاتهما وتقنياتها أمام الزوار وإقامة شراكات مع الشركات المحلية.
وزار سمو ولي عهد أبوظبي الجناح الألماني الذي يعد أكبر الأجنحة الدولية في المعرض.
ويشارك بأكثر من 60 شركة وجهة ألمانية وشخصيات رفيعة والذي نظمته وزارة الاقتصاد في الحكومة الفيدرالية ويعرض أحدث التقنيات والتوجهات في مجال الطاقة المتجددة.
وتعرف سموه على ما تقدمه الشركات الألمانية من منتجات ومشاريع لتطوير قطاع الطاقة، تسهم في تعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم. وأعرب ممثلو الشركات عن تطلعهم إلى تعزيز الشراكة والتعاون بين شركات ومؤسسات البلدين في مجال التقنيات النظيفة، نظرا لتوفر نظرة مشتركة إلى الطاقة النظيفة كأحد أهم مجالات الاستثمارات الاستراتيجية والتنمية الاقتصادية. وفي جناح شركة جنرال إلكتريك تعرف سموه على أحدث الخدمات والحلول التقنية المبتكرة التي قامت بتطويرها في قطاع الطاقة، لمساعدة مختلف دول المنطقة على تحقيق أهداف الاستدامة في عمليات إنتاج الطاقة مع التركيز على تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة والمياه ومن أبرزها تقنيات مبتكرة قابلة للاستخدام مع أنواع مختلفة من الوقود تضمن تعزيز مرونة العمليات التشغيلية والكفاءة وتقنية خاصة بالفلترة صممت خصيصاً لضمان استمرار تشغيل التوربينات الغازية وتقنية الشحن “وات استيتشن” الخاصة بالسيارات الكهربائية بالإضافة إلى تقنية العداد الكهربائي.
وخلال جولة سموه في معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل تبادل سموه الأحاديث مع مسؤولي وممثلي الشركات العارضة حول الأهمية المتزايدة عالميا لاستخدامات الطاقة النظيفة والمتجددة وحثهم على بذل الجهود والعمل على مسارين متوازيين من أجل تعزيز كفاءة التكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، والعمل على خفض تكاليف الإنتاج.
وعبر ممثلو الشركات عن سعادتهم بزيارة سمو ولي عهد أبوظبي وتبادله وجهات النظر معهم ما يجسد الحرص الكبير الذي توليه قيادة دولة الإمارات لدعم هذه التظاهرات الدولية واعتماد أفضل المعايير والممارسات والتي من شأنها ترسيخ مكانة أبوظبي على خريطة أهم مراكز الطاقة المتجددة في العالم.
عدد اليوم
