السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدريبات والجدية وهجر الترفيه وسائل تخلق النجاح

التدريبات والجدية وهجر الترفيه وسائل تخلق النجاح
2 أكتوبر 2010 20:46
ترشحا لخوض مسابقة فرانكلين العالمية بأميركا بعد أن فازا في مسابقة محلية للإملاء والتهجئة باللغة الإنجليزية أقيمت في دبي، واحتلا المرتبة الأولى والثانية على صعيد الإمارات. وفي واشنطن حصلا على المرتبتين السادسة والسابعة على التوالي، حيث يعتبر ذلك إنجازاً إذ وضعا الإمارات على خريطة هذه المسابقة الدولية، خاصة أنها الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذه المسابقة، إنهما الطالبان صهيب عبدالملك وأحمد معاذ من مدارس النهضة الوطنية بنين في أبوظبي. شارك الطالبان صهيب عبدالملك وأحمد معاذ من أبوظبي في مسابقة فرانكلين للإملاء والتهجئة بأميركا بعد أن جهزتهم إدارة مدرستهما وأطرها لأكثر من شهرين كاملين على إتقان ما بين 500- 1000 كلمة، وشاركت الإمارات بين ما يقارب 24 دولة أخرى، والمسابقة كانت على نطق 14 كلمة لفظية معقدة وغير مباشرة على مدى ساعة ونصف الساعة أمام محكمين دوليين، لم يكن ذلك سهلاً لولا تضافر جهود المدرسة ومؤطريها وأولياء الأمور الذين نهجا أسلوباً تربوياً مقترناً بالكتاب وبعيداً عن وسائل الترفيه التكنولوجية من ألعاب إلكترونية وتلفزيون وغير ذلك. إضافات تربوية عن أجواء المسابقة وظروف التجهيز لها ودور المدرسة في اكتشاف مثل هذه الطاقات، والإضافات التي حققتها المسابقة للمدرسة وللطلبة على السواء تقول كل من نورمان حمادة- رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في المدرسة، وماريون أوليفر التي أشرفت على تدريب المرشحين إلى جانب ليان عزازي: «نحن سعداء جداً بهذا الفوز، حيث حازت المدرسة في هذه المسابقة المراتب الأولى والثانية على صعيد الإمارات، وحازت الرتبة السادسة والسابعة على التوالي في واشنطن، كان ذلك نتيجة جهود المدرسة والأهل في آن واحد إلى جانب تميز الطالبين وإقبالهما على التعلم وقراءة الكتب». وعن تدريبهما للمسابقة تقول المجموعة المشرفة على ذلك: «كنا نتناوب على تدريبهما، رغم ما تخلل فترة التدريب من ضغط حيث تزامن ذلك مع فترة الامتحانات، ومع ذلك كان الطالبان المرشحان لمسابقة فرانكلند يستجيبان لكل ما نطلبه منهما، بحيث كانت المجموعة تتناوب على تعليمهما نطق الكلمات وتهجيتها وإملاءها، إذ كنا نستغل ساعات الفراغ، كما كنا نصر على إعطائهما كلمات لحفظها بالبيت». وتضيف المجموعة في نفس السياق: مرات كنا نتناوب على تعليمهما ومرات كنا نتعاون جميعنا، كما زودناهما بأقراص مدمجة تعمل على تعليمهما لفظ الكلمة بطريقة صحيحة، وكنا نعلمهما 40 دقيقة في اليوم، كما أن جانباً من المنهج بالمدرسة يهتم بهذا الجانب بشكل كبير». مشروع القراءة أضافت هذه التجربة للمدرسة مسؤولية إعداد طلبة أكثر وتهيئتهم لخوض مثل هذه التجارب، كما أن الجائزة على صعيد صفوف الطالبين اللذين شاركا بها أصبحت به منافسة كبيرة ويعزمون على خوض نفس تجارب زملائهم الفائزين. تقول ماريون أوليفر- إحدى المشرفات على تجهيز الطلبة للمسابقة: «أعطت هذه الجائزة للصف التعليمي الثقة