الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التنظيم السري»... ما بعد الحكم!

4 يوليو 2013 00:11
ضرار بالهول الفلاسي مدير عام «برنامج وطني» ها قد وصلت الأمور إلى نهايتها الطبيعية، ونطق القاضي فلاح الهاجري بأحكامه في قضية التنظيم السري التي نظرتها دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا طيلة الشهور القليلة الماضية. الآن انطوت صفحة مؤسفة اسمها التنظيم السري، وبدأت صفحة جديدة اسمها المصارحة والمكاشفة، وتجاوز أخطاء الماضي بحنكة وطنية و”بيت متوحد” ويد متكاتفة. حين أكتب اليوم، أستعيد تغريدة كتبتها بشكل عفوي بعد نشر تفاصيل الحكم، الذي نطقت به هيئة المحكمة صباح الثلاثاء، حيث تمنيت كوطني إماراتي أحب قيادتي وبلدي وشعبي، على إخواني المواطنين أن نحترم جميعا أحكام القضاء بغض النظر إذا كانت توافق أهواءنا أم لا، خاصة ما يتعلق منها بأحكام البراءة. والسبب في ذلك بسيط، فنحن دولة قانون ودولة مؤسسات، والقضاء العادل النزيه في صدارة هذه المؤسسات وأجدرها بالاحترام والتقدير. لذلك فإن سلوكنا المتحضر الذي يليق بكوننا إماراتيين يجب أن يكون احترام منطوق القضاء والتعامل معه على هذا الأساس، وعلينا أن نتذكر أن اعتبارات القاضي غير اعتبارات المراقب. وسأذكر هنا أيضاً بأن أهالي المُذنبين لا ذنب لهم إلا إن أذنبوا، لذلك لا يجوز التعرض لهم، أو مؤاخذتهم بجريرة من حُكم عليه. نحن مجتمع متحضر ومتسامح، والأصل أن نواسيهم ونخفف عنهم! لكن هذا لا يمنعنا من توجيه رسالة مهمة لمن تمت تبرئتهم: الكرة الآن في ملعبكم! فأنتم الآن عليكم أن تختاروا بين الاندماج المنتج في مسيرتنا الوطنية الكبرى على أساس وحدة الولاء والانتماء لهذه الدولة وولاة أمرها ضمن ما أمرنا به ديننا الحنيف وبين أن تتقوقعوا و”تتخلفوا عن الركب” على أي أساس آخر. كوطنيين إماراتيين، نمد لكم أيدينا بقلوب صافية لأن مسيرة وطننا تتسع لكل مخلص، وكل صادق وكل منتمٍ موالٍ يريد أن يمد يده معنا للدفاع عن بلدنا وتعزيز بنيانه وأركانه، فهل أنتم مقبلون؟ ما رأيكم أن تبدؤوا ذلك بأن تطرحوا مبادرة لتنوير الآباء والأمهات بمنظور وقائي حول الأفكار الهدامة لتنظيم “الإخوان” وكيفية وقاية أجيالنا المستقبلية منهم! أما الذين حكم عليهم بالسجن حضورياً أو غيابياً، وصحفنا تصلهم حتى في سجنهم، فأمامهم اليوم فرصة تاريخية لمراجعة أنفسهم والفكر الذي تورطوا فيه سلوكاً وتنظيماً.. أدعوهم كمواطن وكمسلم إنْ كانوا مخلصين وصادقين إلى مراجعة فكرهم الضال وعرضه على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ليتبينوا الحق من الباطل. أدعوهم أن يقيموا فكرهم على أساس “قال الله” و”قال رسوله” وما تواتر عن علماء هذه الأمة وسلفها الصالح، وليس على أساس فكر “حسن” أو قصص “سيد” وفتاوى الأهواء الحزبية التي يكثر فيها الرأي وتغيب عنها التقوى! وهنا أنصح أهالي المحكومين ألا يسمحوا لمشاعرهم الشخصية أن تقف ضد الحق، وأقول لهم: كونوا عوناً للحق على أبنائكم. انصحوهم وناصحوهم وأعيدوهم إلى جادة العقل والصواب، ليعودوا من بعد أن تنقضي أحكامهم مواطنين صالحين مخلصين .. لا مجرد أفراد في عصابة أرادت أن تخطف البلاد والعباد إلى ليلٍ لا ضياء فيه! أما العالم الذي يراقبنا اليوم فنقول له رسالة واحدة: إن حقنا في الدفاع عن أنفسنا حق مقدس كفلته كل التشريعات والقوانين والاتفاقيات الدولية، لا نختلف في هذا عن أي دولة في العالم. نحن لم نعتد على أحد... كل ما فعلناه في هذه المحاكمة أننا دافعنا عن نظامنا الدستوري واستقرارنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ... ولكن بكل تحضر وتمدن وبأخلاق الإماراتيين وتكاتفهم الوطني النبيل. ولدي رسالة على وجه الخصوص إلى المنظمات الدولية التي تسن سكاكينها للهجوم على دولتنا: افعلوا ما تريدون.. فلن تهزوا شعرة في رأس أصغر طفل إماراتي، لكننا سنلاحقكم في المحافل القضائية والإعلامية والقانونية لنكشف زيف أباطيلكم الكاذبة وتزييفكم للحقائق وانتقائيتكم المريضة المسمومة وأجنداتكم المشبوهة ضدنا وضد بلادنا. ولن يهدأ لنا بال حتى نعريكم واحداً واحداً منظمات وأفرادا أمام المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء. لكن علينا رغم ذلك كله أن نكون اليوم أكثر تيقظاً من الأمس. فـ”الإخوان”وتنظيماتهم المختلفة ماهرون في لعبة المظلومية. فرغم أنهم في قضيتنا هذه هم الظالمون المعتدون المفترون إلا أنهم سيهيجون كل وسائلهم ضد دولتنا الحبيبة ولن يتركوا طريقة للإساءة إلينا إلا وسيستخدمونها.. لكننا نحن أبناء زايد، وعلينا أن نكون لهم بالمرصاد ولا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نتخيل أن فصول التآمر انتهت، وأن نركن للراحة، لأن الطامعين والحاقدين والحاسدين تتلون جلودهم وتتغير أشكالهم، لذلك يجب أن تكون استراحة المحارب استعداداً للمعركة التالية، فهذا الوطن لا يستحق منا أقل من اليقظة التامة والشاملة والعمل الجاد والمسؤول لحمايته وإعلاء بنيانه. إنه وطن الأجداد والأمجاد نفديه بالمهج والأرواح ... على درب زايد، وبقيادة خليفة ... وكلنا اليوم خليفة!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©