الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن بحراوي يرصد المستحيل في «دراسات ترجمة الشعر»

1 يوليو 2012
(الرباط) - صدر عن بيت الشعر في المغرب، كتاب للناقد المغربي الدكتور حسن بحراوي بعنوان “مدارات المستحيل.. دراسات في ترجمة الشعر” ويقع في 105 صفحات من القطع المتوسط. عمل حسن بحراوي في هذا الكتاب على إيصال فكرة استحالة ترجمة الشعر بالدقة الكاملة بل أن تحقيق هذا الأمر “يبقى خارج من مقدورنا تماما، لاستحالة نقل كل القيم التعبيرية والشعرية التي تطفح بها القصيدة. ومن هنا، لا مفر من الخيانة في أي من درجاتها، لكن تجربة ترجمة الشعر نفسها، عبر العصور، تعلمنا أن أفق الأمانة يظل مفتوحا بكامل النسبية المتوقعة في مجال مشروع على كل الممكنات، هو مجال الإبداع الإنساني”. ويستعين الدكتور حسن بحراوي لتأكيد طرحه هذا بآراء عدد كبير من الشعراء والمفكرين، ومنهم كاري إدموند الذي يرى ان كل قصيدة شعرية “تعرض أمامنا تطابقا غريبا بين إيقاعها ومضمونها الفكري، لذلك يصعب إعادة إنتاج هذا التطابق بنجاح، حتى في حالة اللغات المتقاربة كالإنجليزية والألمانية مثلا. وطبعا، تزداد هذه الصعوبة كلما كانت اللغات متباعدة إيقاعيا وصوريا كالعربية والصينية مثلا. وضياع احتمال هذا التطابق يفقد القصيدة كامل أبعادها ويجعل ترجمتها أشبه ما تكون بالشبح”. ويقدم كاري مثالا موفقا لقصيدة جميلة تساء ترجمتها عندما يشبهها بتلك السفينة الباذجة التي تعبر البحر وهي محملة بالكنوز، ولكننا لفرط المسافة التي تفصلنا عنها لا نلمح منها سوى شبح باهت لا ملامح له، اللهم مظهرها البعيد الذي لا يفيدنا في معرفة نوعية حمولتها ولا الاتجاه الذي جاءت منه أو الوجهة التي تقصدها. أما فيغيي روبير فقد كتب سنة 1975 أحد كتبه التي قارب فيها إشكالية ترجمة الشعر “ما أسهل القول باستحالة ترجمة الشعر على وجه الإطلاق، ولكن ما أصعب تبريره أمام ذاك التراكم الهائل الذي يتعزز كل يوم باستمرار نقل آلاف الدواوين والقصائد فائقة الصعوبة إلى مختلف اللغات. ولعله من نافل القول إن الترجمة تكون في غاية اليسر عندما تتصدى لنقل الوقائع والأفكار، لانها لا تكون بحاجة سوى للمعرفة اللغوية التي يمكن أن توفرها المعاجم والقواميس. لكن الأمر ليس كذلك في حالة الأعمال الأدبية التي لا تكون رسالتها هي المضمون وحده، إذ أننا نكون في مجال يصبح فيه المضمون شديد الارتباط بالعبارة، أي بالشكل نفسه الذي يفترض إيجاد صيغة لنقل. بل ويصبح الأمر أشد تعقيدا عندما يتعلق موضوع النقل بعمل شعري. ذلك أن البيت الشعري يكون – بسبب لغته ومظهره – ومصدرا للعديد من المشكلات الشائكة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©