بالمسابقة وقوة دفع جديدة لخوض مثل المسابقات على صعيد المدرسة بين الصفوف ثم على صعيد المدرسة، حيث نجري مسابقات كثيرة أثناء العام الدراسي، وهكذا نجري تصفيات لنفرز مجموعة من الطلبة المتميزين مؤهلين للدخول في مسابقات من هذا القبيل». في حين تقول نورمان حمادة: «في نفس سياق تقوية اللغة الإنجليزية عند الطلاب نسعى دائماً للأحسن لصالح الطلاب، بحيث يعاد النظر في المناهج خاصة على صعيد اللغة الإنجليزية، حيث نسعى إلى سد أي نقص عند الطلبة من خلال تقوية المناهج وسد كل نقص عند الطلبة». وتفيد نورمان في نفس السياق قائلة: «إن المدرسة تنهج طرقاً حديثة في التعليم للوصول لمثل هذه النتائج التي أعطت أكلها، بحيث نعمل على تحديث البرامج، إذا أضفنا عامل القراءة وركزنا عليه أكثر بالصفوف، كما أطلقنا مشروع القراءة الذي يلزم الطلاب بقراءة قصة كل شهر، هذه القصة تكون محور أنشطة يحضرها الأستاذ للطلبة، منها مجموعة من الأسئلة تتحدث عن القصة ومناقشة محتواها، كما نشجع الطالب من خلال ذلك أن يكون له حس نقدي، يدخل في مناقشة القصة وشخوصها، وأبعد من ذلك نحاول مناقشة أسلوب الكاتب في تناوله للموضوع، ومناقشة طريقة طرحه للفكرة التي يريد إيصالها للمتلقي، كما أن المدرسة تنظم مسابقات على مستوى المدرسة في القراءة والإملاء، كما نشجع الطلبة بإعطائهم شهادات تميز تحفزهم على العطاء أكثر بتوجيهات لدعم القراءة في مدارس النهضة الوطنية بشكل عام من طرف عدنان عباس مدير المدرسة، فكل مشروع كان هو الراعي وهو الداعم له، وهذه إرادة جماعية من إدارة المدرسة وقناعة الكادر التدريسي يتبعها الجميع لإنجاح هذا الرهان، وهناك تحسن كبير في مستوى القراءة على مستوى المدرسة، واختيار الأنشطة اللاصفية عن قصد، لأنها أثبتت جدارتها في إكساب الطالب مهارات جديدة، وهي طرق تعليمية بطريقة ممتعة يتعلم منها على جميع الصعد، النفسي والاجتماعي والإنساني». تحفيز مستمر إذا توفر المناخ الملائم للطالب فإنه يعطي أحسن ما لديه، هكذا لعبت مكتبة المدرسة دوراً مهماً في بلورة رؤية الطالبين الفائزين بالجائزة في مجال القراءة، حيث زودتهما بأحسن الكتب والقصص، عن دور المكتبة في ذلك تقول حياة محمد- أمينة المكتبة وهي خريجة قانون خاص وحائزة على دبلوم مكتبات ولها تجربة أكثر من 20 سنة في هذا المجال: «نحاول إيجاد الجو الملائم للطلبة حتى يستفيدوا قدر الإمكان من الكتب المتواجدة في مكتبة مدارس النهضة (تحتوي على 8000 كتاب عربي وإنجليزي) ومعظم الكتب إنجليزية لأن المدرسة تعتمد على المنهج البريطاني، كما أن المكتبة تتوفر على العديد من الأشرطة السمعية البصرية باعتبارها مركز تعلم جيد، وتضم المكتبة مجموعات من الكتب فهناك قسم للقصص وقسم للكتب العلمية والاجتماعية وقسم للموسوعات ودوائر المعارف وكتب علم نفس وكتب دينية وعلوم اجتماعية، وعلوم طبيعية وتكنولوجيا، وقسم للترفيه والتسلية، وقسم الآداب، ونستقطب الطلاب عن طريق سن جداول نخصصها كل سنة للطلاب بحيث تحضر مدرسة الصف الطلاب للمكتبة، لاختيار كتب سواء للقراءة أو لإجراء بحوث أو لاستعمال الكمبيوتر والإنترنت، وأحيانا نعرض أشرطة علمية تربوية لنطور قدرات الطلبة، وكل سنة نضع