الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تلويح أردوغان بالتدخل في سوريا مناورة للضغط على الغرب

تلويح أردوغان بالتدخل في سوريا مناورة للضغط على الغرب
3 يوليو 2015 00:21
أنقرة (رويترز) بعد أن اعتراه القلق نتيجة التقدم الذي أحرزه المقاتلون الأكراد في سوريا في مواجهة تنظيم «داعش» وأغضبه تقاعس الغرب عن التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، يثير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتمال التدخل العسكري التركي في سوريا. وتهدد مثل هذه الخطوة بإبعاد الغرب في وقت اهتزت فيه الثقة في تركيا بالفعل نتيجة النزعات السلطوية لأردوغان وتباطؤ النمو، كما ستحول دون أن يُشكل حزب العدالة والتنمية الذي أسسه ائتلافًا مع حزب المعارضة الرئيس. غير أن تهديدات أردوغان ربما تكون مناورة تهدف إلى التأثير على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا وتعزيز شعبيته في الداخل بعد أن مني حزب العدالة والتنمية بانتكاسة كبيرة في الانتخابات. وفوجئت أنقرة بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية السورية، مدعومة بالضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ونجاحها في إجبار مسلحي تنظيم «داعش» على الانسحاب من بلدات سورية قرب الحدود التركية. وتخشى تركيا من قيام دولة كردية مستقلة على الأراضي السورية، مما سيكسب أكراد تركيا الذين يبلغ عددهم 14 مليونًا جرأة. وأوضح أردوغان، في مطلع الأسبوع الجاري، أنه لن يسمح أبداً بقيام هذه الدولة، ومنذ ذلك الحين تروج الصحف الموالية للحكومة لمقترحات بالتدخل منها إقامة «منطقة عازلة» بطول 110 كيلومترات وعرض 33 كيلومتراً في منطقة جرابلس في سوريا والخاضعة حاليًا لسيطرة «داعش». وأفاد «جوناثان شانزر» من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، بأن هذه خطوة ستزعزع استقرار المنطقة بشدة وستصبح نقطة خلاف رئيسة مع الغرب. وذكر أحد كبار مساعدي أردوغان أن تركيا تتحدث إلى أعضاء حلف شمال الأطلسي بشأن أمن الحدود، وأن لديها مبررات قانونية لاتخاذ خطوات للحفاظ على الأمن، لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وقال عبد القادر سلفي، الكاتب الذي يعبر في كثير من الأحيان عن وجهة نظر الحكومة، «إن هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تدفع تركيا إلى إقامة منطقة عازلة بطول 15 كيلومترًا، حيث سيسمح لقواتها البرية بدخول الأراضي السورية». ومن بين «الخطوط الحمراء» احتلال القوات الكردية المنطقة المحيطة بجرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات أو أي هجوم لتنظيم «داعش»، الذي دفع المزيد من اللاجئين السوريين للهرب إلى تركيا التي تستضيف مليونين منهم بالفعل. وكتب سلفي في صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة «إذا سقطت منطقة جرابلس في أيدي وحدات حماية الشعب التركية، فإن الطريق التجاري بين تركيا وسوريا ومنها إلى الشرق الأوسط سيقطع». وتشعر أنقرة بالقلق أيضًا على مصير التركمان بالمنطقة، وقد اتهمت المقاتلين الأكراد بالفعل «بالتطهير العرقي». وأشار مسؤول في أنقرة إلى أنه إذا سيطرت وحدات حماية الشعب على جرابلس، وتشكل خط كردي على الحدود، فإن صلات تركيا مع مناطق وسط سوريا ستنقطع. وأضاف «هناك خطر يكمن في أن يتجه نحو مليون لاجئ إلى تركيا دفعة واحدة إذا سقطت عدة مناطق سكنية، وبالنسبة لتركيا هناك أعباء خطيرة اجتماعيًا وماليًا». والأهم من ذلك تريد أنقرة من واشنطن أن تكبح جماح الطموحات التركية في إقامة دولة، وأن تزيد الضغط على الأسد. لكن قدرة الولايات المتحدة على الرد محدودة فهي تركز على دعم وحدات حماية الشعب الكردية على اعتبار أنها أفضل الخيارات المتاحة لهزيمة «داعش» عدوها الرئيسي كما تحتاج إلى موافقة الأسد الضمنية حتى تتمكن من شن ضربات جوية على الإسلاميين المتشددين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين الماضي «إنها ليست لديها أدلة دامغة على أن تركيا تدرس إقامة منطقة عازلة في سوريا»، مضيفة «إن هذه الخطوة ستنطوي على تحديات لوجستية خطيرة». واستبعد مسؤولون في أنقرة طلبوا عدم نشر أسمائهم أن تتحرك تركيا بمفردها في نهاية المطاف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©