الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عمّار العطّار «يؤرشف» لحظات إبداع الفنانين

عمّار العطّار «يؤرشف» لحظات إبداع الفنانين
3 يوليو 2015 00:17
إبراهيم الملا (الشارقة) يعمل الفنان والمصور الفوتوغرافي الإماراتي عمار العطار، ومن خلال كاميرته التقليدية أو «الكلاسيكية» ـ إذا صح الوصف ـ على توثيق الظواهر الفنية والتشكيلية والثقافية في الدولة، اعتمادا على صيغة تسجيلية تمزج صورة الفنان أو المثقف أو الناقد مع بيئته الخاصة اللصيقة بطقوسه ويومياته وانشغالاته الذاتية والإبداعية. وانطلاقا من هذا الهاجس التوثيقي المستقلّ، قدم العطار مؤخرا معرضه الفوتوغرافي بعنوان: «فهرس الفن 1» كفاتحة أو مشروع أولي لسلسلة من المعارض التي تنحو باتجاه الرصد الببلوغرافي بتكوينه البصري الصرف، والذي يستنطق الإيحاءات الكامنة خلف الصورة، وكي يأخذ المتفرج إلى جولة اكتشافية للتفاصيل الغائبة والإشارات المبهمة داخل الورشة التطبيقية والذهنية للفنان ومقاصده الخفيّة والمعلنة على السواء. في الحوار التالي يحدثنا عمار العطار عن معرضه الحالي المقام في مركز مرايا في قناة القصباء في الشارقة، وعن مشاريعه الفنية القادمة والمنضوية في سياق إكمال هذا المشروع وإثرائه بأعمال جديدة ومتنوعة في المستقبل. أشار العطار بداية إلى أن فكرة معرض «فهرس الفن 1» نبعت من رغبته في اقتناص اللحظة الإبداعية للفنانين والنقاد أثناء اشتغالهم على أعمالهم التشكيلية والبحثية، موضحا أن جلّ الأعمال التي وثقها كانت لفنانين إماراتيين ومقيمين نظرا لحضورهم المكثف في الساحة التشكيلية بالدولة. وأضاف العطار بأن بعض الصور وثقت لوجوه وشخصيات معروفة من مقتني الأعمال الفنية والقيمين على المعارض والمشرفين على المناسبات الفنية الكبرى في المكان. وفي سؤال عن الفترة التي استغرقها تنفيذ هذا المشروع والأسلوب الذي انتهجه في التصوير، أجاب العطار بأنه بدأ المشروع قبل سنتين من أجل توثيق عالم الفن والشخصيات الفاعلة والمؤثرة لتفعيل هذا الجانب الحضاري والثقافي المهم، وتطويره والترويج له بالشكل الذي يخدم الذائقة الفنية والتوجه المطرد والمتنامي نحو الفنون المعاصرة وأماكن إنتاجها وطريقة عرضها على الجمهور. وأضاف العطار بأنه قام بجولات عديدة في مناطق الدولة المختلفة لزيارة الفنانين في بيوتهم وورشهم واستوديوهاتهم الخاصة، والأخرى العامة في الغاليريهات والمؤسسات الرسمية المختلفة، مؤكدا على تجاوب الفنانين معه وترحيبهم بالفكرة التي تطمح في النهاية إلى تأسيس ألبوم أرشيفي يتجاوز الشكل التقليدي إلى شكل آخر تفاعلي وأقرب إلى الحكاية البصرية المعروضة أمام الجمهور بنسقها السردي ومحتواها الحميمي المنعكس على العلاقة الخاصة بين الفنان ومنتجه الإبداعي. واستطرد العطار قائلا بأنه ركّز على البيئة المحيطة بالفنانين والنقاد والمقتنين لكسر الإطار الجامد للبورتريه، وخلق مساحة ديناميكية بين الذات والمكان، وتأثيرات هذا المكان على طبيعة العمل الفني بكل ظلاله وألوانه وتكويناته وأبعاده. وقال العطار أن بعض الفنانين ومنهم على سبيل المثال الفنان والمصور جاسم العوضي طلب منه الذهاب معه إلى منطقة الذيد في إمارة الشارقة لارتباطها بذاكرة جمالية خاصة لديه، كما أن فنانين آخرين مثل حسن شريف ونجاة مكي ومحمد كاظم وعلي العبدان ومحمد القصاب وغيرهم اختاروا ورشهم واستوديوهاتهم الخاصة كبيئة مثالية ومعبرّة عن نوعية أعمالهم واتجاهاتهم الفنية. وعن سبب اختياره للكاميرا التقليدية (الأنالوج) عوضا عن كاميرات الديجيتال الرقمية الحديثة، أوضح العطّار أنه يعشق الصور المنفذة باللونين الأبيض والأسود، والعمل بالأسلوب القديم في التصوير، والذي يتطلب ـ كما أشار ـ جهدا خاصا ومعالجات فنية تعجز الكاميرا الحديثة عن تقديمها، مضيفا أن العمليات اللاحقة مثل تحميض أفلام النيجاتيف يدويا في الغرفة المظلمة تستهويه كثيرا. وعن المعارض التي شارك فيها سابقا أشار العطار إلى أنه شارك في عدة معارض داخلية مشتركة مثل بينالي الشارقة 2013، وبرنامج «الفنان المقيم» في إمارة دبي عام 2013، كما شارك خارجيا في متحف ثيسالونيكي في اليونان وقد اقتنت أعماله العديد من المؤسسات ومنها مؤسسة الشارقة للفنون، ومؤسسة بارجيل للفن، ومجموعة «السواني» في السعودية. وعن مشروعه القادم ضمن السلسلة التوثيقية التي يعمل عليها منذ فترة، أوضح العطّار أنه يسعى في معرضه القادم «فهرس الفن 2» إلى بناء أرشيف وقاعدة بيانات حول تاريخ التصوير الفوتوغرافي في دولة الإمارات، إضافة إلى عمله على عدد من المشاريع الفنية الأخرى، كما أنه يقيم عددا من ورش العمل المتعلقة بتقنيات التصوير الضوئي وأساليب العمل بالكاميرات الأصلية العتيقة، وكيفية توظيفها بالشكل الأمثل والأقرب لذائقة الفنان الهاوي في بداياته المبكرة مع فن التصوير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©