قائمة بأحسن الطلبة قراء المكتبة، لتحفيزهم ولإيجاد المناخ المناسب وإيجاد ما يلزمهم من كتب». نصائح قيمة من النصائح التي تقدمها المشرفة على المكتبة ضرورة تعويد الطلبة على القراءة أمر يخص الأهل والمدرسة على السواء لإعطاء نتائج مهمة في حياة الطفل، كما تشير إلى أن المدرسة تشارك في جواز السفر الثقافي من خلال تحفيز الطلاب على القراءة، وتدخل في مسابقات كثيرة منها قطار المعرفة على مستوى الدول العربية، وتضيف: «نتعامل مع دور النشر في بريطانيا، بحيث تبعث لنا بآخر إصداراتها، وتتوفر أيضا المدرسة على قسم للقراءة يناقش خلاله الطلبة الكتب التي قرأوها من خلال تكوين حلقات نقاشية، إذ تتم فيه مناقشة محتوى الكتب ومناقشة الفكرة وشخصيات الكتاب وواقعية القصة وأسلوب الكاتب وذلك كله لتصبح للطالب القدرة على النقد ومناقشة الأفكار». تطوير قدرات أما صهيب عبد الملك وأحمد معاذ الفائزان بالمركزين السادس والسابع على التوالي فيقولان عن كيفية صقل مهاراتهما، وكيفية تدريبهما على الكلمات الدقيقة والمعقدة والغير مباشرة، أنهما تدربا ما يفوق شهرين، وكان ذلك خلال فترة الامتحانات، حيث قاما بمجهودات مضاعفة، إذ تعلما ما بين 500 إلى 1000 كلمة، وذكرا أن المسابقة كانت على مدار ساعة ونصف الساعة، ومحورها 14 كلمة معقدة وغير مباشرة ومن يخسر في كلمة واحدة يتعرض للإقصاء، كما أكدا أن الإمارات كانت البلد العربي الوحيد في هذه المسابقة الدولية بين 24 دولة، وذكرا أن الامتحان كان صعبا، إذ الكلمات كانت ذات تركيبة لفظية معقدة، كما أنهما كانا معرضين لضغط نفسي كبير، خاصة أن المسابقة دولية وأجريت أطوارها خارج البلاد، أما عما أضافته التجربة لهما فقد قالا: «حققنا من خلالها تطوراً مهماً في قدراتنا الفكرية، زودتنا بالثقة بالنفس والعزم على قراءة كتب أكثر لتحقيق نتائج أكبر، استطعنا التفريق بين الكلمات والتحدي في مواجهة كل كلمة بنطقها وإملائها بالطريقة الصحيحة، والقيام بتدريبات أكبر، كما أن المسابقة أعطتنا شعوراً رائعاً بالتميز، بحيث كنا أمام دول مختلفة من حول العالم، وتعلمنا أن نكون جديين في دراستنا وفي حياتنا وفي مسابقات قادمة، كما أن التحضير لـ1000 كلمة لم يكن سهلاً، بحيث كانت المدرسة إلى جانبنا إضافة إلى أهالينا».وحول بعض الصعوبات التي اعترضتهما، قالا: «كانت الصعوبة في تزامن فترة الامتحان مع التحضير للمسابقة، وهذه كلها تجارب مهمة، كما أن المسابقة أعطتنا حصيلة معرفية كبيرة سنستفيد منها مستقبلا، وحققت لنا الفخر بأنفسنا، وأخذنا منها بعض العبر، حيث يجب التفكير في الشيء كثيرا قبل النطق به». إضاءة فاز أحمد معاذ وصهيب عبدالملك بالرتب الأولى والثانية على مستوى الإمارات وترشحا إثر ذلك لمسابقة إملاء في أميركا، حيث مثلا الإمارات بالمنافسة العالمية للقراءة والتهجئة المقامة في الولايات المتحدة الأميركية. وحقق صهيب وأحمد من مدرسة النهضة الوطنية الفوز بمسابقة فرانكلين الدولي الإملائي حيث أقيم الحدث أواخر أبريل من هذه السنة، بكلية دبي للطلاب، وتوجها إلى واشنطن لحضور بطولة العالم في أغسطس وحازا المركزين السادس والسابع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©