السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كذبة «الفيسبوك»!

2 أكتوبر 2010 20:49
طفلة لا تتجاوز التاسعة من عمرها، تضع صورتها على موقع «الفيسبوك»، وبداخلها رغبة للتواصل مع أحد الشباب، وتجربة حظها مع الحب والغرام، متجاهلة نصيحة صديقاتها الصغيرات بأنها ما زالت «صغيرة على الحب»، ولكنها «كبّرت دماغها»، ووضعت صورتها على «الوول» حتى اصطادها «شاب كول»، فأعطته رقم جوالها، فرد عليها بـ «مسد كول» لتطير الطفلة من الفرح بعد أن نجحت في الحصول منه على «راندفو».. الطفلة مارست الخداع، وادعت أن عمرها 25 عاماً، والشاب «كول» ادعى أيضاً أن عمره 27 عاماً، وأثناء اللقاء المتفق عليه، وفي الميعاد الذي تم تحديده عبر «الفيسبوك» وجدت هذا الشاب قد «عاد إلى طفولته» وأصبح في العاشرة من عمره، فلم تتردد في خوض تجربة الحب التي تنشدها معه، وبالفعل أصبحت الطفلة تعيش قصة غرام وهيام مع هذا الطفل، وظهر هذا واضحاً من خلال تبادلهما الحديث والابتسامات والآهات عبر الهاتف الجوال.. هذه القصة نراها على شاشة الفضائيات الغنائية طوال 24 ساعة، من خلال «كليب» جديد بعنوان كذبة «الفيسبوك»! للطفلة علا فتحي، التي تمردت على طفولتها في هذا الكليب، ونجح المخرج من خلال تصوير الأغنية في اغتيال براءتها والنيل من عفويتها، فجعلها ترقص وتتمايل وتتدلل وكأنه يقوم بإخراج فيديو كليب لروبي أو هيفاء وهبي أو ميريام فارس، حتى وقعت الطفلة المسكينة في شرور هذا المخرج «المراهق»، فدفعها لإقامة علاقة عاطفية وهي في التاسعة من عمرها مع طفل العاشرة، ضاربة ببراءتها وعمرها الصغير عرض الحائط، وكأنها دعوة للأطفال للدخول في تجارب عاطفية. هذا الكليب يمثل وصمة عار في جبين مخرجه عمرو عبدالعزيز، وكاتب كلماته مصطفى جبريل، وملحنه مجدي أبو عوف، الذين قرروا المتاجرة بالطفولة على شاشات الفضائيات العربية، في اعتقاد «خائب» من جانبهم بأنهم خرجوا على المشاهد بفكرة عبقرية جديدة، قد تلقى إعجابه.. ولكنهم واهمون! لأن ما قاموا به محاولة رخيصة تنتهك عذرية البراءة، وتلقي بالأطفال الصغار في دائرة مفرغة من الانحلال والتسيب، وتدفعهم للسير على طريق مملوء بالأشواك. وفي الوقت الذي نحاول فيه، حماية مجتمعاتنا العربية من هذا الانحلال والعري وإثارة الغرائز، وسوء استخدام التكنولوجيا، والابتعاد بأطفالنا عن الأفكار الهدّامة، والمناظر الخادشة للحياء، لنربيهم على القيم والمبادئ والفضيلة، ونعدّهم كرجال للمستقبل، يخرج علينا هؤلاء غير المسؤولين والمصابين بقصر النظر، ليحرضون كل طفل وكل طفلة، على خوض تجارب عاطفية في هذه السن الصغير، ليتجاوز الطفل هذه المرحلة «العبيطة» من حياته ولا يضيع وقته في «وهم» البراءة ويدخل مباشرة لمرحلة الصبا والشباب ليحب ويقيم علاقات عاطفية، لنجد أنفسنا في النهاية أمام جيل مشوه، وفاقد لأدنى مقومات الأخلاق، وكل هذا يندرج تحت قائمة الإبداع الفني، الذي كثيراً ما ترتكب الجرائم باسمه في عصرنا هذا! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©