الشارقة (الاتحاد) - أكدت شرطة الشارقة أن سبب وفاة الفتاة العراقية، 11 عاماً، قبل أيام يعود إلى استنشاق مبيد الحشري سام يباع في الأسواق بشكل غير قانوني، وذلك استناداً الى التقارير الطبية والفحوصات التي أجريت في شقة العائلة المنكوبة.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى صباح يوم الأربعاء 28 يونيو حيث أدخلت عائلة عراقية إلى مستشفى القاسمي، وتبين من الفحوص الطبية أن الأم وابنتها البالغة من العمر 11 عاماً في حالة حرجة جداً نقلتا على إثرها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى القاسمي.
واشتبه الأطباء بأن تكون حالة تسمم غذائي نظراً للأعراض التي ظهرت على المصابتين، إلا أنه وبعد إجراء الفحوص الطبية تم تشخيص حالتهم بالتسمم الكيميائي من مواد شديدة السمية. وتلقت شرطة الشارقة الأحد الماضي بلاغاً من المستشفى يفيد باستقباله عائلة تعاني من أعراض تسمم حادة، توفي على إثرها أحد أفرادها وهي الفتاة فرح إبراهيم ذات الـ 11 عاماً.
وذكر الدكتور صقر المعلا نائب المدير التنفيذي رئيس قسم جراحة التجميل بمستشفى القاسمي أن الأم وابنتها تم نقلهما إلى المستشفى وهما تعانيان من آلام في المعدة، وقد تم تسريح الأم بناءً على مسؤوليتها الشخصية، ولكنها عادت إلى المستشفى في اليوم التالي لتفاقم حالتها الصحية.
وقال الدكتور المعلا: “في حالة وجود تسمم بالمبيدات الحشرية فإنه لا يمكن التنبؤ بالوضع، فهذه المواد تؤدي في النهاية إلى قصور وفشل في وظائف القلب ثم يصل تأثيرها للكلى والرئة التي تكون آخر الأعضاء المتأثرة، لافتاً الى أن وفاة الفتاة كانت بسبب قصور في وظائف القلب صباح الاثنين الماضي بينما لا تزال الأم في غيبوبة وتحت المراقبة الطبية.
وبناءً على ما ورد من المستشفى، شرعت السلطات المختصة في شرطة الشارقة بإجراء تحقيق حول ملابسات الحادث، حيث توجه فريق من إدارة التحريات والبحث الجنائي، وخبراء المختبر الجنائي ومفتشي الصحة العامة في بلدية الشارقة لسكن الأسرة من أجل جمع المعلومات وتحديد السبب الحقيق لوقوع الحادث.
وذكر المقدم الدكتور سامي الحليان خبير الأدلة الجنائية بقسم المختبر الجنائي أنه وبعد تفتيش الشقة واستجواب المسؤولين في المبنى السكني، توصلت الشرطة إلى أن مصدر الرائحة السامة التي وصلت لشقة العائلة العراقية في الطابق 11 كانت منبعثة من الطابق 12.
وتبين أيضاً أن المستأجر بالشقة التي في الطابق 12 من الجنسية الهندية كان يعاني ولفترة طويلة من الحشرات، وخلال التحقيقات مع المستأجر وحارس المبنى الهندي الجنسية أيضاً، أبلغ الأخيران الشرطة بأنهما تواصلا مع إدارة المبنى حول مشكلة الحشرات التي تجاهلت الأمر وأبلغت المستأجر الهندي بالتعامل مع الأمر بنفسه، على الرغم من أن إدارة كل بناية سكنية تكون وبموجب عقود التأجير مسؤولة عن الترتيب مع شركات المبيدات الحشرية لحماية المستأجرين من أي مخاطر صحية.
وبناءً على موقف إدارة المبنى اتصل المستأجر الهندي بحارس البناية واستفسر منه عن كافة السبل الممكنة لشراء المبيدات، فاقترح الحارس عليه تزويده بالمادة الكيميائية المطلوبة.
وبتتبع مصدر المبيد السام من قبل إدارة التحريات والمباحث الجنائية تأكد أن الحارس قام ومن خلال اتصالات مع عدد من معارفه بشراء المبيد من بائع على علم تام بتأثيره السام، مقابل 75 درهماً ليعيد بيعه على المستأجر الهندي بـ 200 درهم.
بلدية الشارقة تستعد لإطلاق حملة توعية بمخاطر بيع وتداول المبيدات الحشرية السامة
تستعد بلدية الشارقة حالياً وبالتعاون مع مركز الشارقة الإعلامي والجهات المختصة لإطلاق حملة توعية تستهدف المجتمع بكاف فئاته، تهدف إلى التوعية بمخاطر بيع وتداول مثل هذه المبيدات الحشرية السامة. وقد تقدمت شرطة الشارقة بالشكر إلى جميع الجهات المعنية الذين بذلوا قصارى جهدهم للكشف عن ملابسات القضية وتوفير جميع المتطلبات الضرورية والاختبارات الطبية اللازمة لجميع أفراد العائلة.
عدد اليوم
