الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كاتي ميات ترسم تنويعات إماراتية بالأحجار الكريمة

كاتي ميات ترسم تنويعات إماراتية بالأحجار الكريمة
1 يوليو 2012
(أبوظبي) - افتتح الخميس الماضي في فندق ميلينيوم أبوظبي معرض تشكيلي للفنانة البورمية كاتي ميات تحت عنوان “الرسم بالأحجار الكريمة” وحضر الافتتاح عدد من الفنانين والصحفيين والمهتمين بالفن التشكيلي، ويستمر المعرض حتى الخامس من يوليو الجاري. وكانت الأعمال الفنية التي تصدرتها صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصورة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد أدهشت الحضور لكونها اشتغالاً باليد على مواد ثمينة، وهي الأحجار الكريمة بعد طحنها وما يترك ذلك من فتات ومسحوق ناعم “بودرة” تمتاز بألوانها الأصلية دون إضافة أي لون عليها. استخدمت الفنانة كاتي ميات في خمسين لوحة تشكيلية آلاف الأحجار الكريمة المطحونة، حيث برعت في توظيف الجزئيات الصغيرة في رسم اللوحة، في استخدام فني يجعل المسحوق “البودرة” أرضية لذات اللوحة بحسب لونها. تحتفظ ميات بأسماء جميع الأحجار الكريمة، وتستطيع أن تحدد كل اسم لأي حجر مستخدم، وقد تضم اللوحة مجموعة كثيرة من أنواع الأحجار التي تحمل أسماء مختلفة. تنوعت ألوان الأحجار بين الناصع والغامق والفاتح في الألوان، وبخاصة الأبيض والأسود في أعلى درجة من البريق وتمثل اللون، إذ بدا الأبيض ثلجياً والأسود حالكاً، وكلاهما يحمل خصائصه الذاتية اللونية بدقة، أما الألوان الأخرى فتبدو متفاوتة ومتدرجة بين الغامض والفاتح في أعلى وأدنى درجات اللون تمثلاً. اشتغلت ميات لمدة عشر سنوات في بورما عندما بدأ اهتمامها بهذا الفن وعمقت ومارست شغفها بهذا الفن منذ ثلاث سنوات في أبوظبي. وفي لقاء مع “الاتحاد قالت “أستخدم الحجر الكريم بلونه الأصلي وبدون تحويل أو أي إضافة عليه، وأستطيع أن أتمثل عالم اللوحة، وأصوغه بهذه الأحجار باختلاف ألوانها، فتبدو اللوحة الحجرية مطابقة تماماً للوحة الزيتية، إذ الزيت هُناك وهنا في لوحاتي يشتغل الحجر الكريم وكلاهما يعمل على تجسيد الرؤية الفنية والمشهد الذي أريد تشكيله”. وقالت كاتي ميات “إن معرضي هذا هو الأول لي على المستوى الشخصي، وقد نفذ كاملاً باليد دون أداة أخرى كفرشاة أو أصباغ، ما عدا ما تحتاج إليه اللوحة من تثبيت الحجر الكريم على القماش، وكان اهتمامي ينصب على جانبين مهمين وهما الأبعاد الدقيقة واختيار لون الحجر الكريم المطابق للأشياء المتعاضدة في اللوحة”. توزعت أعمال ميات بين الطبيعة الصامتة والموروث الإماراتي، والصحراء والصقر فوق وكره متحفزاً، والجمال تسير وئيدا، والبدو وهم يسوقون الإبل، والشلالات تنهمر، والخيول جامحة، مع ما تراه ذهنياً من تصورات لعوالم من وحي حياتها في الإمارات وتصوير ما يحيط بها من إنجازات حضارية، ومن ضمنها مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، وبرج العرب في دبي، والكثير من المعالم الشاخصة على أرض الإمارات. يبدو هذا التجسيد الدقيق في الأبعاد والزوايا وانحناءات الرسمة، بواسطة الحجر الكريم، يأخذ منحى آخر غير معهود في الفن التشكيلي المتداول، إذ يحتاج بالضرورة إلى أثر من رسمة وهمية أخرى تحت الحجر الكريم الذي يملأ فراغاتها، أو رسمة خارجية تتحدد أبعادها ثم تنقل هذه الأبعاد بحجوم مختلفة على رسمة الحجر الكريم، وفي جميع الأحوال فإن الرسم بالحجر الكريم يعد فناً جديداً على اشتغالات فننا العربي، وتتميز براعته في أغلبها على ما يمتلك الحجر الكريم من ندرة، وجمالية في ذاته. وحمل اللون تنويعات لدى كاتي ميات، إذ بدا الأخضر الفاتح قريباً من الأخضر الداكن والأحمر الجوري قريباً من الأحمر الدموي والأسود مجانساً للأصفر والبياض محاذياً للسواد، وفي كل ذلك نرى بريقاً خفياً وخشناً في جسد اللوحة التي تحمل براعتها بذاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©