الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقارب بين واشنطن وموسكو في محادثات إيران النووية

تقارب بين واشنطن وموسكو في محادثات إيران النووية
3 يوليو 2015 00:21
فيينا (أ ب) تشهد العلاقات الأميركية الروسية فتور ما بعد الحرب الباردة في كل مكان، باستثناء المحادثات النووية الإيرانية. وعلى الرغم من التوترات بشأن الأزمة الأوكرانية التي تغلغلت في كافة جوانب العلاقات، لا تزال واشنطن وموسكو تجدان مساحة مشتركة في واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً على الأجندة العالمية، يتمثل في التوصل إلى اتفاق يحول من دون قدرة إيران على تصنيع أسلحة نووية. وينسب المسؤولون في كلا الجانبين الفضل للطرف الآخر في المقترحات البراجماتية وحسن النوايا التي تسمو فوق اختلافاتهم الواسعة. وبالنسبة للولايات المتحدة، يحمل الإخفاق في التوصل إلى اتفاق مخاطرة غير مرغوبة بالتورط في صراع جديد داخل الشرق الأوسط، كما أن الرئيس باراك أوباما لا يريد خسارة قضية رئيسة من بنود ميراث سياساته الخارجية. وأكدت الإدارة الأميركية أنها يمكن أن تضرب المنشآت النووية الإيرانية عسكريًا حال فشل المحاولات الدبلوماسية في كبح أنشطتها النووية، كما أن إسرائيل تهدد صراحة بشن هجمات جوية، في تحرك قد يجر واشنطن إلى صراع جديد. ولا يرغب الروس أيضاً في حرب أميركية إيرانية، فمثلما يشير المفاوض الأميركي في المحادثات النووية حتى 2013 «جاري سامور»، إن التوصل إلى اتفاق يصب أيضاً في المصلحة الاستراتيجية لموسكو، بينما تحاول تقييد التواجد الأميركي في الشرق الأوسط. وأوضح «سامور»، الذي يعمل الآن باحثاً في مركز «بلفر» للأبحاث في جامعة «هارفارد»، أن الروس لا يودون أن تجوب الولايات المتحدة العالم تقصف الدول. ومن أجل هذه الغاية، تمثل المحادثات الإيرانية أيضاً قناة اتصال بين روسيا والولايات المتحدة بطرق شتى لتقليص الاضطرابات في الشرق الأوسط.وأوضح وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف»، أن محادثاته مع نظيره الأميركي «جون كيري» يوم الثلاثاء الماضي في فيينا كانت فرصة لتبادل الآراء حول كيفية تكثيف الدولتين ودول أخرى في المنطقة جهودها لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي حين يختلف الروس والأميركيون بشأن دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن «سامور» يعتقد أن مساندة الكرملين للأسد باتت الآن ثانوية أمام إيجاد طريقة لهزيمة «داعش». وعلى رغم أن المكان كان مقر المحادثات النووية، إلا أن تصريحات «لافروف» بعد لقاء «كيري» عكست كيفية تحول المناسبة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأفاد الوزير الروسي بأن المحادثات لم تكن «الموضوع الرئيس للقائنا»، مشيراً إلى أنه تبادل و«كيري» آراء وأفكار محددة بشأن كيفية محاولة إدارة الموقف بصورة أفضل في الحملة العسكرية ضد «داعش». ويرى «جراهام أليسون» أستاذ العلوم السياسية في جامعة «هارفارد» أن التعاون الروسي الأميركي «دليلاً جيداً» على وجود مصالح مشتركة حقيقية، يمكن أن تراها روسيا وأميركا بخلاف خلافاتهما العلنية بشأن أوكرانيا.وأشار «أليسون» إلى أن واشنطن وموسكو تمكنتا من توقيع عدد من معاهدات الحد من التسلح أثناء الحرب الباردة. وبالطبع، يخدم التوصل إلى اتفاق نووي الاحتياجات الروسية على الصعيد الاستراتيجي، على النقيض من الولايات المتحدة، إذ يمكن أن يعزز وضع طهران كقوة إقليمية متحالفة مع موسكو، وكلتاهما تدعم الحكومة السورية. وفي حين ترفض واشنطن، انتقادات بأن القوى العالمية التي تتفاوض مع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي تقدم الكثير من التنازلات، أعربت عن أملها في إبرام اتفاق جيد لكنها غير واثقة من إمكانية تحقيقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©